الوحدة اليمنية ومخطط العدوان لإعادة التشظي والإنقسام!!
بقلم:- عبدالجبار الغراب
في ظل معطيات الفرض والتأكيد الظاهرة ، ووقائع الأمر الحالي المشاهدة ، ونتائج أفرزتها قوة المواجهة والصمود المستمرة ، وتقلبات في موازين القوى العالمية ومتغيرات جديدة أحدثتها قوى لدول مستضعفه صغيرة قلبت كل المعادلات العسكرية وغيرت قواعد الإشتباك في المنطقة ، والتي حققت المعجزة الربانية في هزيمة الأعداء وإفشال كل مخططاتهم في السيطرة والإستيلاء على اليمن واليمنيين ، ومن هنا فقد شكلت اليمن معضلة كبيرة أغرقتهم في وحلها ومستنقعها كل قوى الشر والغطرسة والإستكبار بفعل مختلف الانتصارات الأسطورية للجيش واللجان اليمنية وعلى مدى أكثر من ثمانية أعوام ، لتسير قوى العدوان في تخبطات وتيهان للبحث عن مختلف الأوراق لعل في ذلك آملا في تحقيق ولو جزء يسير من انتصار يعيد لهم هيبه فقدتها وقوة ونفوذ تقهقرت وأنكسرت على اراضي وسهول وجبال ووديان اليمن السعيد ، فهاهم اليوم وامتداد لسابق مؤامرات اتخذوها ومن باب تكريس ودعم المليشيات المسلحة لهم في الجنوب يساندونهم للانفصال ، وعبر ما يسمى المجلس الإنتقالي يشعلون ورقة التشظي والإنقسام كخبث وحقد بغيض إنتقامآ منهم من كل اليمنيين ، وهم في مخيلة عقولهم يعتبرونها نجاح وانتصار لخدمة الصهاينة والأمريكان.
واليوم ونحن نحتفل بمرور ثلاثة وثلاثون عامآ من عمر إعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية الذي حققها الشعب اليمني العظيم العريق بحضارتة منذ نشأة الأرض وتكوينها والوجود البشري عليها ، وهي التي لا تضاهيها حضارة في أرض المعمورة على الإطلاق , الشعب اليمني الاصيل بعروبته وتاريخه الشامخ العروبي الإسلامي الكبير ، الغني بكل المقومات الإنسانية في إمتلاكه للثروة البشرية والعطاءات والإمتدادات الواسعة في نشر الإسلام على مختلف بقاع الأرض ، العزيز بجوده وكرمه وبسخائه والمجاهد بكل الوسائل للدفاع ومناصرة كل قضايا الأمتين العربية والإسلامية ، فقد عان الشعب اليمني المرارات جراء الفرقة والشتات ومراحل الإنقسام المتعددة منذ قديم الزمان.
وما ان توحدت أراضيه الا وعادت على وضعها في التشظي والفرقة والإنقسام ، وفي الماضي وقبل إعلان الشعب اليمني للوحدة عام 1990م : كانت للفرقة والإنعزال الجغرافي بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي وجوده لمئات السنيين , هذا كله بفعل أسباب وعوامل منها التأمرات والمخططات المعدة له من قبل الأعداء الأمريكان وبريطانيا والغرب والصهاينة والعملاء من الخونة الأعراب , وبعضا منها خنوع وطاعة عمياء لمن حكموا اليمن في ظل الإرتهان والتبعية المطلقة للحكام , والتقسيم الغربي لإحتلال الدول العربية ، فالجنوب في اليمن كان أحد أطماع بريطانيا فيها لتدوم في إحتلالها لقرن وثلاثة عقود حتى مغادرتها ورحيلها من جنوب اليمن بثورة شعبية مسلحة عارمة يوم 14 أكتوبر عام 1963م.
