اليمنيون حددوا خياراتهم بطي صفحة العملاء وتدشين عهد جديد في مليونية السبعين ..
شارك ملايين اليمنيين اليوم بميدان السبعين بصنعاء في اكبر تظاهرة جماهيرية ملونية حاشدة تاييدا للمجلس السياسي الأعلى.
واكتظ الميداني والشوارع المؤدية اليه بالمشاركين الذين توافدو من مديريات العاصمة صنعاء والمحافظات للمشاركة في التظاهرة التي حضرها رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ونائبه الدكتور قاسم لبوزة وأعضاء المجلس ورئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي والقائم بأعمال رئيس الوزراء الأخ طلال عقلان وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقائمين بأعمال الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء والقيادات العسكرية والأمنية والشخصيات الإجتماعية والمشائخ وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والإتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدنية.
ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الوطنية واللافتات المؤيدة للمجلس السياسي الأعلى ورددوا الهتافات ” بالروح بالدم نفديك يا يمن .. نفديك يا صنعاء .. نفديك يا عدن” ، والمؤكدة على وحدة الصف والتلاحم الوطني ودعمهم للجيش واللجان الشعبية للذود عن الوطن وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.
وامتلأت ساحة ميدان السبعين والشوارع المحيطة به والمؤدية إليه بالحشود الجماهيرية وكذا مداخل العاصمة صنعاء من القادمين من المحافظات التي تقاطرت منذ الأمس وساعات الفجر الأولى في أكبر حشد بشري في تاريخ اليمن .. مؤكدة صمودها وتماسكها في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي والتصدي للغزاة والمحتلين والدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة خيار الشعب اليمني الإستراتيجي.
وفي التظاهرة الجماهيرية الكبرى أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد أن تشكيل المجلس جاء تلبية لطموحات الشعب اليمني ونزولا عند رغباته التي تنبع من حس وطني عال يراعي مصالح الوطن فوق كل المصالح.
وقال ” إن المجلس السياسي الأعلى جاء لسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفوذ منها لتفريق هذا الشعب وتمزيقه بعد أن عجز عن تحقيق أي تقدم في الميدان”.
وأضاف ” يا جماهير الشعب اليمني يا من تتجسد فيكم عزة اليمن وكرامته وصموده .. أيها الحشد الكريم يا من أتيتم رغم الصعاب وقطعتم الوديان والسهول والجبال غير آبهين بحماقات العدوان وجرائمه وتهديداته وحصاره، جئتم مبادرين ومؤيدين وداعمين .. فأنتم من تكتبون الوقائع وأنتم من تصنعون النصر وتصنعون التاريخ وتصنعون الإنتصارات”.
وتابع “الصمود والمواقف البطولية التي يسطرها رجال الجيش واللجان الشعبية ما هي إلا نفحة من نفحات صمودكم وثباتكم .. فهم أبنائكم، إخوانكم، آبائكم وأقاربكم يستمدون منكم الإباء والصمود والصبر، إنهم رجال اليمن وإنها القبائل اليمنية التي لم ولن تنحني يوما ما”.
وأردف” أيها الشعب اليمني العظيم من بين الحشود ومن بين أصوات رجال اليمن ونساءه وأطفاله نوجه رسائلنا للعالم أجمع أن هذا هو الشعب اليمني، هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الشرعية .. أين أبصار تلك الدول، أين أبصاركم هل أعماها النفط السعودي فلو كانت دماء أبناء اليمن تسيل نفطا لالتفتم إليها “.
ومضى بالقول ” ألا ترون الشعب اليمني، هذه الحشود التي ربما تساوي أضعاف سكان أربع من دول الخليج التي هي تشارك في العدوان على اليمن، من أنتم حتى تعتدون على الشعب اليمني، عار على من يرى ويسمع ثم يتآمر على الشعب اليمني مع ثلة لم تحمي نفسها ناهيك عن أن تدير بلدها، عار عليكم أن تتآمروا على شعب اليمن الذي لم يكن يوما يمثل مصدر قلق لا لدول الإقليم ولا للأمن والسلم العالمي “.. مضيفا ” أنتم عندما تتآمرون على شعبنا فأنتم تقتلون أنفسكم لأنكم تقتلون مهد العروبة وتقتلون مهد الحضارة “.
