اليمن : ذكرى نبوية غير مسبوقة… وحضور جماهيري مليوني
في أكثر من 4 أسابيع متواصلة… عاش الشعب اليمني على إيقاع احتفالات متواصلة بمناسبة المولد النبوي الشريف للعام 1442هـ، قدرت بـ 150 ألف فعالية ونشاط رسمي وشعبي، تنوعت ما بين ندوات رسمية وفعاليات ولقاءات ومجالس شعبية وخطب ومحاضرات وقوافل وأنشطة تكافل وأنشطة ومهرجانات ومعارض صور، عبرت مجملها عن هوية اليمنيين وحبهم وولائهم للرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
وبالفعل فقد شهدت الساحات المخصصة لمناسبة المولد النبوي الشريف احتفالات غير مسبوقة، حيث توجت المناسبة بأضخم احتفالات جماهيرية، إذ احتضت 15 ساحة وميداناً في العاصمة صنعاء والمحافظات الفعاليات الكبرى والرئيسية للمناسبة الشريفة، والتي شهدت زخماً جماهيرياً غير مسبوق يعد سابقه في تاريخ المناسبات في اليمن، جسد فيها الشعب اليمني على الواقع دعوة وتأكيد قائد الثورة سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بأن يكون الاحتفال بالمولد النبوي لهذا العام متميزاً ولا نظير له في كل مناسبات الدنيا.
الشعب يجسد الانتماء والولاء لخاتم الأنبياء:
في موقف يجسد الانتماء والولاء لخاتم الأنبياء والمرسلين، اكتظت ساحات الاحتفالات بالعاصمة صنعاء ومعظم المحافظات بحشود جماهيرية غير مسبوقة للاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث يتوسط اسم “محمد” صلى الله عليه وآله وسلم ساحات المحتشدين في صورة تعبر عن ارتباط وحب اليمنيين للرسول الأعظم والمكانة التي يحتلها في قلوبهم ووجدانهم، إذ رفع المشاركين اللافتات والشعارات المعبرة عن الفرحة والبهجة بذكرى المولد النبوي الشريف، ومدى الارتباط بالرسول الأعظم والسير على نهجه والاقتداء بسنته العطرة.
وحين يحتفل الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف بفعاليات فذلك بهدف تذكره برسول الله وتعزيز علاقته به، وترسيخ عظمة نعمة الله عليه، وهو بذلك يطرق أبواب رحمة الله عندما يعلن صدق حبنه واتباعه لرسوله، ويجسد قول الله سبحانه وتعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
وكانت تأكيدات السيد القائد في خطابه بمناسبة المولد النبوي الشريف في: التأكيد على الثبات في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي، والتأكيد على الوقوف مع أحرار الأمة في محور المقاومة للتصدي للخطر الأمريكي والإسرائيلي، وكذلك التأكيد على رفض للسياسة الأمريكية الاستعمارية المعادية للأمة العربية والإسلامية، وأيضاً التأكيد على التمسك بالأخوة الإسلامية.
رسائل سياسية وأمنية وعسكرية
ثمة رسائل سياسية وأمنية وعسكرية من وراء الاحتشاد الجماهيري المليوني في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات خلال ذكرى المولد النبوي الشريف، يقدمها الكاتب والصحفي زيد الغرسي، وذلك كالتالي:
• كانت تلك الحشود أكبر تعبير عن حالة الأمن والاستقرار التي تعيشها المحافظات الحرة، حيث لم تشهد ساحات الاحتفال أية حوادث أمنية، بالرغم من محاولات العدوان تعكيرها باغتيال الوزير حسن زيد إلا أنه فشل في ذلك
• أكدت تلك الحشود التفاف الشعب حول قيادته ممثلة بالسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، وأن الشرعية هي للشعب وليست لحكومة فنادق الرياض، وكذلك أن الشعب اليمني عاد لهويته الايمانية ومبادئه وقيمه واخلاقه التي عُرف بها منذ مناصرته لرسول الله وحتى الآن.
• أكدت الحشود الجماهيرية المليونية التي شاركت في فعالية المولد النبوي فشل كل تلك المحاولات الاعلامية التي سعت لمنع الناس من الحضور بذريعة الفقراء وبدعه والخ.
• إن وصول وفد من قبائل نجران فهي رسالة مفادها أن شعب نجد والحجاز لن يكون إلا مع اخوانه اليمنيين ضد الأسرة الطاغية آل سعود، وأن رجال نجران قد اتخذوا موقفهم الواضح في الوقت المناسب، وهذا سيغير المعادلات في الداخل السعودي.
• أن حضور عشرين جالية عربية وإسلامية يؤكد على عمق الاخوة التي ينبغي أن تكون بين مختلف المسلمين، وان ذكرى رسول الله من المفترض أن تساهم في وحدتهم.
• كان من أبرز الرسائل لتلك الحشود الهائلة أنها كانت أكبر رد على الاساءات الفرنسية لرسول الله صلوات الله عليه واله، ومؤكدة في نفس الوقت أن شعب اليمن لن يتخلى عن موقفه الثابت في معاداة “إسرائيل” والانتصار لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية في زمن تهرول فيه الانظمة العربية نحو العدو الاسرائيلي.
أضف إلى ذلك أن الحشود المليونية للشعب اليمني في ذكرى المولد النبوي الشريف مثلث بمثابة رداً قوياً على إساءات فرنسا المتكررة إلى رسول الله، وشهادة على حب الشعب اليمني الصادق لرسول الله، الذي الجم أفواه أعداء رسول الله، وكذلك حجة الهية على الأمة الإسلامية بكلها كما تحدث بذلك سماحة السيد حسن نصر الله، فالشعب اليمني أيقظ في العالم الاسلام الحماس، واشعرهم بمسؤوليتهم تجاه نبيهم ودينهم وما لحق به من اساءات متكررة، وسيأتي اليوم الذي تستجيب فيه شعوب العالم العربي الإسلامي قاطبة لدعوة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف.
وختاماً…فقد انتهت الفعالية الكبرى للمولد النبوي الشريف في كل محافظات اليمن الحرة لكن صداها مازال قائماً وصوتها مازال عالياً، وسينتقل الاحتفال من ساحات الاحتفالات إلى ساحات وميادين القتال.
وسيستمر الاحتفال بمولدك يا رسول الله، فالكل سيحتفل بطريقة الخاصة، فالشعب اليمني سيحتفل بهذه الذكرى العظيمة باستمراره برفد الجبهات بالمال والرجال، والقوة الصاروخية وسلاح الطيران المسَّير سيواصلون الاحتفال بالمولد النبوي بطريقتهم وسيستهدفون أعداء الإسلام والرسول، وكذلك أبطال الجيش واللجان الشعبية سيحتفلون في جبهات العزة والكرامة، ويحققون “بفضل الله” الانتصارات تلو الانتصارات العظيمة والكبيرة، وأيضاً فإن وحدات التصنيع الحربي ستستمر بعون من الله في صناعة وتطوير أحدث الأسلحة ابتهاجاً مولدك يا رسول الله.