اليمنيون خلفَ قائد الثورة : أولويتُنا في التصدِّي للعدوان والحصار
تتراكَمُ معاناةُ الشعب اليمني؛ جَرَّاءَ العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ المتواصِل للعام التاسع على التوالي، حتى في ظل مرحلة “خفض التصعيد” لا يزال اليمنيون يعيشون واقع البؤس والمعاناة؛ فالأزماتُ لم تهدأ بعدُ، ومؤامرات الأعداء ضد اليمن لم تتوقف أَيْـضاً.
وأمام هذا الواقع يحُثُّ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أن تكون الأولوية هي التصدي للعدوان، مؤكّـداً في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- أن “التصدي للعدوان ومؤامراته المتنوعة هو أول هذه الأولويات، وأكبر هذه الأولويات؛ وهو يمثل ضرورةً للحفاظ على بلدنا، للحفاظ على حريتنا، على استقلالنا، على كرامتنا، على ديننا، على قيمنا وأخلاقنا، مسألة في غاية الأهميّة”، لافتاً إلى أن “من لا يعتبر هذه أولوية، ولا ينظر إلى هذا الموضوع، فعنده خلل كبير، خلل إنساني، وفطري، وقيمي، وأخلاقي، ومبدئي؛ وهو يتعامى عن حجم هذا العدوان، وما فيه من ظلمٍ رهيب، وطغيانٍ كبير، وما يحمله من أهداف، أهداف خطيرة جداً”.
ويضيف السيد القائد أنه “لو نجح العدوان في استكمال أهدافه، لَكانت النتيجة أن يخسر بلدنا وشعبنا حريته، وكرامته، وعزته، واستقلاله، وأن يستعبد، وأن يستذل، وأن يقهر، وأن يهان، فلا يبقى له حرية، ولا كرامة، ولا عزة، ولا دين، ولا دنيا، ولا مبادئ، ولا قيم، ولا أخلاق ولا أي شيء”، موضحًا أنه يندرج في إطار هذا العدوان الكثير من المؤامرات والأساليب التي تستهدف أبناء هذا البلد، مؤكّـداً كذلك أن من الواجب ومن المسؤولية الدينية والأخلاقية والقيمية التصدي لها”.
معيارُ الانتماء الوطني:
وإزاء ذلكَ، يوضح المحلل السياسي الدكتور أنيس الأصبحي أن “التصدي للعدوان والاحتلال هو معيار الانتماء الوطني؛ فالخروج من حالة اللا سلم واللا حرب والضغوط الاقتصادية والحصار الإجرامي على الشعب اليمني ومراهنة الأعداء وعلى، رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل الوضع القائم كما حدّدها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أنه في ظل هذا الوضع الراهن فَــإنَّ أولوياتنا في بلدنا وشعبنا اليمني العزيز هو التصدي للعدوان الأمريكي السعوديّ”.
ويؤكّـد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “هذه الرؤية التي أطلقها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي تنطلق من رؤية شاملة وذلك توضيحاً للأهداف الاستراتيجية للعدوان الأمريكي الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبيادقها: السعوديّة والإمارات؛ وذلك لتحقيق أهداف جيوسياسية واستراتيجية واقتصادية لتحقيق المطامع الأمريكية وكيان العدوّ الصهيوني”، مواصلاً قوله: “وذلك لدمج هذا الكيان بمشروع التطبيع الاقتصادي والأمني من خلال السيطرة على الممرات المائية وعلى الثروات وعلى الجزر اليمنية ومضيقها باب المندب”.
ويوضح أن “دول تحالف العدوان، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، عملت لتمرير مشاريع التقسيم واذكاء الاقتتال الداخلي والتفتيت وهي استراتيجية واشنطن والدوائر الصهيونية لبلقنة المنطقة العربية ومنها اليمن”، معتبرًا “هذه الرؤية والاستراتيجية تعتبر من أهم الأولويات التي يجب علينا التحَرّك وأن يكون أداؤنا من الضروريات التي تفرضها طبيعة المواجهة والحرب والحصار المفروضة على اليمن وطبيعة المؤامرة الكبرى”.
ويصرُّ الغربُ والعدوُّ الأمريكي والصهيوني على دفع السعوديّ إلى الاستمرار في مغامرته العسكرية في اليمن أَو على الأقل المماطلة أكثر حتى تستمر مرحلة اللا سلم واللا حرب؛ كونها الحالةَ الملائمةَ لإعادة إشعال الحرب في أي وقت.
واشنطن لا تريد السلام؛ لأَنَّه -وكما تقول- لن يحقّق لأتباعها أي حضور مؤثر مستقبلًا ولقد برز حجم التدخل الأمريكي – البريطاني بوضوح في سير المفاوضات مثل ما كان تدخلهما المباشر في الحرب، حَيثُ تعرقل واشنطن ولندن كُـلّ الجهود التي يمكن أن تؤدي للسلام؛ وهو ما انعكس على الموقف السعوديّ في صورة تسويف من تنفيذ موجبات الملف الإنساني.
