الهيئة العامة للزكاة تدشن أعمال حصر المصارف الزكوية بأمانة العاصمة
دشنت الهيئة العامة للزكاة اليوم بمديرية الصافية بأمانة العاصمة أعمال الحصر الميداني للمصارف الزكوية عبر اللجان المجتمعية بالأمانة.
وفي التدشين أكد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن الجميع معني بتعظيم فريضة الزكاة والتوعية بأهميتها .
وقال ” حريصون في الهيئة على أن تكون هناك دراسة شاملة مبنية على قواعد شرعية متوافقة مع كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام للوصول بالزكاة إلى كل أنحاء اليمن من خلال مصارفها الثمانية المبنية والموضحة في كتاب الله تعالى “.
وشدد الشيخ أبو نشطان على أهمية اضطلاع كل شخص بمسؤوليته، في تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها الهيئة لتصب ثمارها إلى كل محتاج دون استثناء.
وأضاف ” إننا في الهيئة وضعنا دراسات لتصنيف المصارف الزكوية والفئات التي تندرج ضمن كل مصرف لتوزيعها بنسب عادلة وضمن المصارف الشرعية “.. مؤكداً أنه سيكون لذلك أُثر في تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين ليس بمد يد العون لهم ومساعدتهم، لكن بتمويل مشاريع اقتصادية تضمن استمرار الدخل والاكتفاء الذاتي لهم.
من جهته اعتبر أمين العاصمة حمود محمد عٌباد، فريضة الزكاة مصدرا مهما لجلب الأرزاق وتعزيزا لقيم ومبادئ المحبة.
وقال” الزكاة ركن من أركان التي بني عليها الإسلام لما لها من أهمية في توفير حاجة المحتاجين من الفقراء والمساكين وغيرها من المصارف خاصة المتعلقة بخدمة المجتمع، فما أحوجنا إلى مثل هذه المصادر في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد جراء الحرب وتقطع سبل العيش لدى الكثير من اليمنيين “.
وتطرق عٌباد إلى الجرائم والإنتهاكات التي يرتكبها تحالف العدوان بحق أبناء الشعب اليمني، إلى جانب التدمير الممهنج للبنية التحتية .. مشيرا إلى أن الزكاة ارتبطت بالصلاة، فهي طهرة وتزكية للروح من أدران الشح والبخل وتصفية للنفوس من أوزار الظلم وأشكال الاستعباد، بحيث يدفع الأغنياء من أموالهم للفقراء، كحق مشروع فرضه الله عليهم وليس منًة.
ونوه بخطوات هيئة الزكاة في دعم المجتمع ضمن خططها وبرامجها الهادفة صرف الزكاة في مصارفها الشرعية المحددة في كتاب الله وسنة رسوله .. مجدد التأكيد على أن السلطة المحلية بأمانة العاصمة ستكون عونا وسندا للهيئة في أعمالها وأنشطتها .
من جانبه أشار عضو مجلس الشورى خالد المداني إلى أهمية تضافر الجهود لجمع وحصر المصارف الزكوية، بما يمكن الهيئة من تحقيق مقاصد هذه الفريضة إنطلاقا من قول المولى تبارك وتعالى” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم”.
ونوه بجهود الهيئة من خلال أنشطتها ومشاريعها في مختلف الجوانب سواء مشروع زواج أبناء الشهداء والصدقات الزكوية أو المساهمة في الإفراج عن المعسرين لما لها من أثر إيجابي في إعادة الثقة لدى المجتمع وتجسيد قيم التراحم بين أفراده.
بدوره استعرض وكيل الهيئة العامة للزكاة علي السقاف، المشاريع التي نفذتها الهيئة خلال الفترة الماضية ومنها مشاريع الاستجابة الطارئة بالحديدة والغارمين وزواج أبناء الشهداء والإفراج عن السجناء ورعاية الجرحى وتقديم سلال غذائية لأسر المرابطين في الجبهات.
وأشار إلى أن الهيئة نفذت عدد من المشاريع الإنسانية للحالات للمرضى المعدمين خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوي .. لافتا إلى حرص الهيئة على استهداف المستحقين ضمن المصارف الثمانية للزكاة التي حددها القرآن الكريم .
وأكد الوكيل السقاف اهتمام الهيئة وإعطائها أولوية بالمصارف المحددة للزكاة إلى جانب إدراج شرائح المعاقين والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وأبناء الشهداء وأسر المرابطين في إطار أنشطتها وأعمالها.
وشدد على ضرورة اضطلاع لجان الحصر بواجبها في مسح الأسر الفقيرة بما يسهم في وجود بيانات كاملة عنها وتوثيقها لتوفير احتياجاتها من الغذاء والدواء والكساء .. لافتا إلى أن الغالبية من أبناء الشعب اليمني في ظل استمرار العدوان والحصار، فقراء ومحتاجين.
من جهته تناول مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين في محاضرة الزكاة في الإسلام والحكمة من مشروعيتها.
وبين أن الزكاة تنمِّي روح الجود والكرم والتعاون بين المسلمين وتسد حاجة الفقراء مع حفظ كرامتهم وتجنبهم مذلة المنّ والأذى كونها حقاً مفروضاً وليست تطوعاً يمنحه الغني للفقير متى شاء، بل هي حقٌ في مال الأغنياء لقوله تعالى” وفي أموالهم حقٌ معلوم للسائل والمحروم ”
ولفت إلى أن مانع تسليم الزكاة مشرك وقد يكون في الآخرة كافر كما جاء في نص القرآن الكريم ” وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ “.
واكد العلامة شمس الدين شرف الدين أن تفعيل فريضة الزكاة كما أمر الله تعالى، كفيل باستغناء أبناء اليمن عن المساعدات الغذائية من المنظمات الدولية .. مشددا على ضرورة الصدق مع الله عز وجل والأمانة والإخلاص في تفعيل هذا الركن الأساسي من أركان الدين.
وحث رئيس رابطة علماء اليمن، اللجان المجتمعية على تحر الدقة والأمانة في حصر وجمع أموال الزكاة، بما يسهم في توفير البيانات الصحيحة عن الفقراء والمحتاجين ومصارف الزكاة الثمانية التي حددها الإسلام بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات.
واعتبر الزكاة أحد أشكال العطاء التي شرعها الإسلام لتحقيق التكافل الاجتماعي، لما لها من أهمية في تزكية النفوس وتطهير أموال الأغنياء وتعزيز روح التكافل الإجتماعي، بالإضافة إلى أنها تمثل وسيلة لإصلاح النفوس وتهذيبها من الشح والبخل وتعميق ثقافة المحبة.
كما قدم العلامة عبدالله الشاذلي نبذة مختصرة عن مصارف الزكاة في الإسلام وأولويات صرفها .. لافتا إلى أن مشروعية الزكاة في الإسلام يتجسد في تعزيز مبادئ التراحم والتكافل بين أبناء الأمة.
كما قدم مدير العلاقات بهيئة الزكاة المهام الرئيسية والفرعية للجان المجتمعية في حصر المصارف الزكوية .. مبينا أن تدشين الهيئة لأعمال لجان الحصر بمديرية الصافية بأمانة العاصمة، تجربة يمكن السير عليها.
واستعرض مدير التخطيط بالهيئة آلية كتابة استمارة وكشف الحصر واستبيان التطبيق والمتضمنة المعلومات الكافية عن احتياجات القرية من المشاريع الإنسانية والتعرف على مصادر الدخل لها وكذا مصادر موارد الزكاة فيها.