اليمن :تطويرٌ مُستمرٌّ للقدرات البحرية وجاهزية للوصول إلى أبعد نقطة: مرحلةٌ جديدة وواقع جديد.. خياراتُ الردع أقوى
تطويرٌ مُستمرٌّ للقدرات البحرية وجاهزية للوصول إلى أبعد نقطة
يدركُ العدوانُ الأمريكي السعوديّ مخاطر المغامرة في تصعيد جديد مع اليمن، إذ إن اختيار هذا القرار ستكون له عواقب وخيمة؛ لأَنَّ صنعاء تستطيع قلب الطاولة على الجميع.
ولتأكيد هذه الحقيقة أكّـد رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أن “قواتنا على الميدان فرضت قواعد اشتباك جديدة، وعلى الطرف الآخر إدراك حقيقة أننا دخلنا مرحلة جديدة”، حَيثُ تأتي أهميّة هذا التصريح في استمرار تعنت العدوان في إيقاف الحرب ورفع القيود الاقتصادية على شعبنا، بالتوازي مع تحَرّكات مريبة في المحافظات المحتلّة لتنفيذ المزيد من الأجندة المشبوهة، وفي مقدمتها التحَرّكات في البحر الأحمر.
وإذا كان العدوّ يحاول تجريب البحر لإيقاع الهزيمة باليمنيين، فَـإنَّ صنعاء تدرك ذلك جيِّدًا، وهي على استعداد دائم، كما قال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي في تصريحات سابقة: إن “الأمن البحري للبلد ستكون له الأولوية في المرحلة القادمة”، فالسيادة اليمنية على مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية لا تنازل عنها.
وتأتي هذه الرسائل والتصريحات في إطار مؤشرات وصول مسار التهدئة والمفاوضات إلى نهاية مسدودة، وفي هذا الشأن يؤكّـد عدد من الخبراء والباحثين في الشؤون العسكرية أن مواجهة العدوّ مستقبلاً ستختلف تماماً بعد أن أصبحت خيراتنا مفتوحة وقدرات القوات البحرية كقوة ضاربة ومعادلة مؤثرة في موازين الردع سواء على مستوى الصواريخ أَو على مستوى الزوارق المسيَّرة أَو على مستوى الألغام البحرية وُصُـولاً إلى ما أعدته صنعاء كنوع من المفاجأة والتي تحتفظ بها القوات البحرية اليمنية بشكل خاص من قدرات رادعة ضمن خيارات التصدي والمواجهة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي.
قوةٌ ضاربة
وفي هذا الصدد يؤكّـدُ الباحِثُ في الشأن العسكري زين العابدين عثمان أن القواتِ البحرية بفضل الله تعالى أصبحت قوة ضاربةً ومعادلة مؤثرة في موازين الردع والمواجهة ضد تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وباتت تأخذ مساراً تصاعدياً في مجال القدرات والأسلحة النوعية المتطورة التي تكفل مواجهة كافة التهديدات والتحديات البحرية.
ويوضح عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن قواتنا البحرية ظهرت بقدرات جديدة واستثنائية سواء القدرات البشرية المقاتلة من وحدات الغواصين وخفر السواحل وقوات مشاة البحرية وعلى مستوى التسليح الذي أصبح يتكون من مجموعات زوارق متطورة وألغام بحرية، ومجموعة ضاربة من الصواريخ بر-بحر التي تعتبر طليعة أهم عناصر القوة التي تمتلكها قواتنا البحرية وتعتمدها في إطار استراتيجيتها الدفاعية.
ويشير إلى أن هناك أجيالاً متقدمةً من المنظومات الحديثة التي كشف عنها لأول مرة منها “صواريخ فالق1 ومندب 2 وصواريخ البحر الأحمر وعاصف وروبيج التكتيكي التي تم تطويرها بتقنيات تحقّق ضرب أي هدف بحري يتمركز في طول وعرض البحر الأحمر-العربي-باب المندب.
ويواصل حديثه: “ونأخذ صاروخ “فالق1 وروبيج وعاصف” المثلث الناري الأكثر تطوراً وَتتميز بقدرات عملياتية وتقنية توازي نظيراتها من الصواريخ البحرية التي تملكها الدول المتقدمة، فهي تمتلك الدقة العالية في ضرب الأهداف البحرية المختلفة في المياه الإقليمية أَو الدولية والقدرة الفائقة على المناورة ومواجهة الحرب الإلكترونية والتشويش والنظم الدفاعية والقدرة على تدمير مختلف القطع العائمة كالمدمّـرات والفرقاطات وحاملة الطائرات وغيرها من القطع، لافتاً إلى أن الرؤوس الحربية الكبيرة التي تحملها هذه الصواريخ لا سِـيَّـما صاروخ روبيج وعاصف تستطيع بعون الله وتسديده أن توفر قوة نارية كافية لاختراق أسطح وهياكل السفن الضخمة وحاملة طائرات كـ حاملة U. S. S ليكولن الأمريكية.
