اليمني المسيّر من التجربة إلى الإعجاز
الحقيقة/محمد فايع
الطيران اليمني المسير يخترق ويحيد أحدث أجهزة الرصد والدفاعات الجوية التي صنعتها البشرية، …تلك حقيقية باتت مشهودة للعالم كله بالصوت والصورة.
الطائرات المسيرة التي بدأت قبل نحو عامين كتجربة بسيطة ذات مديات استعراضية قصيرة فيما كانت عملياتها الأولى حينها محل تندر من قبل قوى العدوان وأبواقها الإعلامية، ها هي اليوم تلك التجربة الزهيدة التكلفة قد تحولت بفضل الله وبنعمة القيادة القرآنية وبجهود الأيادي اليمنية وخلال فترة قياسية إلى سلاح ردع استراتيجي وفعال ومرعب لقوى الاستكبار وذي فاعلية وأثر حقيقيين، فيما تحولت تلك التندرات لقوى العدوان إلى بكاء وعويل واستجداء بل لقد وصل الأمر إلى حمل الرئيس الأمريكي إلى أن يوجه قبل أيام مؤسسة التصنيع العسكري الأمريكية لإعادة النظر في تطوير صناعة طائرات السلاح المسير.
سلاح الجو المسير المطور بأيدي يمنية خالصة وصل اليوم إلى مرحلة متقدمة في مدياته وفاعليته وبات ينفذ عمليات قتالية عسكرية خارقة للعادة وعابرة للحدود.
حيث انتقلت عمليات سلاح الجو المسير اليمنية من عمليات ذات أهداف داخلية قصيرة المدى إلى عمليات ذات مديات عابرة للحدود ليس فقط في العمق السعودي بل والى أبعد من ذلك إلى العمق الإماراتي، فيما عملية التطوير مستمرة إلى مديات أبعد وبفاعلية قتالية وتدميرية أكثر وجعا وألما لقوى العدوان أيضا.
خلال الفترات الماضية نفذت عشرات العمليات الهجومية والمشتركة مع المدفعية ومع القوة الصاروخية، فمن العمليات الموجعة المؤثرة على قوى الغزو والنفاق في الداخل إلى عمليات في الساحل الغربي إلى استهداف تجمعات قيادة ومعسكرات تحالف العدوان بقاعدة العند، ومعسكرات دسمة واستراتيجية في عدن وغيرها.
سلاح الجو المسير اليمني اليوم بات يفرض معادلات ردع جديدة من خلال استهداف مواقع في العمق السعودي والإماراتي ومن خلال التأثير على واقع سير المعارك، فمن استهداف مطار أبو ظبي، إلى استهداف مطار دبي في الإمارات، إلى استهدف مصفاة أرامكو بالرياض، إلى استهدف مطار أبها، إلى استهداف مطارات وتجمعات ومعسكرات في كل محاور الحد الشمالي مع العدو السعودي إلى استهداف القاعدة العسكرية الأم في خميس مشيط.
كل تلك عمليات لسلاح الجو المسير اليمني أصابت قواعد قوى العدوان السعودي والإماراتي في مقتل فيما خيم الذهول والعجز على كل قوى العالم المستكبر أمام هذه المفاجئات اليمنية التصنيعية والعسكرية والقتالية الاستراتيجية المتصاعدة في التطوير ولا سيما بعد دخول سلاح الجو المسير في المعركة الذي عزز من بنك أهداف القوة الصاروخية وقلب كفة المعادلة لصالح القوات اليمنية ولم يقتصر نطاق الطائرات على مهاجمة أهداف داخل الأراضي اليمنية بل امتد إلى العمق السعودي والإماراتي.
ليس من قبيل المزايدة والمبالغة إن قلنا بان العالم اليوم أمام ما يشبه الإعجاز التصنيعي العسكري الجوي والصاروخي إلى غيرها من مجالات التصنيع العسكري مضاف إليه جانب أهم وهو الإعجاز في القتال والتخطيط.
هو أعجاز خُص به اليمنيون شعبا وقيادة، وقوة ضاربة للذين يخوضون مواجهة شاملة مع أعتى وأغنى وأشر قوى عدوان على وجه الأرض.
ما يقدم شاهدا لكل شعوب الأمة على أن الشعوب حينما تتوفر لها القيادة القرآنية التي تهديها للتي هي أقوم، فإن تحركها من واقع الاستجابة لهدى الله يجعلها قادرة على الخروج من وضعها لتصبح قادرة على التغيير من واقعها، ذلك أن ثقافة الجهاد في سبيل الله ثقافة تصنع من الفرد والمجتمع والشعب والأمة قوة مستبصرة واعية وتهيئ لها كل أسباب الحياة العزيزة والكريمة فتتمكن من ضرب أعدائها ومن هزيمتهم مهما كانت إمكانياتهم.
إن بين يدي شعوب الأمة اليوم تجربة يمنية ثورية قرآنية رائدة ومنتصرة (بشعبها وقيادتها، بمنهجها ومشروعها التحرري، بقوتها العسكرية والأمنية الضاربة)، ونموذجا ليس له مثيل في الصمود وفي العطاء نموذجا مستمرا بمفاجآته المتصاعدة التي تقدم للدنيا الشواهد الحية التي تؤكد للعالم كله على أن الإسلام القرآني المحمدي ليس فقط لا يقبل الهزيمة بل ويصنع الله على أيدي أعلامه وجنده المستضعفين النصر والعزة والكرامة والتطور في كل مجال من مجالات الحياة.