” الوحدة الوطنية هي وحدة الدين و الهوية “
الحقيقة / كتب / حمزة المغربي
لكل من يتحدث عن ” الوحدة اليمنية ” لنراجع أنفسنا و لنتفكَّر في الماضي و الحاضر حتى نستطيع صياغة المستقبل بشكل نموذجي و يكون مسارنا صائباً لا إنحراف له !
لنقارن بين الماضي و الحاضر ” مقارنة منصفة ” ,
عندما كانت اليمن مقسَّمة إلى شَمال وَ جنوب و كلاً له هويّته , كانت القلوب متوَحّده , و من يراجع التأريخ القريب سيرى بأنَّ حتى قيادات و زعماء الشَطرين كانوا وَ بشكل واضِح وَ صَريح متوافقين في الرؤى ناهيكَ عن المشاعر الطيبة التي يتبادلها أبناء الشطرين و لم يكُن ينقُص إلا ” إعلان الوحدة ” و البدء في بناء اليمن الواحد والذي لن يكون قيادته أو زعامته حكراً لشخص أو فئة أو حزب !
ثم أتت المؤامرة الكبرى والتي كانَ أولها إغتيال ” الحمدي ” و قامَ – المجرمون – آنذاك والذين كانوا أدوات بيد الأنظمة ” الإستكبارية ” – و التي هيَ أشدَّ وطئاً على الشعوب من الأنظمة ” الدكتاتورية ” – , بتسيير شؤون البلد و من ثمَّ تحقيق الوحدة لكن الوحدة التي تخدم تلك الأنظمة و تضمن سلامة المجرمين و توفر لهم الغطاء و لكل من يرى ” الإجرام ” طريقاً من بعدهم !
فتوحدت اليمن ظاهراً , و تفرقت قلوب اليمنيين , فقد كان ” المشروع التقسيمي ” و بث الفرقَة في هذا المجتمع و القضاء على ” الوحدة الوطنية ” بكل أشكالها هو ما سَعَت إليه تلك الأنظمة و من يخدمها ,
فأزدادت الأحزاب و التنظيمات بشكل ملفت , و بدأ الجميع يتحدث عن إختلافات حزبية , طائفية , مناطقية , و مثل هذه الظواهر التي تقسِّم البلد و إن ظَهَر موحداً ,
لم ينته المشروع التشطيري إلى هنا فقط , بل وصَل إلى أن أتى مؤتمَر الحوار , و تقسيم اليمن إلى أقاليم و كل إقليم ينقسم فيه الناس إلى أحزاب و طوائف و تنظيمات و دويلات و كنتونات و تيارات متناحرة , يسهل للعدو بعد ذلك السيطرة على أي منطقة يريد سواءٌ ثقافياً أو أمنياً أو عسكرياً , مهما كانت أهمية تلك المنطقة و ما تحمله من ثقافة و ثروات و مواقع إستراتيجية فستكون لقمة سائغة له بعد ذلك التشتت الكبير ,
ثم و في وقت وجيز و بعد أن إستشعرت دول الإستكبار و أولياءها الخطر المداهم لمشروعهم , و الذي سيفشِل كل مخططاتهم , بادرت بإعلان ” العدوان ” من واشنطن , و لسان حالهم يقول ,
لعل التشتت و التفرُّق الذي يعيشه اليمنيون – آنذاك – سيكون عاملاً مساعداً لهم لتحقيق أهداف العدوان ,
و فعلاً كان مؤثراً نوعاً ما , و لكن إنصدم ” العدوان ” بصمود و وعي و عزيمة و إصرار لدى الكثير من أبناء هذا الشعب , بعثر كل أوراقهم , لأنه لم يكُن في حسبانهم , و كانت ثمارهُ هي إجهاض مؤامراتهم و إفشال مخططاتهم التي تستهدف الدين و الشعب بدرجة أولى ,
و ما أحوجنا في هذه المرحلة – بعد قراءة الماضي – أن نسعى جاهدين لتحقيق الوحدة الوطنية بشكلها الصحيح , والذي بدايته هو نبذ الفرقة و التعصبية و ترك الخلافات التي نخدم بها العدو أيّاً كان نوعها و حجمها , حتى لو قدمنا تنازلات , فالمؤامرة على هذا البلد هيَ كبيرة , و مخاطر التشتت و التشظي و التفرُّق ستكون عواقبها وخيمة , و سنقدم أنفسنا على طبقٍ من ذهب لهذا العدو الذي لا يملك أدنى صفات الرحمة و الإنسانية ,
و الواجب منا أن نكون أهلاً لهذه المواجهة يجمعنا دينٌ إسمهُ ” الإسلام ” , و وَطنٌ إسمهُ ” اليمن ” .