اليمن بلا نظام صحي.. وإبن سلمان يتحالف مع كورونا
في الوقت الذي بح صوت المسؤولين الامميين وعلى راسهم الامين العام لمنظمة الامم المتحدة، وهم يطالبون قادة وحكومات العالم بوقف الحروب والنزاعات ورفض العقوبات والحصارات، ولو مؤقتا، من اجل توحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا الذي يهدد العالم اجمع، الا أننا نرى بعض الذئاب المتلبسة بلباس الادميين، تعتبر وباء كورونا فرصة للانقضاض على خصومها.
اللافت ان دعوة انطونيو غوتيريش كانت موجهة بشكل رئيسي، دون ان يعلن ذلك جهارا، الى الثلاثي الذي لا يكل ولا يمل من الحروب والعدوان والتدخل في شؤون الدول والشعوب ، وهم الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس وزرء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو و ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فالاول يخوض حروبا بفرض عقوبات على اكثر من بلد في خدمة للصهيونية العالمية، والثاني يعتبر العدوان والقتل والحصار مهنته الحقيقة، بينما الثالث فهو مصاب بجنون العظمة ويرى في الحروب والعدوان تجسيدا لهذه “العظمة”.
اللافت ايضا ان هذا الثلاثي وجد في وباء كورونا فرصة سانحة للتعجيل في الوصول الى اهدافه لكسر مقاومة الخصم والتغلب عليه بعد ان فشل، بدون حليفه الجديد كورونا، ان يحقق ايا منها.
سنترك الحديث عن الاول والثاني بشكل مباشر في هذه السطور، ونتوقف قليلا امام الثالث بمناسبة الاعلان الخطير للمتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لمنظمة الامم المتحدة ينس لايركه عن إنهيار نظام الرعاية الصحية في اليمن في الوقت الذي بدا فيه فيروس كورونا ينتشر فيه.
وشدد لايركه في افادته على اننا كنا نسمع من الكثير أن اليمن على الحافة والوضع مقلق بشدة، ولكن الان النظام الصحي في اليمن قد انهار فعليا، وأن موظفي الإغاثة يضطرون لرفض مساعدة الناس لأنهم لا يملكون ما يكفي من الأكسجين الطبي أو إمدادات كافية من معدات الوقاية الشخصية.
عندما يكون الوضع الصحي في المناطق التي تزعم قوات العدوان السعودي الاماراتي الامريكي الصهيوني انها “حررتها” في اليمن بهذا الشكل الفظيع، ترى كيف ستكون عليه الاوضاع في المناطق التي مازالت عصية على المعتدين والتي تخضع لحصار من الجو والبر والبحر ويتم حرمانها من الوقود والغذاء والدواء، وتتعرض لقصف وغارات جوية يوميا؟!!.
عندما يكون هذا وضع عدن “المحررة” والتي تخضع لسلطة “الشرعية”!!، ترى كيف هو حال صنعاء اذا، التي منع وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو من وصول دولار واحد اليها بذريعة انها خارجة عن سيطرة “الشرعية”؟!!.
يبدو ان ابن سلمان يرى كما يرى سيداه ترامب ونتنياهو، ان وباء كورونا هو حليفه الجديد الذي يمكن من خلال التحالف معه ان يحقق اهدافه في اليمن بعد ان عجز باقي حلفائه الذين اشتراهم بالمال عن تحقيقها، متناسيا ، او انساه الحقد، ان كورونا وباء انتشر في العالم كله ومن ضمنه السعودية، وليس محصورا في جغرافيا اسمها اليمن، اذلته واذلت حلفاءه.