وخاطب رئيس المجلس السياسي الحكومات بالقول ” أيها الحكومات في مختلف دول العالم يا من تتشدقون بالحرية واحترام حق الشعوب في تقرير المصير، أين احترامكم لإرادة الشعب اليمني، احترموا إرادة هذا الشعب، احترموا إرادة الشعب اليمني وخياراته الشرعية الديمقراطية ، فإذا لم تسمعوا لصوت هذا الشعب وتحترموا إرادته فإنكم غير جديرين باحترام شعوبكم التي ستحاسبكم يوما ما طال الوقت أم قصر “.
وأكد أن الشعوب لا يمكن أن تقهر .. وقال ” لكم في فلسطين عبرة رغم إحاطة الكيان الصهيونية وامتلاكه أفتك الأسلحة إلا أن أكثر من 50 عاما لم يستطع أن يركع الشعب الفلسطيني” .
وأضاف ” فهل طلع يوما في مخيلة النظام السعودي ومن يقف ورائه من الأمريكان أن باستطاعتهم أن يركعًوا هذا الشعب، لو لم يبق في هذا الشعب إلا أسر الشهداء وأقاربهم لكانوا كفيلين بأن تثأر لهذا الشعب ناهيك عن هذه الحشود المليونية وغيرهم في جميع أرجاء اليمن”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، أن العدوان السعودي الأمريكي لم يفهم أن هناك معادلة قوية جديدة بدأت تتشكل على الساحة اليمنية هي سلاحنا الرادع في مواجهة عدوانه وأنتم يا أبناء شعبنا ركيزته الأساسية وأنتم الصخرة الصلبة التي ستتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء.
وتابع ” أيها الشعب اليمني الصابر المجاهد لا يخفاكم حجم التحديات السياسية الاقتصادية والأمنية العسكرية والاجتماعية التي خلفها العدوان السافر وهنا وأمام هذا الحشد نقول لكم إن المجلس السياسي الأعلى جاء ليلبي طموحاتكم وليعمل على خدمتكم وإخراج البلد من محنته”.
ومضى بالقول ” وأمام هذا الحشد نقول وبكل موضوعية حتى لا يظن البعض وهم معذورون أن في يد هذا المجلس عصى سحرية وباستطاعته أن يقضى على كل التحديات فورا، لا فهناك مصاعب جمة، ولكن ليس هناك شيء مستحيل فبكم أنتم نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات وستكون في صدارة اهتمامات المجلس أولوياتكم الاقتصادية ليحفظ لشعبنا استقراره الاقتصادي”.
وخاطب الأخ صالح الصماد الحشود المليونية ” إنني ونيابة عن إخواني أعضاء المجلس السياسي الأعلى نعاهدكم أن نكون عند حسن ظنكم وأن نعمل على بذل كل الجهود والطاقات وجعل أولوياتكم الاقتصادية وتلبية احتياجات شعبنا الضرورية في صدارة اهتمامات المجلس، وهذا يتطلب تضافر جهود الجميع في هذا المجال الاقتصادي الذي يراهن عليه العدوان في تركيع شعبنا وأن يحقق من خلال هذا التحدي ما لم يستطع تحقيقه في الميدان”.
