الوهباني وبن حبتور يشاركان في إحياء الذكرى السنوية لجرائم العدوان على قرى الصراري
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني ومعه رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور في الفعالية المركزية الخاصة بإحياء الذكرى السنوية السابعة لجرائم العدوان والحصار السعودي الأمريكي على قرى الصراري وقتل وتهجير سكانها، بالتزامن مع ذكرى عاشوراء.
وأشار عضو المجلس السياسي خلال الفعالية التي أقامها أهالي قرى الصراري، اليوم بصنعاء، إلى أن هذه الذكرى الأليمة تستحضر في القلوب تضحيات أولئك الابطال من أهالي وسكان قرى الصراري الذين تعرضوا لجرائم يندى لها جبين الإنسانية وتكشف مدى بشاعة ووحشية العدوان ومرتزقته ودمويتهم.
وقال” جرائم القتل والحصار والتهجير طالت الكثير من الأسر في قرى ومديريات صبر الموادم ومشرعة وحدنان وغيرها، وشملت الكثير من الأسر الكريمة ولم تسلم منها حتى القبور والمساجد التاريخية”.
وأضاف عضو المجلس السياسي الأعلى ” نتذكر تضحيات آل الجنيد وآل الرميمة والسروري وغيرهم في كل لحظة ونستمد منها قيم الصمود والبسالة والفداء”.
وأكد أن تلك الممارسات الاجرامية تعبر عن التوجه الصريح المدعوم من قبل دول تحالف العدوان بمباركة أمريكا وبريطانيا، وأنها خير دليل على أنهم أهل الارهاب ومصدره.
وأردف ” نستطيع القول أننا خضنا المعارك وحققنا الانتصارات التي لابد أن تترجم على أرض الواقع في مواجهة قوى الشر وأذيال العمالة والأفكار الهدامة، والمضي قدما في تنمية وبناء الوطن، والنهوض بالبلاد في ظل قيادة حكيمة تضع نصب عينيها الارتقاء بالوطن”.
وأكد الوهباني أن صبر وصمود الشعب اليمني طيلة سنوات العدوان منبعه الايمان بالله وبقضيته العادلة وتجسد ذلك في مواجهة قوى العدوان وتحقيق الانتصارات المتوالية في مختلف المجالات.
من جانبه أشار رئيس الوزراء إلى أهمية إحياء هذه الذكرى للوقوف أمام تضحيات هذا الرعيل الذي دفع حياته ثمنا من أجل الانتصار الذي تحقق للجمهورية اليمنية على قوى العدوان بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. موضحا أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن لمنطقة أو محافظة بعينها بل ثورة كل اليمنيين.
وقال ” عندما يشاهد المرء تلك الجرائم في واحدة من أكبر المحافظات اليمنية فإن هذا الأمر يعزز الفكرة الأساسية بأن الثورة اليمنية ليست لمنطقة أو طائفة أو مذهب بل ثورة جميع اليمنيين”.
وأضاف ” حاول الاعداء بمختلف الوسائل أن يشوهوا ثورة 21 سبتمبر، وجندوا كل وسائل إعلامهم وأبواقهم من أجل أن يرسخوا لدى الرأي العام المحلي والإقليمي والعربي وأيضا العالمي بأنها فقط ثورة لأسرة ومجموعة اشخاص”.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الجنيد جاء من حضرموت إلى منطقة الصراري في تعز قبل 450 عاما وعاش هو وأبنائه وأحفاده بسلام حتى جاء هؤلاء المرتزقة الذين لم يكتفوا بالهجوم وقتل أحفاده بل قاموا بنبش قبره وإخراج رفاته وإحراقه، وهو امتداد لما حصل للكثير من آل البيت في فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي”.
وأردف ” نحن نعز آل البيت ونجلهم ليس لأنهم أفضل من الآخرين بل لأنهم تعرضوا للقتل والتعذيب والتشريد منذ فجر التاريخ الإسلامي وحتى العصر الحديث، فما حصل لهم في سبعينيات القرن الماضي بجنوب الوطن قبل الوحدة أكثر مما تعرض له أبناء الصراري ولم يشفع لهم دورهم في خدمة المجتمع كعلماء أجلاء وقضاة وفقهاء من السحل والظلم”.
وأكد الدكتور بن حبتور، أن ما تعرض له آل الجنيد وآل الرميمة وآل السروري وغيرها من الأسر في عموم الوطن يؤكد الثمن الباهظ الذي دفعته هذه الثورة في سبيل الوصول إلى الانتصار.