ويؤكّـد الأصبحي أن “القوى الوطنية تدرك ذلك، وسيكون التفوُّقُ لها، وبالتالي تعتبر معركة وطنية ومن الأولويات القصوى التصدي للعدوان والاحتلال، وذلك هو معيار الانتماء الوطني، لافتاً إلى أن تلك الحقائق كشفتها نظرة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- للأحداث فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهَدفِ دخولها المنطقة العربية واحتلالها من خلال استخدامها لكل الذرائع تحت ما يسمى مكافحه الإرهاب، وَأَيْـضاً مواجهة القرصنة إلى جانب زيادة عملية الانتشار وزيادة الأساطيل العسكرية الأمريكية في المنطقة للسيطرة الاستراتيجية ونهبها لمصادر الطاقة وتحت شعار “من ليس معنا فهو ضدنا”، وكذلك السيطرة على الممرات المائية وعلى الموانئ وعلى الجزر الاستراتيجية”.
ويوضح أن “اليوم تعاد تلك الحادثة وتكرار التاريخ لما يحدث اليوم من حرب عدوانية شنتها الولايات المتحدة الأمريكية تحت بيادقها: السعوديّة والإمارات؛ لتشرعن لوجودها اليوم التحَرّكات العسكرية الأمريكية في المحافظات المحتلّة، إضافة إلى وصول الأساطيل البحرية إلى الممرات المائية في هذه المنطقة الهامة والجيوسياسية على البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب، وتواجدها أَيْـضاً وبنائها للقواعد العسكرية سواء في جزيرة ميون وجزيره سقطرى الاستراتيجية وأرخبيل حنيش هو تأكيد وتمرير لتلك المشاريع الاستعمارية التي أطلقتها الدوائر الصهيونية والأمريكية، وبالتالي فَــإنَّ التصدي للعدوان والاحتلال هي الأولوية وهي القضية الكبرى التي لا يجب أن لا نغفل عنها.
ويضيف أنه “وبقدر ما أراد قائد الثورة إعادة بوصلة المسؤوليات بقدر ما أراد التركيز على هذه القضية كأولوية استراتيجية وإنعاش للذاكرة الجمعية لليمنيين بما فعله العدوّ من جرائمَ بشعة ومروِّعة من حصار جائر وتجويع ما زال مُستمرّاً وأدى إلى أكبر كارثة إنسانية وصحية واقتصادية على الشعب اليمني بعد عمليه التدمير الممنهج”.
ويكمل كلامه: “فما زالت دول تحالف العدوان بالحصار ترتكب أبشعَ الجرائم، إضافةً لسجلها الإجرامي التي ارتكبت واستخدمت كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليًّا؛ وهذا ما تؤكّـده زيادة في معدلات ومؤشرات أرقام الأمراض المزمنة وأمراض السرطان بكل أنواعه، إضافةً إلى الأمراض الوبائية، وأمراض تشوه الأجنة، وإسقاط الحوامل، وسوء التغذية الذي سبب بها العدوان والحصار بمنعه لإدخَال كُـلّ وسائل الحياة من الغذاء والدواء والتجهيزات وعدم فتح الموانئ والمطارات”، لافتاً إلى أن “هذه التحَرّكات الأمريكية تأتي اليوم من خلال التواجد الصهيوني والأمريكي والبريطاني وتواجدهم العسكري سواء في المحافظات المحتلّة في الجزر اليمنية، وَأَيْـضاً من خلال الدعم المُستمرّ لقياده الأسطول الخامس الذي تم دمج دول تحالف العدوان ومرتزِقته والكيان الصهيوني تحت عملياته وبدأيه انتشارهم على السواحل اليمنية”، حسب قول الدكتور الأصبحي.
ويشير إلى أن “حجمَ التدخل الأمريكي – البريطاني برز بوضوح في سير المفاوضات مثل ما كان تدخلهما المباشر في الحرب، حَيثُ تعرقل واشنطن ولندن كُـلّ الجهود التي يمكن أن تؤدي للسلام؛ وهو ما انعكس على الموقف السعوديّ في صورة تسويف من خلال تنفيذ موجبات الملف الإنساني”، منوِّهًا إلى أن “الشيء المطمئن أن صنعاء فهمت اللعبة الأمريكية – البريطانية – الصهيونية منذ وقت مبكر” واستعدت استعداداً كاملاً لكل الاحتمالات والبدائل”، مؤكّـداً أنها –صنعاء- “ترفض بشكل قاطع المساومات بالملف الإنساني وهي جاهزة للسلام ومستعدة للحرب في حال فشلت المفاوضات”.