ليكون للحظات إعلان الوحدة بين شطري اليمن المنقسم والمنفصل عن بعضه البعض عمرها التأريخي بما له من نواحي عظيمة وبالمشاعر اليمنية الممزوجة والمملوءة بالأحلام والآمال المتطلعة الى مستقبل أفضل حال عن ما كان عليه الوضع قبل الإعلان ، ليكون ليوم 22 مايو عام 1990م يومآ للإنطلاق والتأسيس والمفترض ومن قبل الجميع من أجل رسم واقع يمني جديد مبني على العدالة والإنصاف ومحو كل اثار الماضي السيئه ونبذ الغل والكراهية والأحقاد ، ليمثل هذا اليوم بإعلان الوحدة حدث تاريخي هام فرح به وأبتهج كامل الشعب اليمني خصوصآ وجميع شعوب الدول العربية والإسلامية عمومآ :لما فيه من عظمة إنتصار أعادت بشكلها الأمة العربية الى التطلع للتوحد والتعاضد والإتحاد والأخذ منه دليل للفخر والإعتزاز للمضي نحو واقع جديد يرسم من خلاله كل العرب والمسلمين ملامح للتقدم والنهوض ومواكبة التطور السريع والعيش بحرية وأمان وإستقرار بعيدآ عن الإنصياع والتبعية والولاء والسمع والطاعة للمتربصين بشعوب العالمين العربي والإسلامي من قوى الشر والهيمنة والإستكبار العالمي.
لتشكل ظروف المرحلة السابقة وتحدياتها المتعددة وأحداثها العالمية في إيجادها لواقع جديد ، لينطلق على إثره مختلف فرص الإستثمار السياسي والأخذ بكل المعطيات والأسباب التي تساعد لإعادة الإلتحام والترابط والتوحد وحتى بدون ترتيب او تنظيم , فكان لنصيب اليمنيون منها فرصتهم السانحة التي طالما كانت أمانيهم ، ليعلنوا عن وحدتهم في 22 مايو 1990م ، ليكون لتشابه الحدث اليمني مع ما حدث في المانيا وجوده تيجة إستغلالها التقلبات السياسية وتداعيات الحرب الباردة في إستثمارها للفرصة وإعلانها للوحدة بين الألمانيتين الشرقية والغربية , هنا يكون للفوارق مقارنتها بين الوحدتين في اليمن وألمانيا ، فالإختلاف كبير وواسع لتتصاعد الأخيرة نحو القمة والعلو وتتراجع الأولى و وإضعاف وتأمرات للعمل على تشظيها واعادة الإنقسام والشتات والتجزئه بين اليمنيون من جديد.
فالكل يتفق وبلا إستثناء على ان الوحدة اليمنية مرت بمعضلات صعبة وما أكثرها ، وعثرات عديدة كلها لسوء تدبير وادارة في الحكم عل أسس العدالة ، ليتداعى عليها مختلف العوامل والأسباب لإفشال ما كان يصبوا اليه اليمنيون لإعلان الوحدة ، فالعوامل والأحقاد والخبث الدفين الذي لعبته معظم الدول العربية المجاورة لليمن وبالتحديد السعودية وغيرها أملا في بقاء الحال كما هو عليه قبل إعلان الوحدة لاسباب مصالحها تكمن في جعل اليمن مفككآ منفصلآ ذات أقاليم ومناطق مجزأه , ولولا الأحداث العالمية ومجرياتها الخارجه عن سيطرة بعض الدول الإستكبارية لما تم إعلان الوحدة اليمنية , فالتقسيم والحرب الباردة العالمية والإنشقاق والإنقسام والإنفصال الذي رافق جمهوريات الاتحاد السوفاتي : كان لها تداعياتها في ايجادها لانفراجه في التسهيل والإسراع لإعلان الوحدة اليمنية , وهذا ما أزعج حكام بني سعود ، ولهذا إنعكست كل الأوضاع لما بعد الإعلان عن الوحدة ضمن مساراتها التي العكسية التي كان يحلم بها كافة الشعب اليمني ، لتكن للتدخلات الإقليمية ولدولة الجوار السعودية وكيها بالنار لإشعال فتيل الإختلاف والصراع على السلطة والحكم , لتقود بنفسها في رسم آليات للإنقسام بفعل خضوع وطاعة وانصياع الحكام ، ليشتعل الخلاف بين اليمنيون عام 1994 ، والذي كان لها أثرها البالغ في إدخال كامل اليمن في معضلة كبيرة ما ظلت عواقب تداعياتها اللعينة تلاحق اليمن واليمنيون الى الآن.