وأردف قائلا ” نحن وأنتم وجميع مؤسسات الدولة معنيون بخطوات تكون أساسية للوصول إلى استقرار اقتصادي من خلال تحسين الإيرادات وترشيد النفقات ومحاربة الفساد وبهذا نستطيع القيام بدور تكاملي كما سنعمل على تطبيع الأوضاع الأمنية ومواجهة القاعدة وداعش والعمل على توزيع الشراكة المجتمعية والحزبية وإبراز وتفعيل دور المرأة والشباب والمصالحة الوطنية ورأب الصدع والتواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج والعودة إلى وطنهم والعودة إلى صوابهم ورشدهم وكل هذه الخطوات ستكون في أولوياتنا من خلال البت في تشكيل الحكومة في الأيام القليلة القادمة التي ستكون هذه من أولوياتها”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أنه سيتم خلال الأيام القادمة إعلان الحكومة لتوحد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقر إذا أمكن والوصول إلى إجراء إنتخابات عامة .. داعيا الأخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب إلى معاودة جلسات البرلمان للمشاركة في مواجهة هذه التحديات.
واستطرد ” يا جماهير شعبنا اليمني الجسور والمناضل علمتم وأدركتم ما بذلنا وبذله وفدنا الوطني في الحوار والمفاوضات، قدمنا منتهى التفاهمات من أجل الوصل إلى حلول سلمية إلا أن العدوان تعمد إفشالها وعرقلتها وإمعانا منه في إذلال شعبنا وفي خطوة أظهرت عجز الأمم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ تعمد عرقلة وفدنا الوطني في العاصمة العمانية مسقط ومنعه من العودة إلى أرض الوطن بعد مشوار لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث تعمد العدوان وبدأ المبعوث الأممي عاجزا عن أن يستصدر تصريح لطائرة الوفد الوطني لكي يعودوا إلى اليمن”.
وأكد الأخ صالح الصماد أن من كان عاجزا عن أن يخرج تصريح لطائرة الوفد الوطني فهو عاجز عن انتزاع حقوق الشعب اليمني وعاجز عن تحقيق أي تسوية سياسية .. وقال” من عجز عن انتزاع تصريح للطائرة لكي تعود بالوفد الوطني فهو أعجز عن إنتزاع حقوق الشعب اليمني وعن انتزاع السلام “.
وتابع ” لذلك ومن هذا المنبر وباسم هذه الحشود نطلب وفدنا الوطني بسرعة العودة إلى البلاد وعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى البلاد والتشاور مع المجلس السياسي الأعلى فيما يجب أن يفعله “.
وأشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أنه وبالرغم من ذلك كله ورغم كل هذه العراقيل فإننا نؤكد أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام فأيدينا ممدودة للسلام لا للإستسلام، للعزة لا للإذلال، سلاما لا استسلاما، وسندعم كل الجهود ونبارك كل المبادرات.
وأكد بالقول ” إننا سنمد أيدينا لكل دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني بإقامة علاقات مبنية على الإحترام والمصالح المشتركة بل سنذلل كل الصعوبات ونقدم كل التسهيلات لكل من يبادر إلى مد جسور العلاقة مع اليمن وستكون لهم الأولوية في تبادل المنافع والمصالح المشتركة”.
وعبر عن الشكر والتقدير لأبناء الشعب اليمني وقال ” كل الود والاحترام والامتنان والتقدير لهذه الجماهير الوفية التي وقفت في حر الشمس غير آبهة بالعناء من أجل أن تقول للعالم كلمتها كل الشكر والإحترام والإمتنان لكم أيها الجماهير الوفية لبذلكم وتضحيتكم أخص بذلك أسر الشهداء والجرحى والمفقودين فلهم منا كل العهد بأن نوليهم جل اهتمامنا ورعايتنا وبحجم التضحيات سيكون الإنتصار ” .
كما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أن النصر سيكون مدويا بكم يا رجال ونساء اليمن .. وقال” أنتم على موعد مع نصر يخزي الأعداء والمتراجعين ويخزي المغرر بهم في القريب العاجل إن شاء الله “.
وأختتم صالح الصماد كلمته بالتحية والإجلال والإكبار لأبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع الصمود والبطولة منذ بداية العدوان .. وقال” نشد على أيديهم ونعدهم بأننا سنبذل كل ما في وسعنا في تعزيزهم وتعزيز الوضع الميداني وهذا هو أملنا في شعبنا”.