الهِجرةُ السبتمبرية…للشاعر/معاذ الجنيد
لَمَّا (قُريشُ) طَغَتْ بكلِّ تجَبُّرِ
وبَغَتْ على (المُزَّمِلِ) (المُدَّثِرِ)
أُمِرَ الرسولُ بأن يُهاجر (مكّةً)
لـ(مدينةِ الأنصارِ) أصدقِ معشرِ..
ومن الغريبِ!! بل المُثيرِ لدهشتي
وتعجُّبي.. وتساؤلي.. وتحيُّري!!
وأنا أرى تاريخَ هجرةِ (أحمدٍ):
في الحادي والعشرين من سبتمبرِ!!!
هذا الذي تركَ اليهودَ بصدمةٍ
يتحسَّبون لألفِ يومٍ خيبري
هذا التزامُنُ ليس محضَ تزامُنٍ
لكنّهُ السِرُّ العظيمُ المحوري
لمُدَبِّرِ الأمرِ المُقِيتِ يَدٌ بِهِ
فَقِفي قليلاً يا عقول وفَكِّري
ما بين قبل وبعد هجرةِ (أحمدٍ)
أو بين قبل وبعد ثورتنا انظُري؛
بكِليهما الإسلامُ مَرَّ بنقلةٍ
من واقعٍ مُرٍّ.. لعصرٍ أخضرِ
من قحطِ (مكّةَ).. لانفِراجةِ (يثربٍ)
من شعبنا المُحتلِّ للمُتحرِّرِ
وكأنَّ ثورتنا العظيمةَ هجرةٌ
نبويةٌ أخرى لفتحٍ أكبرِ
في الحادي والعشرين دشَّنَ (أحمدٌ)
تقويمنا الهجريَّ.. يا (يَمَنُ) افخري
في الحادي والعشرين من سبتمبرٍ
الثورةُ اتّصَلَت بخيرِ مُبشِّرِ
يا هذه الدنيا قِفي.. وتعجَّبِي:
حتى النبيَّ (محمداً) سبتمبري!!
* * *
في الحادي والعشرين من سبتمبرٍ
عاش الطغاةُ فصولَ يوم المحشرِ
فَرّوا كأنَّ الشعبَ يركُضُ خلفَهُم
خوفاً.. وما التفتوا سوى في المعبرِ
من قوةِ الحقِّ المُهابِ تدافعوا
مُتكسِّراً يهوي على مُتكسِّرِ
خَلَتِ السفاراتُ الخبيثةُ كلها
مرعوبةً من صوت كلّ مُكبِّرِ
هذا هو الشعبُ الذي هزأوا بهِ
وعيونُهم كانت تراهُ وتزدري
اليوم يصطرخون من قدراتهِ
ما بين صاروخٍ وبين مُسيَّرِ
هي ثورةٌ رسمَ (الحسينُ) مسارها
وأشارَ قائدُنا العزيزُ: تفجّري
فتفجرّت من صدر كل مجاهدٍ
حمماً على الطاغوت والمُستعمِرِ
طُغَمُ الفسادِ غدت لسرعةِ حسمها
سُوداً تَفِرُّ بزِيِّهِا المُتنَكِّرِ
هي ثورةٌ يمنيةٌ لا تنتمي
إلا إلى اليمنِ الأصيلِ الحِميري
هي ثورةٌ يمنيةٌ.. يمنيةٌ
يمنيةٌ في الشكلِ أو في الجوهرِ
من يبتغي الوصفَ الأدَقَّ بشأنها
فالحربُ أبلغُ واصفٍ ومُعبِّرِ
* * *
كانت تدوسُ على السيادةِ عاهِرٌ
ويُذَلُّ قادتُنا لشَعرٍ أشقرِ
كان الرئيسُ ببابِ كل سفارةٍ
بالشعبِ مُتَّجِراً يبيعُ ويشتري
كان الرئيسُ بجيشهِ ونظامهِ
لسفير أمريكا مُجرّد مُخبِرِ
حتى انفجرنا عزةً وكرامةً
بمعِيَّةِ العَلَمِ الحكيمِ الحيدري
لو لم نُطِح ذاك النظامَ لكان في
مجموعة التطبيعِ أولَ مُفتري
لكننا يا قُدسُ ثُرنا.. فارقُبي
وعداً على يدنا بأن تتحرَّري
في هجرةٍ يمنيةٍ كونيةٍ
عظمى تفوقُ ملاحِمَ (الإسكندرِ)
بالله لا بسواهُ.. خلف قيادةٍ
غرَّاءِ من آلِ النبيِّ الأطهرِ
سبحان من بحفيدِ (حيدر) خَصَّنا
واختَصَّهُ كرَماً بشعبٍ (أشْتَرِي)
٢٠/سبتمبر/٢٠٢٠
*توضيح: ذكرت بعض المصادر التاريخية أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الهجرة النبوية وصل إلى يثرب في ال٢١ من سبتمبر 622م