اليمن: الاختبار الصعب الذي هزّ هيبة أمريكا

اليمن: الاختبار الصعب الذي هزّ هيبة أمريكا

في تاريخ الحروب الأمريكية، كانت القوة العظمى تتعامل مع الخصوم ببرودة عسكرية وحسابات دقيقة، لا مجال فيها للمشاعر أو للتضحية غير الضرورية.
الهدف دائما هو إخضاع الخصم وتحقيق الانتصار السريع الذي يعزز صورة الولايات المتحدة كقوة لا تُهزم.

لكن عندما جاء الأمريكي لقتال اليمن، اصطدم بواقع مختلف تماما عما اعتاد عليه لم تكن المعركة مجرد مواجهة عسكرية تقليدية؛ كانت اختبارا حقيقيا لإرادة شعب يأبى الخضوع والاستسلام.
جاء كعادته في كل معاركه السابقة مع خصومة لاكتشاف نقاط ضعف الجيش اليمني لكنه اصبح مكشوفا امام القدرات اليمنية التي كشفت نقاط ضعفه التي حاول طيلة عقود أن يخفيها خلف جدار من الهيبة والقوة.

لم يعد الأمريكي ذلك المنقذ الذي يصوّر في أفلام هوليوود، ولا ذلك المقاتل الذي يظهر دائما كمنتصر في سينما البنتاغون وإعلامه.
أصبحت كل تلك الصور الدعائية مجرد مشاهد زائفة لا تمت للواقع بصلة.
لم يعد قادرا على تحقيق انتصارات سهلة، ولا على فرض إرادته بالقوة التي كان يعتمد عليها.
كل ما كان يحسبه الأمريكي نقاط قوة له تحولت إلى نقاط ضعف، ولم يجد نفسه إلا في مواجهة قوة جديدة لم يكن قد واجه مثلها من قبل.
جاء لحماية السفن الإسرائيلية متباهيا بقوته وتحالفاته فأصبح الأحمر والعربي محرما عليه واكثر من ذلك رفضت بعض الدول الغربية الدخول في التحالف مع أمريكا ولأول مرة يحدث ذلك
نعم جاء الأمريكي محاولا عزل جبهة الاسناد اليمنية عن غزة فعزلته اليمن عن تحالفاته مع الغرب الذي اهتم لمصالحه و قال انه لن يغامر فيها حين طلبت أمريكا ارسال حاملات طائرات لمساندتها
اما مياه البحر الأحمر والعربي، التي كانت تشهد في السابق حركة نشطة للسفن الحربية الأمريكية والغربية، فقد أصبحت اليوم خالية تماما من أي تواجد عسكري لتلك القوى.
نعم السفن الحربية التي كانت تجوب هذه البحار، محملة بالأسلحة والجنود، انسحبت تحت وطأة الضربات والخسائر التي لم تعد تتحملها.
الأمريكي والغربي على حد سواء، وجدوا أنفسهم مجبرين على الابتعاد عن هذه المياه، بعد أن أدركوا أن البقاء فيها يعرضهم لمخاطر لم يكن بمقدورهم التنبؤ بها أو مواجهتها.

في النهاية، التجربة اليمنية كانت درسا قاسيا للأمريكي، وهو أن القوة الحقيقية لا تكمن فقط في السلاح والتكنولوجيا، بل في القلوب التي تؤمن بعدالة قضيتها.
وهذه هي النقطة التي فشل الأمريكي في فهمها في البداية، ولكنها الآن أصبحت واضحة له تماما واكثر من ذلك بات يدرك أن الانتصار بعيد المنال وضربا من الخيال وأن الهزيمة ليست مجرد احتمال بل حقيقة حاول انكارها مرارا
لكنه هذه المرة لن يستطيع تغطية عين الشمس

 

تقرير /كامل المعمري :صحفي متخصص في الشأن العسكري

 

 

قد يعجبك ايضا