في يوم تاريخي أعاد فيه الشعب اليمني توجيه بوصلة الأمة إلى حيث يجب أن تكون، إلى وليها وأميرها بعد الله ورسوله الإمام علي (عليه السلام) الذي يصادف يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة يوم تنصيبه أميرا للأمة وخليفة لرسول الله بأمر الله سبحانه وتعالى, وبولايته أكمل الله الدين وأتم النعمة على الأمة، وكما في كل عام خرج الشعب اليمني في المئات من الساحات والميادين في المدن والقرى بوقفات شعبية تخللها كلمات عن المناسبة واهميتها و زوامل واهازيج شعبية تعبر عن فرحتهم وعلاقتهم التاريخية بالإمام علي (عليه السلام) ووفائهم لرسول الله واستجابتهم له ولبلاغه التاريخي العظيم في ذلك اليوم المشهود الذي أعلن فيه أمر الله سبحانه وتعالى بعد أن نزلت الآية المباركة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ …} فنصب أقتاب الإبل وصعد عليها ليراه الجميع ثم أخذ بيد الإمام علي ورفعها لتراها تلك الحشود ثم قال: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) والحدث وواقعة الغدير مشهورة ولا نحتاج للخوض في تفاصيلها فهي واقعة شهيرة عرفتها كل الأمة..
حضور لافت في المناسبات الدينية
يتميز الشعب اليمني باهتمامه الكبير وحضوره الحاشد وتفاعله المتميز مع كل المناسبات الدينية, وبالرغم من الاستهداف الكبير للمناسبات الدينية بدءًا من الحملات العدائية الدعائية المغرضة التي تستخدم كل الأساليب وكل المنطق السيء التكفير والتبديع والتضليل, وكل المفردات السيئة التي يحشدها أعداء هذه المناسبات, يحشدونها من أجل تنفير الناس وإبعادهم عن الاهتمام بهذه المناسبات وصولاً إلى الاعتداءات المباشرة والمتنوعة, قتلاً وجرحاً وأشياء كثيرة متنوعة من أشكال الاستهداف والاعتداءات التي ينفذونها منذ أن زرعت الوهابية التكفيرية في المجتمع اليمني لكن الحضور الجماهيري اليمني في مثل هذه المناسبة وبالذات في مناسبتي ميلاد الرسول الأعظم وفي يوم الغدير الأغر ومما يتميز به الشعب اليمني عن غيره من شعوب المنقطة هو احتفاؤه الكبير بعيد الغدير ويوم الولاية إذ يبدأ الاستعداد للاحتفال منذ أسبوع من خلال تجهيز الصوتيات والساحات والكلمات والزوامل والمفرقعات وغيرها ومنذ بداية الليلة التي تسبق يوم العيد يصعد اليمنيون الى المترفعات ويحرقون الإطارات ويطلقون الألعاب النارية, ونراهم بعدها يتجمعون في الحارات لترديد الزوامل والأهازيج بعد أن يكونوا قد استمعوا لكلمات ثقافية بين صلاة المغرب والعشاء في المساجد ثم يبكرون في الصباح إلى الساحات المخصصة للاحتفال وقد حملوا معهم في العادة بعض الأنعام لذبحها والتخييم هناك وترديد الزوامل وإطلاق المدافع التقليدية وأداء البرع والرقص الشعبي.. كتعبير عن فرحتهم بهذا اليوم امتناناً وشكراً بتمام النعمة وإكمال الله الدين وإعلان ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كخليفة لرسول الله في قيادة الأمة من بعده..
