اليمن الصاعد وأمريكا الآفلة
اليمن الصاعد وأمريكا الآفلة
لا يزال البعض يظن أن أمريكا اليوم هي نفسها أمريكا تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية، تلك الدولة التي كانت تبطش وتفرض هيمنتها، وتجتاح الدول جواً وبحراً وبراً خلال أيام. لكن هؤلاء يتجاهلون حقيقة أمريكا المعاصرة، التي فرت من أفغانستان في هروب أسطوري مخزٍ لا يمكن ان يحدث لأصغر وأتفه جيوش العالم، أمريكا اليوم التي تتنكر الآن لأوكرانيا، متخلية عنها في محاولة بائسة للهروب من الهزيمة أيضاً دون خسائر سياسية كبرى.
أمريكا اليوم، أيها السادة، أقصى ما تستطيع فعله هو القصف عن بعد، بيد مرتعشة تخشى نفاد الذخيرة، وتخاف التبعات الاقتصادية، والانقسامات الداخلية، والمنافسة الدولية، والأهم من ذلك، تخشى الرد والخسائر المادية والبشرية وتأثيراته على هيبتها وقدراتها. لم تعد حروب أمريكا تهدف إلى هزيمة خصومها، بل باتت مجرد محاولات لحفظ ماء الوجه، أو لمجرد إرسال رسائل سياسية، كما كشفت لنا التسريبات التي نشرها جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير ذا أتلانتيك، عن حربها في اليمن، والتي أظهرت أن أمريكا اليوم تُدار عبر برنامج سيغنال، تماماً كما تُدار “شرعيتنا” المهترئة عبر الواتساب!
أما اليمن، فلم يعد يمن الأمس. لم يعد ذلك التابع، ولا ذلك العاجز عن الرد، ولا ذلك الذي يخشى الحرب.
لقد تغيرت المعادلات كلها، ولم يبقَ إلا أن تتغير العقول المهزومة، التي لا تزال تتوقع المستحيل من العجوز الأمريكي في تغيير معادلة اليمن العظيم. فالمقدمات ترسم لنا صورة النتيجة بوضوح، وبتكرار تاريخي لا تخطئه عين. وكما غيبنا نحن ومن هذه الأرض العصية شمس بريطانيا، وقبلها الإمبراطورية العثمانية، نقولها دون مبالغة وبيقين دامغ: من ها هنا ستغيب شمس أمريكا.
الحقيقة/كتب/أزال الجاوي
اليمن الصاعد وأمريكا الآفلة
لا يزال البعض يظن أن أمريكا اليوم هي نفسها أمريكا تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية، تلك الدولة التي كانت تبطش وتفرض هيمنتها، وتجتاح الدول جواً وبحراً وبراً خلال أيام. لكن هؤلاء يتجاهلون حقيقة أمريكا المعاصرة، التي فرت من أفغانستان في هروب أسطوري…
— أزال الجاوي (@Aljawiazal) March 25, 2025