ويزيد بالقول: كما أنها تمتلك القدرة على ضرب أي هدف قريب أَو بعيد المدى في طول وعرض البحر فجميع القطع والأساطيل البحرية التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي التي تتمركز في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي خُصُوصاً مجموعات الأسطول الخامس الأمريكي هي في مرمى الاستهداف.
ويواصل: بالتالي فقواتنا البحرية أصبحت اليوم بفضل الله تعالى على مستوى الجاهزية الكاملة لمواجهة كُـلّ السيناريوهات وخوض معركة بحرية بمعيار استراتيجي لا تتصوره دول العدوان وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا، كما أنها باتت تتمتع بالقوة الكافية لحماية السيادة والسواحل والمياه الإقليمية وكسر الحصار البحري المفروض على اليمن ومنع نهب الثروات وهذه الجزئية التي يفترض على دول العدوان فهمها وأخذها بالاعتبار.
ويشير إلى أن مواصلة الحصار والتنكيل بالشعب اليمني تجويعاً وحصاراً ونهب ثرواته النفطية واستباحة سيادته البحرية في السواحل والجزر فَـإنَّ ذلك سيكون دافعاً أَسَاسيًّا لتفتح معركة بحرية واسعة الخيارات، يكون من ضمنها استهداف كُـلّ ثكنات دول العدوان وقواعدها العسكرية التي استحدثها في السواحل والجزر التي تنتشر فيها القوات الإماراتية والإسرائيلية والأمريكية، واستهداف كُـلّ مجموعات العدوّ البحرية سواء سفن أَو ناقلات نفط أَو بوارج حربية التي تتحَرّك على المياه الإقليمية والسيادية، لافتاً إلى أن الحرب القادمة إن حصلت لن تكون كسابقاتها وستجد دول العدوان نفسها أمام معركة بحرية تتجاوز الحسابات والنظريات وما يمكن أن تتصوره دول العدوان، فالبحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي ستكون شعلة من نار.
جاهزيةٌ وقدرات عالية
بدوره، يؤكّـد الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان، أنه اليوم ومما بات واضحًا سواء مما أظهرت صنعاء في عروضها العسكرية المختلفة والتي تجلت بتلك القدرات البحرية تحديداً سواء على مستوى الصواريخ، أَو على مستوى الزوارق المسيَّرة، أَو على مستوى الألغام البحرية، أَو مما تحتفظ به صنعاء كنوع من المفاجآت لتحالف العدوان، فَـإنَّها لا شك لديها القدرة على أحداث معادلات في المعركة البحرية.
ويضيف في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” كما أنها كانت قادرة على إرساء تلك المعادلة في المعركة البرية وفي المعركة الاستراتيجية بشكل عام، وبالتالي اليوم تحالف العدوان الذي لا يزال يراهن على هذا الهدف الاستراتيجي الذي رسمه منذ البداية للسيطرة على السواحل والجزر اليمنية لا سِـيَّـما مضيق باب المندب وجزيرة ميون، عليه الإدراك أن اليمنيين اليوم في وضع مختلف تماماً سواء من حَيثُ تراكم عناصر القوة التي باتت تمكّنهم من حماية الشواطئ والسواحل اليمنية؛ باعتبار أن اليمن ينبغي أن يفهم لدى الجميع بأنها دولة بحرية.
ويؤكّـد أنه وعلى هذا الأَسَاس بنت القيادة اهتمامها بتطوير هذه القدرات من الصفر ووصلت إلى المستوى الذي باتت فيه قادرة على أحداث معادلات ردع إلى أبعد نقطة بحرية في أقصى السواحل الشرقية من سواحل المهرة إلى أبعد نقطة في السواحل الشمالية الغربية في ميدي، وبالتالي على تحالف العدوان أن يدرك هذه المعطيات وألا يراهن على أحداث أي اختراق في المعركة البحرية، لا فتاً إلى أننا إذَا أخذنا في الاعتبار كما كان يراهن في المعركة البرية وقد فشل، فَـإنَّ خسارته ستكون أعظم.
ويشير إلى أن حدود المعركة لن تقف عند مستوى المعركة التي يراهن عليها في السواحل اليمنية، بل تتعداها إلى ما هو أبعد إقليمياً ودوليًّا؛ نظراً لأهميّة الموقع الاستراتيجي الذي تحتله اليمن ومضيق باب المندب وما يشكله من أهميّة للتجارة العالمية، والملاحة الدولية، وإمدَادات النفط، والطاقة