علاقة مميزة بالإمام علي (عليه السلام)
وللشعب اليمني قصص تاريخية وأحداث ومواقف تعبر عن عميق علاقتهم بالإمام علي (عليه السلام) منذ اختصهم به رسول الله في بواكير الدعوة الإسلامية حيث ارسل رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله) الإمام علياً إلى اليمن ليدعوهم إلى الإسلام وقد خرج أكثر من مرة تكللت مهمته بالنجاح لدرجة أن رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله) سر سروراً عظيما عندما بلغه إسلام أهل اليمن وسماهم (بنفس الرحمن)، وبالرغم أن من آوى ونصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بعد أن خذله قومه كان أهل اليمن من قبيلتي الأوس والخزرج، إلا أن اهتمام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) بأهل اليمن جسده حضور الإمام علي في مهمة دعوة أهل اليمن إلى الإسلام كون رسول الله يعرف مكانة الشعب اليمني ودوره المستقبلي في بناء دعائم الإسلام وقد توثقت علاقة أبناء اليمن برسول الله وبالإمام علي (عليه السلام) على وجه الخصوص فنشأت علاقة وفاء متبادلة بين أبناء اليمن وبين الإمام علي (عليه السلام) وظلوا بعد وفاة رسول الله ( صلوات الله عليه وعلى آله) حاضرين إلى جانب الإمام علي عليه السلام حتى أنهم بهروه بوفائهم وعبر عن ذلك في الكثير من المواقف وقد وقفوا معه في جميع حروبه التي قادها بعد وفاة رسول الله وكان قائد جيشه هو مالك الأشتر النخعي من أبناء اليمن وسيرته معه مشهورة وقد اعتمد عليه في المهمات الصعبة وقد مدحه في أكثر من موقف حتى أنه تألم كثيرا عندما استشهد وذلك لمكانته فقد كان جليل القدر، عظيم المنزلة، كان اختصاصه بعلي (عليه السلام) أظهر من أن يخفى، وتأسَّف أميرُ المؤمنين (عليه السلام) بموته، وقال: “لقد كان لي كما كنتُ لرسول الله (صلَّى الله عليه وعلى آله) والله لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنْدًا، ولَوْ كَانَ حَجَرًا لَكَانَ صَلْدًا، لَا يَرْتَقِيه الْحَافِرُ ولَا يُوفِي عَلَيْه الطَّائِرُ )) كما قال عنه وهو يوصي أمراء جيشه بطاعة مالك ويصف لهم مميزاته: ((“وقَدْ أَمَّرْتُ عَلَيْكُمَا وعَلَى مَنْ فِي حَيِّزِكُمَا مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الأَشْتَرَ، فَاسْمَعَا لَه وأَطِيعَا واجْعَلَاه دِرْعًا ومِجَنًّا، فَإِنَّه مِمَّنْ لَا يُخَافُ وَهْنُه ولَا سَقْطَتُه، ولَا بُطْؤُه عَمَّا الإِسْرَاعُ إِلَيْه أَحْزَمُ، ولَا إِسْرَاعُه إلى مَا الْبُطْءُ عَنْه أَمْثَلُ”..
كما كانت رسالته إلى مالك الأشتر الذي سمي بعهد الإمام علي إلى مالك الأشتر بمثابة خلاصة الخلاصة لمفهوم الدولة في الإسلام..
وفاء لا مثيل له
لقد كانت علاقة اليمنيين بالإمام علي (عليه السلام) علاقة إيمانية جهادية لا علاقة دنيوية مصلحية وبالرغم من أن الطرف الآخر الذي حارب الإمام علياً (عليه السلام) ويمثله معاوية وعمرو بن العاص وغيرهم كان لديهم من المال وحياة البذخ ما يجعل الكثير من النفوس الضعيفة أن تسقط وقد سقط بالفعل آلاف ممن سمع رسول الله وهو يقول لهم في ذلك اليوم وفي غدير خم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله) لكن الطمع في حطام الدنيا جعل الكثير منهم يتركون علياً ويتمسكون بمعاوية وبقيت القبائل اليمنية هي الأوفى والأنقى وصمدت مع الإمام علي (عليه السلام) وكان لها من الوفاء والمواقف ما يفتخر به الشعب اليمني حتى اليوم .. ولذلك ليس غريبا أن نجد اليوم الملايين من أبناء الشعب اليمني يخرجون في الساحات وفي الميادين ويبذلون الغالي والنفيس من أجل الاحتفال بهذا اليوم التاريخي رغم ما يتعرضون له منذ 9 سنوات من حرب إجرامية وحصار واستهداف ممنهج من قبل أتباع معاوية وأسيادهم من اليهود والنصارى..
إن هذه الجحافل وهذه المظاهر المبهجة التي رسمها أبناء الشعب اليمني في يوم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بعد أكثر من 1400 عام لهي خير برهان على عمق الارتباط اليماني بعلي عليه السلام وبأهل بيت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله جهادا وتضحية وبذلاً وعطاءً كما كان أجدادهم عبر التاريخ مع الرسول ومع علي ومع الحسين وزيد والهادي وغيرهم من عظماء أهل البيت عليهم السلام..
إن تعلق اليمنيين بالإمام علي عليه السلام ليس لمؤهلات شخصية أو لمكانته الاجتماعية أو لقربه من رسول الله بل كانت أيضا مؤهلاته الإيمانية ومواقفه الجهادية العظيمة ودوره المحوري في نصرة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وتاريخه الجهادي الطويل المليء بالمواقف البطولية التي كانت جزءاً أساسياً في انتصار الإسلام واندحار الكفر .. ولإدراكهم بمكانة الإمام علي عند رسول الله ولما حباه الله من مؤهلات قيادية وإيمانية فهو الأجدر لولاية أمر الأمة بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله..
