الولاية عهد وعقد

بقلم :- فاطمة محمد المهدي

الولاية مفهوم ومبدأ ديني جوهري ، يمكن تمثيلها بالدائرة المغلقة التي مبدأها ومنتهاها من وإلى الله عز وجل؛ حيث أن:{الله ولي الذين آمنوا} والذين آمنوا أولياء الله، فمن يكن وليا لله يكن الله وليه، وجوهر الدين قائم على هذا المبدأ الذي هو حبل ممدود يتصل بالنبوة ، والنبوة بالولاية ، والولاية بالله.
وهذا هو جوهر دلالات ومعنى حديث الولاية الذي أعلنه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير : [إن الله (مولاي) ، وأنا (مولى) المؤمنين ، (أولى) بهم من أنفسهم.. فمن كنت (مولاه) فهذا علي (مولاه) …]، وهو ما يطابق النص القرآني الشريف في قوله عز وجل : {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا…}، وهما قائمتان على الارتباط بالله بعهد يصل المتولي بالولي والولي بالنبي والنبي بالله، أي أنهما ليستا مرتبتان يدّعيهما أيًّا كان.. وإنما هما عقد وعهد يمنحه الله للمؤمنين الصادقين من عباده.. كما قال عز وجل لإبراهيم عليه السلام : {…إني جاعلك للناس إماما ، قال ومن ذريتي ، قال لا ينال (عهدي) الظالمين}.
أي لا تمنح هذه الصلة أو العهد والعقد للظالمين.

وكما أن لله رسل وأنبياء، فإن للرسل أوصياء وخلفاء بالنص عن الله، أي اختارهم الله واصطفاهم لذلك، وأمر أنبياؤه بذلك ، كمثل موسى وأخيه هارون إذ قال له {اخلفني في قومي}، ولكن الجهلة وأصحاب المطامع الدنيوية والسلطة الدنيوية، يحاربون هذه الحقيقة وينكرونها، مثلما ينكرون يوم الولاية بغدير خم وينكرون حديث الولاية وينكرون حتى ولاية ووصاية الإمام علي عليه السلام، وهؤلاء هم عبدة وذرية الشيطان الذين وصفهم الله عز وجل في القرآن في آيات كثيرة ، من بينها وصفه عز وجل لقول إبليس : {لاحتنكن ذريته إلا قليلا}.
وقوله عز وجل : {وشاركهم في الأموال والأولاد}، لأن قولهم مطابق لقوله وموقفه من تنصيب الله عز وجل لـ (آدم) عليه السلام خليفة في الأرض وأمره بالسجود له..والمغزى واضح.

أما المؤمنون الصادقون -جعلنا الله منهم- فموقفهم وموقفنا من هذه القضية الإيمانية الجوهرية هو {سمعنا وأطعنا}، ودعاءنا دائما هو :اللهم إنا نتولاك ونتولى رسولك ونتولى الإمام علي ونتولى من أمرتنا بتوليه من عبادك، عهدا منا بالولاء والوفاء للشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه و لقائد المسيرة القرآنية السيد العلم عبدالملك بن بدرالدين الحوثي يحفظه الله، ونبرأ إليك من أعدائك ، أعداء رسولك ، أعداء الإمام علي ، أعداء أوليائك، فعيد ولاية مبارك علينا وعلى المؤمنين أجمعين، وكل عام والأمة الإسلامية والشعب اليمني في حصن الله وولاية الإمام علي ، وفي نصر من الله.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

قد يعجبك ايضا