اليمن الرقم الصعب …
عين الحقيقة /كتب /محمد الصالحي
يستهدف المخطط الصهيوامريكي الجيوش العربيه بشكل رئيسي و ممنهج من ضمن استرتيجيته العامه لاستهداف المنطقه العربيه شعوباً وحكومات في كل مقوماتها .
وتختلف طرق الاستهداف باختلاف الظروف ويبقى المحور الرئيسي هو استهداف العقيدة القتالية لدى هذه الجيوش ليسهل فيما بعد باستهدافها في تسليحها و اعداداتها و قد نجحت أمريكا وإسرائيل إلي التوغل داخل منظومات الجيوش العربيه في تحويل عقيدتهم القتاليه تحت مبرر مكافحة الإرهاب و التطرف وقدموا أنفسهم كمساعدين و حريصين على بناء الجيوش العربيه فنجحوا في تحويل العقائد إلي ذلك و أصبح العداء داخلي داخلي وهم من صنع القاعده و داعش و صدروا الإرهاب إلي العالم .
او استهداف الجيوش العربيه بالحرب المباشرة كما حدث في العراق او غير المباشرة او الحرب بالوكاله كما يحدث الآن في سوريا وفي اليمن .
فما يقلق و يؤرق أمريكا وإسرائيل ليس ما يتملكه العرب و المسلمين من اسلحه و عتاد بقدر ما يقلقها ما تحمله هذه الجيوش من عقيده قتاليه.
فبعد احتلال العراق سارعت الزعامات العربيه الي الارتماء في حضن أمريكا و إسرائيل بشكل غير مسبوق مما أتاح الفرصه و تهيئت الظروف لتنفيذ المخطط الصيهوامريكي لإعادة صياغة العقائد القتالية لدى هذه الجيوش مع انها لم تكن تشكل خطراً على مشروعهم و لاكن إسرائيل تسعى إلي تحويل جيوش المنطقه إلي شرطه بوليس او شرطة مرور فقط لتبقى إسرائيل هي القوه المهيمنة الوحيدة في المنطقه .
ومع هذا كله في تلك المرحله إلا أن هناك قوتين تمثلان الخطر الأكبر على هذا المشروع وهما الجيش العربي السوري و حزب الله اللبناني و في خضم هذه الأحداث و حالة اللا أستقرار في المنطقه ظهر نور المسيرة القرآنية من جبال مران و الشعار المناهض للمشروع الصهيوامريكي على الرغم أنه مشروع ثقافي و توعوي وليس له جانب عسكري إلا أن ذلك جعل أمريكا وإسرائيل تشعران بالخطر من انتشار المشروع القرآني و أنه سيصبح من الصعب احتواء انتشاره او تحجيمه فشنت حملات الاعتقالات و الاغتيلات و التشريد و التهجير و ست حروب غاشمه و مع ذلك كله لم يزد هذا المشروع إلا ثباتاً و رسوخاً بل أن لولا الحروب على انصارلله لما اكتسبوا المهارات والخبرات العسكريه و هذه حكمه الاهيه و تدبير من رب العالمين .
و بعد اشتعال ثورات الربيع العربي سعت أمريكا وإسرائيل إلي ركوب الموجه مستغلين أهداف و آمال الشعوب العربيه الثائرة فقدمت أحزاب وحركات و شخصيات على ارتباط كبير بالمشروع الصهيوامريكي قدمتهم بصور ثورية لتسطيع السيطره و التحكم في مصير الثورات كما حدث في مصر و اليمن قبل التصحيح الثوري في 21 سبتمبر 2014 .
كما قامت أمريكا وإسرائيل بتفجير الوضع في سوريا وذلك لاستهداف الجيش العربي السوري و حزب الله اللبناني والقضاء عليهما او اضعافهما إلي حد كبير .
أما في اليمن استغلت أمريكا وإسرائيل الثوره الشعبيه و مؤتمر الحوار الوطني لتنفيذ أجندة جديده فعمد الأمريكيين إلي أن يكونوا هم القائمين على ملف إعادة هيكلة الجيش اليمني .
واستهدفت الكوادر العسكريه بالاغتيلات و التفجيرات وبالأخص القوات الجويه و اجهزة الاستخبارات .
وسقوط طائرات عسكريه و الاستيلاء على معظم المنظومة الصاروخية عن طريق الدنبوع و حكومه باسندوه .
و كانوا على يقين أن الشعب لن يصبر طويلاً على بقاء عملائهم الذين تسلقوا باسم الثوره الشعبيه ليصلوا إلي الحكم وأن انصارلله هم المكون الأقوى و الأبرز في حركة التصحيح الثوري فكانت أهدافهم على أقل تقدير هو أن يجردوا اليمن من أسلحته و آلياته قدر الإمكان وأن لا يجد الشعب ما يدافع به عن نفسه و بذلك يتم استهدافه بحرب كونية و يسهل القضاء عليه .
ولاكن السلاح الوحيد الذي لم يستطيعوا الاستيلاء عليه او تدميره هو سلاح الإيمان سلاح العقيدة القتالية التي لا يمتلكها أي جيش في العالم .
رغم الحصار والدمار و ما يمتلكه العدو من إمكانيات عسكريه و ماليه لم يحقق شيئ يذكر إذا ما قورن بامكانياته أمام أفراد يحملوا أبسط واقدم الإمكانيات ولاكنهم يحملون أقوى عقيده قتاليه في العالم .
حقيقه أثبتها الواقع و اكدتها الأحداث لكل اؤلئك المشككين و المكذبين أن الثقافه القرآنية هي أقوى عقيده قتاليه و انجحها لمواجهة هذا العدوان و الحرب الكونية على الشعب اليمني .