أهمية الاحتفال بيوم الولاية..
وتكتسب مناسبة يوم الولاية أهميتها البالغة في وقتنا المعاصر وفي هذه المرحلة بالذات التي أصبح اليهود والمنافقون يعتلون اكتاف الأمة ويتولون أمرها جهارا نهارا وأصبح التولي لليهود والنصارى فرض عين على كل عربي ومسلم ومن لم يقبل فتهمة الإرهاب والانقلاب جاهزة وعقوبة الحرب والحصار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية جاهزة ..
وفي وقت أصبحت الأمة تُدفَع باتجاه آخر, بدلاً من تولي الله تولي اليهود والنصارى, تولي أعدائها بل أشد أعدائها, ألد أعدائها, أسوأ أعدائها, أحقد أعدائها, وثمن التولي لأولئك الأعداء باهظ جداً جداً, تولي أعداء لا يريدون لهذه الأمة أي خير, تولي أعداء نتيجة توليهم أن تتحول الأمة إلى أمة كافرة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(آل عمران:الآية100), ثمن هذا التولي, ثمن هذا التوجه, ثمن التقبل لهذا الدفع في هذا الاتجاه ارتداد, ارتداد عن الدين, الموقف بنفسه يمثل ارتداداً عن الإسلام وخروج وانخلاع عن قيم هذا الدين, وانفصام عن الانتماء لهذا الدين, يكفينا أن يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} فإنه منهم, فالتولي لأولئك والتوجه والتقبل لهذه المؤامرة الخطيرة جداً ثمنه ارتداد عن الدين وابتعاد عن الله بكل ما يمثل هذا الابتعاد عن الله من ذل وهوان وخسارة وشقاء وقهر.
وخير ما يمكن تناوله عن أهمية الاحتفال بيوم الولاية هو ما ذكره السيد القائد في كلمته بهذه المناسبة حول هذه المرحلة وأهمية ترسيخ مبدأ الولاية لمواجهة الولاية الصهيوأمريكية التي يراد فرضها بالحديد والنار والحصار والعقوبات الاقتصادية يقول: ((فيما يتعلق بهذا العصر، نجد الطاغوت يتحرك بإمكاناته الضخمة، ويسعى إلى تنفيذ أكبر عملية مسخ وانحطاط بالمجتمع البشري، لضمان الاستعباد لهم، ويمارس الظلم، ويسعى لمحاربة النور، والعدالة، ويسعى لفرض ولايته الظلامية عليهم، ولكسب ولائهم؛ ولهذانجد أن هذا الموضوع: هو يحتل الموقع الأول في الصراع بين الحق والباطل، وبين المستضعفين والمستكبرين، وبين المؤمنين الصادقين ما بينهم وبين أعداء ﷲ، ممن انضووا تحت ولاية الطاغوت، أن المرتبطين بالطاغوت من الكافرين والمنافقين، يسعون بشكلٍ أساسي إلى أن يسيطروا على الأمة، وأن يتحكموا بالناس، وأن يكسبوا ولائهم، وأن يكونوا هم في موقع التوجيه، وفي موقع الأمر، وفي موقع النهي، وأن يستعبدوهم، وأن يستغلوهم، فيما ولاية ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وما هو امتداد لها، يصل الناس بهدي ﷲ، بتعليمات ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ويحررهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور.
ولهذا يسعى اللوبي الصهيوني اليهودي، وأمريكا، والغرب الكافر، في محاربة القرآن الكريم، وفي نشر الرذيلة والفساد، وفي الظلم للشعوب، وفي نشر الفتن، وفي هندسة الأزمات، وتلك هي النتيجة لولايتهم، برنامجهم في واقع الناس: هو ذلك البرنامج، نشر للفساد، محاربة للفضيلة، إبعاد للناس عن الإتباع للأنبياء، والاقتداء بالأنبياء، والتمسك بتعليمات ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” و أوامره، فصلٌ للناس عن القيم الإلهية، المبادئ الإلهية، تضييعٌ وتغييبٌ للعدالة، ويسعون إلى أن يملأوا الدنيا ظلمًا، وجورًا، وفسادًا، وطغيانًا، وأن ينهبوا ثروات الشعوب، وأن ينشروا الفتن في كل مكان، وأن يهندسوا الأزمات في كل أرجاء العالم، فنجد في ظل ما يفعله الطاغوت، ومن ينضوي تحت ولايته، وما يسعون إلى أن يصلوا بالبشرية إليه، إلى درجة رهيبة جدًّا.
