اليمنيون في احتفائهم بالمولد النبوي الشريف يتميزون عن سائر بلاد المسلمين في كل عام
جميل الحاج ـ الحقيقة
للمولد النبوي الشريف في حياة اليمنيين طابع خاص ومكانة عظيمة حيث ُيحتفل به منذ القدم بشكل كبير في أنحاء البلاد بأجواء تملؤها البهجة والروحانية.
ويتميز اليمنيون في احتفائهم بالمولد النبوي الشريف عن سائر بلاد المسلمين، حيث تحتل المناسبة العظيمة أهمية كبيرة لارتباطهم بالرسول الأعظم ويقدمون من خلالها رسالة للأمة الإسلامية بأهميتها في توحيد الأمة ورص الصفوف في مواجهة الأعداء ويُعرفون العالم أجمع بالرسالة المحمدية وبقيم صاحبها عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.
كيف يستقبل اليمنيون ذكرى المولد؟
وفي الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام هجري يستقبل اليمنيون مناسبه ذكرى المولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام، بكل شغف ولهفه لإحيائه، ويشكل ميلاد النبي محمد عليه السلام محطة فارقة في تاريخ البشرية جمعاء، وحدثا كبيرا بصم على تغيير جذري في ركب الانسانية، وليس في تاريخ المسلمين فحسب.، فقد غير وجوده خريطة العالم كلها على مستوى الدين والثقافة والجغرافيا أيضا، وصنع تاريخا جديدا للعالم، لا يزال أثره موجودا حتى الآن.
ومن اليوم الأول من شهر ربيع الأول تعقد الندوات والفعاليات المخصص بذكري المولد النبوي.. وتزيين المنازل والازقة والشوارع والجزر الوسطية والأعمدة على جانبي الطرقات، والسيارات والمباني العامة والخاصة، باللافتات القماشية واللوحات الضوئية وأضواء أسلاك الزينة المتلألئة أضوائها الخضراء التي تضيئ الأفق كأنها لوحة فنية ساحرة تعانق أنوار نجوم السماء المتلألئة كشعاع نور سيد البشرية الوهاج يوم مولده.
وفي هذا اليوم العظيم ” يوم المولد النبوي” يحيي اليمنيون سيرة الرسول الأعظم العطرة؛ لتتعلم الأجيال الجديدة منه، ويعرفون أكثر عن شخصه وعن الرسالة العظيمة التي أُرسل بها (هدىً ورحمةً للعالمين).
ومن مظاهر الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، في اليمن تزيين المنازل بالزينة التي تليق بعظمة المناسبة وتوزيع الحلوى للأطفال لجذب قلوبهم على حب نبيهم وترسيخ ذكرى مولده في عقولهم وسيرته في أذهانهم والإكثار من الصلاة والسلام عليه (اللهم صلي على محمد وآله تسليماً كثيرا) وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين والاستزادة من سيرته وتطبيق سنته على الواقع في المعاملات والحياة بشكل عام.
ويخرج الشعب اليمني ذكرى المولد النبوي الشريف، في العاصمة صنعاء والمحافظات الاخرى بحشود واسعة في مسيرات كبرى لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وتأكيدا على التمسك بهدي نبي الأمة وغيرة على مقدسات الإسلام واستنكاراً وغضباً للإساءة للقرآن الكريم، والتخاذل العربي تجاه القضية الفلسطينية.. وتأتي هذه المناسبة لتترجم محبة النبي صلی الله عليه واله وسلم في قلوب اليمنيين تعكسها مظاهر الفرح والابتهاج بمولده الكريم.
المناسبة شرفاً كبيراً ونعمة من نعم الله
وعلى اختلاف العصور كانت هناك ملامح للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وإن اختلفت في تفاصيلها لكنها تتفق في نفس الهدف وهو إحياء ذكرى أفضل يوم طلعت فيه الشمس.
ويعتبر اليمنيون الاحتفاء بهذه المناسبة شرفاً كبيراً ونعمة من نعم الله وتفاعلهم معها يؤكد وعيهم لأهمية هذه المناسبة ومدى ارتباطهم بالرسول الأعظم للنهوض بالأمة والسير على منهج المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم.
وتعد ذكرى المولد النبوي الشريف، فرصة للمسلمين لتجديد محبتهم لنبيهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وتغذية أرواحهم المتعطشة لذكره وأفئدتهم المتعلقة بروحانيه سيرته الشريفة، فلا يعقل أن يكون هناك مسلماً آمن بالله ورسوله وقلبه فارغاً بمحبه من اصطفاه الله وأرسله رحمة للعالمين، عليه الصلاة والسلام وآله تسليماً كثيرا.