صحيح ان التحديات التي واجهتها الوحدة اليمنية وإستمرارية بقائها كانت واسعة : فقد توالت مرارآ وتكرارآ مخططات التقسيم ومحاولات إرجاع اليمن الى ما قبل تاريخ 22 من مايو 1990م , والمؤامرات كبرت وتوسعت وشملت في كل محتوياتها العديد من المسارات والأهداف والتي دخلت معظمها ضمن عمليات مفتعلة ومدبره وكانت مدعومة من قبل دول ، وكان لإستغلال الإهمال والتخبط والإبعاد والسيطرة والإقصاء والإستبدال في التحالفات للنظام السابق ، واللعب الخبيث لجناح الإخوان المسلمين وامتداده المغروس للإطاحة بتسميات وضعتها أمريكا والغرب بذريعة محاربة الشيوعية والفتاوي التكفيرية لشعب الجنوب سلاح أمريكي فعال دسته في خاصرة الجنوب اليمني عبر تيارها الإخونجي الداعم وقتها للغرب في فكفكت الاتحاد السوفياني , فكان للرفض السابق لجماعة الإخوان المسلمين في التوحد مع جنوب اليمن إخراجه السريع بعد ثلاثة أعوام لحرب ما تم تسميتها حرب الانفصال صيف 1994م ، وهنا ومن جديد يتعزز الدور والمخطط واللعب لتقسيم اليمن وتفكيكه.
وبإشتعال ونجاح ثورة21 سبتمبر عام 2014 في تصحيحها للمسارات والتي ضعتها ضمن شمولية الأهداف والمطالب لكل الشعب اليمني اشتعل نار الحقد والكراهية للأعداء ، وتداعت عليها كل الايادي من الخونة والعملاء والمرتزقة وقوى الشر والهيمنة والغطرسة والإستكبار العالمي في محاولة منهم لإخمادها وإفشالها , لتواجه كل محاولاتهم وتنكسر كل مخططاتهم ، لتظهر العديد من التحديات والتي غذتها الحرب العدوانية السعودية الأمريكية الغربية على اليمن واليمنيين فجر 26 مارس 2015 والتي كان لفشلهم العسكري ظهوره السريع وتراجعهم ليبحثوا عن خيارات وبدائل لتثبيت وجودهم في الجزر والسواحل بعدما طردوا من كامل الجبهات التي دارت مع الجيش اليمني واللجان ومن باب اسنادهم للانفصال هم بذلك وضعوا تحدي كبير تعاظم على كاهل كل اليمنيين في وضوح كامل للانقسام والتهيئة لتشظي اليمن والدعوات الى الانفصال بدعم من قبل السعودية والإمارات ، وما المجلس الانتقالي الجنوبي الذي هو جزء من منظومة شرعية فنادق الرياض الا خطوات في طريق إعلان الانفصال , حتى انه مع ما تم الترتيب له من إخراج لمسلسل إستبدال للعملاء في الرياض وجمعهم في مجلس قيادة رئاسي واحد ولغة المحافظة على وحدة اليمن واستقلال أراضيه خلت من يمين المرتزق عيدروس رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي الا تحدي عظيم يهدد الأسم للوحدة الباقية بإسمها فقط المنتهية بالوقائع والأفعال وممارسات مرتزقة العدوان في كل أساليبهم المرتكبة مع المواطن وملاحقته وما حدث من اجتماع موخرآ دعا اليه المجلس الإنتقالي الا خطوات متصاعدة نحو تنفيذ خطة التشظي والتقسيم وبقراءة بيان اجتماع القمة العربية في جدة وخلوه على التأكد على سلامة وإستقرار وحدة اليمن والتحدث في الخطاب لدعم واسناد شرعية فنادق الرياض الا لنقاط مرتبة متفق عليها لتقسيم اليمن وهذا ما جعل قيادة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء تأكيده المستمر للحفاظ على الوحدة اليمنية وفرضه الجازم لخيارات باتت ضرورية للرد على كل المحاولات التي تهدد وحدة واستقرار وسلامة اراضي اليمن ، و ستكون المواجهة شعبية دفاعآ عن وحدتتهم اذا ما اقدم العملاء والأعراب المتصهينين ومعهم الغرب وأمريكا لجرأة إعلان إنقسام وتشظي يمن الحكمة والإيمان.
والعاقبة للمتقين