اليمنيون بين اطلاق الصرخة والصاروخ كتبت/ سعاد الشامي
اليمنيون بين اطلاق الصرخة والصاروخ
كتبت/ سعاد الشامي
عندما تجتاح مشاعر الغضب مكامن النفس، يتجه الإنسان فوراً إلى إتخاد موقف معين يعادي فيه تلك المسببات التي أثارت فيه غريزة الغضب وكالعادة تلجأ النفس الى الصراخ للتعبير عن وجعها وغضبها .
لذلك قام الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه باطلاق صرخته القوية المدوية عندما لامس حال الأمة الإسلامية وهي تدور في دوامة الذل؛ وقد فقدت رونق عزتها وكرامتها. وصارت أمة ضعيفة وسهلة الكسر بعد نجاح مؤامرات الإستهداف الممنهجة بقيادة أمريكا وإسرائيل والتي استهدفتها في ثوابتها الإسلامية، وفي ماهيتها وجوهرها، ومبادئها الأصيلة وقيمها النبيلة، وثقافتها القويمة وفطرتها السليمة، وفكرها السوي وركائز اقتصادها، وأنظمة حكمها وكل ما من شأنه ضمان النهوض الحضاري لها .
فكانت الصرخة ؛ هي صرخة غضب سارع من خلالها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي إلى إتخاد موقف في وجه المستكبرين من الصهاينة والأمريكان أعداء الأمة الإسلامية.
فقد رأى أن الصمت واللامبالاة بهذا الوضع المرزي ليس من الحكمة في شيء؛ بل هو المتسبب في هلاك هذه الأمة ، والركن الذي استند عليه الصهاينة والأمريكان ليمرروا مخططاتهم بكل سهولة وبساطة وبدون وجود ممانعة أو مقاومة .
ومع هذا وللاسف مازال الكثير من الناس يجهلون أهمية الشعار كسلاح وموقف لابد منه في مواجهة المستكبرين وكخطوة مهمة تضمن لهم الكرامة والعزة وتسمو بهم إلى حيث أراد الله لهم من النهوض بحال هذه الأمة واستخلاف الأرض من منطلق القوة الإيمانية الرافضة لصور الذل والإجرام.
ولو أن هؤلاء تركوا لعقولهم حرية التفكير بعيدا عن وسوسة الشيطان المزينة بغلاف الكبر؛ وعادوا للبحث عن قوتهم وعزتهم وكرامتهم بين آيات القرآن الكريم لوجدوها واضحة بين مفردات الشعار ، ولندموا على ما فاتهم وتبرأوا من أعدائهم وصرخوا بالشعار ليلاً ونهاراً.
وما يجب علينا إدراكه اليوم إن اطلاق الشهيد القائد لشعار الصرخة في ذلك الزمن لم يكن بالأمر السهل ولا الهين؛ بل كان أمراً عظيماً تحدى بها جبابرة ذلك العصر بكل قوة وثبات ، وكانت اطلاقة الصرخة حينها تفوق في قوتها وهيبتها ورهبتها وأثرها ما يطلقه المجاهدون اليوم من الصواريخ الباليستية بكل أنواعها ومداياتها.
فقد مثلت الصرخة بالنسبه للمشروع قاعدة الوعي التي ينطلق منها أحرار هذا البلد في مواجهة أعدائهم وبالتالي تنطلق معهم صواريخهم وطائراتهم ليصبحوا اليوم وكما ترونهم أعظم آيات الدهشة في الاعجاز العسكري والانجاز الميداني .