وصل الحال بهم أن تبنت أمريكا، بشكلٍ رسميٍ وسياسي، نشر الفاحشة المثلية، والجرائم، والفساد في العالم، بشكلٍ غير مسبوق منذ أن أهلك ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” قوم لوط، لم يأتي ترويجٌ وتبنٍ للجرائم والفواحش مثلما يحصل في هذا العصر، يصبح التبني لها حتى سياسيًا، ويسعون لحمايتها قانونيًا، ويسعون للترويج لها، وفرضها في كل أرجاء العالم، حالة رهيبة جدًّا، يريدون أن يصلوا بالبشرية إلى أسوأ مستوى من الانحطاط، أن ينحطوا بالإنسان عن مستوى إنسانيته، حتى يتحول كحال بقية الحيوانات، يخسر قيمته الإنسانية، وكرامته الإنسانية؛ لماذا؟ لإنهم يدركون أنهم من خلال ذلك يتمكنون من السيطرة التامة عليه، والاستغلال التام له، بعد أن يفرغوه تمامًا من إنسانيته، بعد أن يفصلوه عن تعليمات ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، عن الاهتداء بهدى ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، بعد أن يُخرجوه من دائرة النور إلى الظلام، ليكون صيدًا سهلًا، وفريسةً سهلةً لهم، لاستغلاله واستعباده.
فنجد أهمية الولاية الإلهية؛ التي تحمينا من ولاية الطاغوت، والتي تشكل ضمانةً لنا، وإنقاذ لنا، حتى لا يستعبدنا الطاغوت وأدواته.
مبدأ الولاية الإلهية: هو يرتقي بالأمة، في زكائها، ووعيها، ومعنوياتها، إلى مستوى التصدي للطاغوت وأدواته من الكافرين والمنافقين، وهو الذي يحصن الأمة من ولايتهم والتولي لهم، ما الذي ترك معظم الساحة مفتوحة أمام الكافرين وأمام المنافقين، مسرحًا لهم، مسرحًا لتدخلاتهم، بقابلية، وكأن لهم شرعية أن يتدخلوا في كل شؤوننا كأمة إسلامية، من موقع كفرهم من موقع باطلهم، من واقع سياساتهم وتوجهاتهم الفاسدة، والسيئة، والظالمة.
ولذلك فمبدأ الولاية: هو مبدأ تحتاج إليه الأمة في كل عصر، وليس لجيلٍ معين، أو كان خاصًا بأولئك الذين خاطبهم الرسول “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ” في يوم الغدير، في يوم الولاية، بل نجد أنفسنا في كل زمن بحاجة إلى الإيمان بهذا المبدأ العظيم، وإلى هذه الصلة بأمير المؤمنين “عَلَيهِ السَّلَامُ”، باعتباره الذي يصلنا حقًا بولاية الرسول “صَلَوَاتُ ﷲ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ”، وتصلنا ولاية الرسول بولاية ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، فنتحرك على أساس نهجه، على أساس تعليماته، بشكلٍ صحيح وأصيل، بعيدًا عن التزييف الذي كان من جهة المنافقين، ومن في إطارهم، على مدى التاريخ، ممن سعى إلى تحريف مفاهيم الدين، حتى لا يبقى له دورٌ في تحصين الأمة، وفي نجاتها، وفي إنقاذها من ولاية الطاغوت، وأدوات الطاغوت، من الكافرين والمنافقين، فهذا إسهامٌ في هذا اليوم المبارك، في التذكير بأهمية الولاية، وبما لها من ثمرة في واقع الحياة، وبحاجتنا إلى هذا المبدأ العظيم، وما يمثله فعلًا من أهمية لضمان استقامة أمر الدين لهذه الأمة، ولضمان أن تسير على منهج ﷲ “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، بشكلٍ صحيح، وأن تجني ثمرة هذا الإيمان، نصرًا، وعزًا، وتأييدًا إلهيا، وغلبة لأعدائها، وهم يسعون إلى السيطرة عليها، إلى فرض ولايتهم وكسب ولاء هذه الأمة، في الوقت الذي يسعون فيه إلى إذلال أبناء هذه الأمة، والاستعباد لهم والقهر لهم، يريدون أن يكسبوا مع ذلك ولائهم.