وبين أن اليمن لم يذهب إلى الرياض طالبا ودها كما يتبجح الأعداء والمرتزقة بل الرياض هي من أتت إلى صنعاء طالبة ودها والمصالحة معها، لأنها أدركت تماما قيمة المقاومة التي جبل عليها أبناء الشعب اليمني في مواجهة المعتدين والغزاة، كما تعرف تماما الثمن البخس لمرتزقتها الذين خانوا الوطن والشعب.
وعبر رئيس الوزراء عن الشكر لنائبه محمود الجنيد وكل الشخصيات التي نظمت هذه الفعالية.. لافتا إلى أن محافظة تعز هي القلب النابض لليمن وأبنائها موجودون في كل مكان في هذا الوطن.
فيما أكد نائب رئيس الوزراء لشئون الرؤية الوطنية محمود الجنيد أن هذه الذكرى الأليمة تأتي بالتزامن مع ذكرى كربلاء، لافتا إلى أن هذه الجريمة ستظل نقطة سوداء في سجل المجرمين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني بأكمله.
وأشار إلى أن ما حصل في قرى الصراري وبيت الرميمة وآل الجنيد وكل الأسر التي كان لها موقف في مواجهة العدوان، انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي ولكافة الأعراف والمواثيق الدولية والشرائع السماوية.
ولفت الجنيد إلى أن أبناء تلك المناطق كان لهم موقف مشرف في مواجهة العدوان ومرتزقته مما أزعج المجرمين والمستكبرين سواء من دول العدوان أو ومرتزقتهم بالداخل، فعملوا على فرض الحصار عليها طيلة تسعة أشهر وحرمان أبنائها من الدواء والغذاء.
كما أشار إلى الاعدامات والاخفاءات القسرية خلال اقتحام قرى الصراري وبيت الرميمة وآل الجنيد واستهداف المنازل وحرقها وهدمها على رؤوس ساكنيها وتفجير المساجد وقباب الأولياء والصالحين والمكتبات.
وتطرق إلى حادثة اقتحام قرى الصراري وتفجير جامعها التاريخي الذي يعود لأكثر من 500 عام، ونبش القبور وأسر المواطنين وإحراق المكاتب الدينية ومنازل المواطنين ونهب الثروة الزراعية والحيوانية وغيرها من الأساليب الوحشية في تعذيب الأسرى في سجون المرتزقة.
ولفت إلى أن تحالف العدوان سعى من خلال اقتحام تلك المناطق وقتل وسحل أبناءها إلى تفجير الصراع الطائفي والمذهبي وإدخال اليمن في نفق مظلم، وجعل القتال والصراع فيه حسب الهوية، لكنه فشل بوعي وصمود وتضحيات أبناء تلك المناطق وأبناء المحافظة التي تنعم بالتعايش السلمي والتنوع الحضاري والثقافي.
وأكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية أن جرائم العدوان بحق أبناء قرى الصراري وبيت الرميمة وآل الجنيد بمحافظة تعز وكافة أبناء اليمن لن تسقط بالتقادم وسيقدم مرتكبيها للمحاكمة الدولية ولن يفلتوا من العقاب.
وفي الفعالية التي حضرها وزيرا الإدارة المحلية علي القيسي والدولة أحمد العليي وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، أشار رامي عبدالوهاب في كلمة وجهاء وأبناء محافظة تعز الى أن المشاريع الخارجية الطامعة سعت عبر أدواتها إلى أن تكون المحافظة ساحة مفتوحة للقتال ضمن أهدافها المتمثلة في إضعاف اليمن وتمزيقه.
وأكد أن المحافظة تعرضت لدمار كبير طال البنية التحتية وقتل الكثير من الأبرياء وتفاقمت معاناة الناس بسبب الجوع ونقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
ودعا رامي عبد الوهاب، أبناء المحافظة الأحرار إلى القيام بدورهم في تعزيز الاصطفاف والتضامن ونبذ الفرقة والتكاتف من أجل رفع المعاناة عن المحافظة ومواجهة الصعوبات والتحديات.
تخلل الفعالية استعراض تقرير حقوقي عن جريمة قرى الصراري من قبل المحامي طلعت الشرجبي، وفيلم وثائقي بعنوان “الصراري جند الصرخة”، وفلاشات لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والسيد حسن نصر الله عن جريمة قرى الصراري وقصيدة للشاعر محمد الجنيد.