ويزيد بالقول: “إن الاستنفارَ اليوم والتصدي للعدوان والتعبئة لمواجهة هذا العدوان التحالفي والانطلاق بوعي وبصيره لإسقاط مخطّطات الأعداء وإفشال لكل مخطّطاتهم بالصبر والثبات إن شاء الله وبعون الله سننتصر”، مؤكّـداً أن “ما تحقّق خلال السنوات الحرب الثمان خير شاهد على ذلك، وأن المطلوبَ هو المواصلة في خوض هذه المعركة الوطنية، فالتصدي للعدوان هو معيار الانتماء الوطني، وقد حدّدها السيد القائد حفظه الله بوضوح”.
خيارُنا الالتفافُ حول القيادة:
من جانبه يشدّد المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني العميد ركن محمد شنظور على “أهميّة ما جاء في خطاب السيد القائد، وَتأكيده حول أولوياتنا الآن وشعبنا اليمني هي التصدي للعدوان الأمريكي البريطاني السعوديّ الإماراتي القذر”.
ويوضح في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “هذا هو الأولوية الأولى للتحرّر والسيادة وما قامت به دول تحالف العدوان العبري العربي تحت قيادة التحالف دول الشر أمريكا وبريطانيا وفرنسا هو احتلال وفرض الوصاية على شعبنا اليمني لمواجهة هذه الثورة ثورة 21 سبتمبر بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-“.
ويؤكّـد أن “ما نواجهُ اليوم يلزم علينا المواجهة والتصدي لهذا العدوان والدفاع عن أرضنا وشعبنا للتحرّر وبناء دولة وطنية حرة ذات سيادة وطنية ليس لأية قوى خارجية فرض الوصاية على شعبنا سواء كان في الجانب السياسي، أَو الاقتصادي، أَو الاجتماعي، أَو الثقافي؛ وهذا هو مبدأ التحرّر والسيادة الذي قامت عليه ثورة 21 سبتمبر وما تؤكّـده أدبيات مسيرتنا القرآنية”.
ويضيف أن “هذا ما يجب على كُـلّ شعبنا اليمني إدراكُهُ، كما هو حاصل في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى، والتفاف الشعب اليمني حول الجيش واللجان الشعبيّة تحت قيادة العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتقديم الشهداء والدماء في مواجهة تحالف العدوان في كُـلّ الجبهات الداخلية والخارجية ما وراء الحدود”.
ويشير إلى أن “الدماء التي قدّمها خيرةُ أبناء شعبنا من مجاهدي الجيش؛ بهَدفِ التحرّر واستقلالية القرار وانتزاع السيادة والخروج من الوصايا السعوديّة الإماراتية الأمريكية حتى نبني دولة حرة ذات سيادة تراعي مصالح شعبنا اليمني من صعدة إلى المهرة”، مؤكّـداً أن “هذا هو هدف الثورة ومبدأ من مبادئ قيادتنا الثورية التي تعمل على تحقيقه والذي لن يكون إلا بمواجهة هذا المحتلّ القذر في كُـلّ الأراضي اليمنية المحتلّة بما فيها المحافظات الجنوبية وجزء من تعز وجزء من مأرب بالإضافة إلى تحرير الجزر بحيث تكون كُـلّ الأراضي اليمنية تحت سيادة شعبنا اليمني العظيم”.
ويزيد: “وبالتالي يجبُ مواجهةُ هذا العدوّ بوَحدة كُـلّ الأحرار في اليمن كامل من صعدة إلى سقطرى، كما جاء في تصريح وتأكيد السيد القائد قائد الثورة؛ مِن أجلِ تحقيق هذا الهدف بوحدة الشعب في مواجهة هذا المحتلّ مع الجيش واللجان والنصر قادم أن شاء الله، ونحن متوكلون على الله في قضيتنا تحت القيادة الربانية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي”.
ويلفت إلى أن “الإنجازات التي تحقّقت خلال التسع سنوات هي تأكيدٌ لصحة المسار والطريق في مسلك المسيرة القرآنية وتحت لواء ونهج القيادة الثورية التي لن تفرط بشبر من الأراضي اليمنية في إطار المساحة الجغرافية للجمهورية اليمنية وستحرّر الأراضي المحتلّة في المحافظات الجنوبية والجزر وبقية الأراضي المحتلّة في جزءٍ من تعز وجزء من مأرب”، مُضيفاً أنه بهذا الموقف الثابت للقيادة الثورية يجب أن نلتفَّ جميعُنا حولَهُ؛ فهو تعبيرٌ عن السيادة الوطنية والحرية لتكون بلدنا خارج أية وصاية أجنبية وُصُـولاً إلى عادة عزة وكرامة شعبنا اليمني في اليمن وفي الإقليم وكامل المجتمع الدولي”.
محمد الكامل: