الهوية والانتماء الإيماني السلاح الأقوى لإفشال مخططات العدوان لإثارة الطائفية
التحريض على الكراهية والمناطقية ومحاولة زرع العنصرية والطائفية المقيتة، واحدة من الوسائل التي لجأ إليها تحالف العدوان لاستهداف الشعب اليمني في إطار حربه العدوانية على البلد التي استخدم فيها كل وسائل الحرب العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
يسعى العدو من وراء حربه الناعمة التي يستخدم فيها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ودعم بعض الحركات المشبوهة تحت مسميات وعناوين مختلفة لإحداث شرخ في النسيج الاجتماعي للشعب اليمني، الذي عرف بوسطيته وتسامحه وتعايشه بعيدا عن كل المسميات التي يحاول العدو اليوم تغذيتها ليتسنى له تمرير مؤامراته.
فالحركات التي يدعمها العدو تغلف مواقفها وتوجهاتها الخطيرة بشعارات براقة، لكنها في الحقيقة تعمل لخدمة الأعداء، وتنسجم مع توجهاتهم ومؤامراتهم المكشوفة على مدى سنوات العدوان.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد كشف عن هذه الفئة وتحركاتها على الساحة تحت شعارات زائفة تستخدمها كغطاء لكثير من أنشطتها، وتوظف حتى المنابر والخطاب الديني، لخدمة أهدافها ومساعيها لافتعال بؤر للصراع وبذر الخلافات داخل المجتمع.
ويلاحظ المتتبع لتلك الحركات المشبوهة النبرة التحريضية وخطاب الكراهية وسعيها لتقسيم المجتمع على أسس طائفية ومناطقية خدمة لمخططات الأعداء في تمزيق النسيج المجتمعي.
وعلى الرغم من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة ثمان سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي، إلا أنه يتمتع بالوعي الكافي الذي يمكنه من استشعار خطورة الوسائل التي لجأ إليها العدو بعد فشله في ميادين المواجهة.
التحذيرات التي أطلقها قائد الثورة في وقت مبكر من خطورة الحرب الناعمة دليل على حكمة القيادة وصحوة الشعب اليمني لمواجهة الأفكار والانحرافات التي يروج لها العدو والتي تتنافى مع ثوابت وقيم وأخلاق اليمنيين وما يتميزون به عن غيرهم من الشعوب من هوية إيمانية وعادات وتقاليد أصيلة.
من هذا المنطلق شهدت الأطر الرسمية والشعبية في المحافظات الحرة حراكا ثقافيا واجتماعيا واسعا لتوعية المجتمع بأساليب ومؤامرات العدوان، ومن أبرز هذه الأنشطة تأصيل الهوية الإيمانية الجامعة لكل اليمنيين، وتدشين برنامج الصمود الوطني الهادف إلى إحياء قيم التعاون والتكافل والإخاء بين أبناء الوطن الواحد وتعزيز وحدة الصف في مواجهة الحرب الناعمة والتصدي للأفكار الهدامة التي يحاول العدو نشرها.
وعليه فمعركة اليوم هي معركة وعي وفكر، وتتطلب من كل أبناء الشعب اليمني الاضطلاع بمسؤولياتهم في مواجهتها وإفشالها كما أفشلوا كل محاولات العدو السابقة، بتمسكهم بالهوية الإيمانية والمبادئ القرآنية، وهي نفسها الوسائل التي تشكل سلاحا ناجعا لمواجهة المخاطر المحدقة بالشعب اليمني بالأمس واليوم.
وبهذا الصدد يؤكد قائد الثورة في أحد خطاباته فاعلية الانتماء الإيماني والحاجة الكبيرة إليه لمواجهة الفتن ومساعي الأعداء للسيطرة على الشعب اليمني وتفكيكه وتقسيمه من خلال تركيزهم على أفكاره وعاداته والتغلغل في واقع حياته، تحت عناوين عنصرية وطائفية.
ويشير أيضا إلى أن أنشطة تحالف العدوان ومرتزقته على المستوى الإعلامي متنوعة، يحاول من خلالها التفريق بين أبناء البلد، الذين تجمعهم أسمى وأقدس رابطة وهي الأخوة والانتماء الإيماني، وباعتبارهم أبناء بلد واحد، إذ يحاول العدو فرز اليمنيين اجتماعيا وبناء مواقف وحساسيات وعقد لإفساد إخوتهم وتعاونهم ووحدتهم التي حالت دون تحقيق أهدافه وأطماعه طيلة السنوات الماضية.
وفي مقابل ما يقوم به تحالف العدوان من استهداف ممنهج لشعوب الأمة العربية والإسلامية خدمة للأجندات الأمريكية والصهيونية، تظل مواقف اليمن قيادة وشعبا ثابتة وراسخة في التصدي لكل مساعي التفرقة والفتنة بين أبناء الأمة تحت مختلف العناوين الطائفية والعنصرية والعرقية.
سبأ