الهوية الإيمانية اختصها الرسول لليمنيين
غمدان الشوكاني
تتجسد الهوية الإيمانية فعلياً بارتباط اليمنيين بالخالق جل وعلا والرسول صلى الله عليه وآله وسلم والدين الإسلامي وعقيدة التوحيد التي أتم الله بها النعمة لأمته وجعلها الأمة الوسط.
وينفرد أهل اليمن بالهوية الإيمانية، والقيم والمبادئ الدينية والحكمة التي وصفهم بها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، بقوله ” أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدةً الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان “.
وتعد الهوية الإيمانية قضية محورية، ومن لم يتنبه لها حتماً سيذوب في ثقافة الغرب المنحلة، كما أكد ذلك السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عندما قال “إن أعداؤنا لم ولن يتركونا على هويتنا الإسلامية وثقافتنا الإيمانية، بل يكيدون الليل والنهار، ليزحزحونا عنها”.
يقول مفتي الجامع الكبير بصنعاء العلامة عبد الله الراعي “الهوية الإيمانية هي الإنتماء والإنتساب، فيقولوا كل علم يشرق بمتعلمه، فالهوية هي مخصصة لأهل اليمن”.
ويضيف “من صفات أهل اليمن أنهم يحبون الله تعالى، كما جاء في قوله عز وجل “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم”.
الفتح مرتبط بإسلام أهل اليمن:
وأوضح العلامة الراعي أن الهوية الإيمانية، لم يترجمها شعب من الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية، كما تُترجم في أوساط اليمنيين .
وقال “إن أهل اليمن كالذهب الذي لا يصدأ عندما تشوبه الأتربة، يعودون إلى أصلهم وهذه حقيقة أبناء الشعب اليمني بتمسكهم بالهوية الإيمانية”.
ولفت إلى خصوصية اليمنيين وارتباطهم بالهوية الإيمانية .. وأضاف “إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ذكر أهل اليمن في 40 حديثاً صحيحاً ونزل فيهم آيات تتلى إلى يوم القيام وجعل الفتح مرتبطاً بإسلام أهل اليمن قال تعالى” إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِابَا “.
أرق قلوب:
وأوضح العلامة الراعي أن اليمنيين بطبيعتهم أرق الناس قلوباً وألين أفئدة وأهل حكمة، استجابوا لدين الله ولبوا نداء الله وأسلموا أفواجاً وناصروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقادوا المعارك والفتوحات إلى أرجاء المعمورة.
مكانة أهل اليمن:
فيما أشار إمام وخطيب جامع الشوكاني الشيخ عمار الربيدي إلى خصوصية أهل اليمن ومكانتهم عند المولى تبارك وتعالى والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، الذي بعث إليهم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لحبه لليمنيين ومكانتهم في قلبه كما قال ” إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن”.
وقال “هذه الخصوصية تعتبر فخراً واعتزازاً لليمنيين وارتباطهم بالقرآن والهوية الإيمانية ” .. لافتا إلى ضرورة تمسك أبناء الشعب اليمني بالهوية الإيمانية والحفاظ عليها.
بدوره أوضح إمام وخطيب جامع عثرب بأمانة العاصمة الشيخ فؤاد الضيفي خصوصية أهل اليمن في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”.
وقال “هذه مزيًة أهل اليمن السباقين إلى الإيمان، ولو لاحظنا أن الأنبياء عندما أرسلهم الله إلى الأمم، كانوا لا يؤمنون بهم إلا أفراداً وأهل اليمن آمنوا برسول الله ودخلوا في دين الله أفواجاً برسالة “.
وتطرق الشيخ الضيفي إلى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام في أهل اليمن ودعوته لهم ” اللهم بارك في يمننا وشامنا” وقوله ” إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن”.
ارتباط وثيق:
من جهته أشار خطيب جامع النور بأمانة العاصمة الشيخ لطف المطري إلى أن ارتباط أهل اليمن بالهوية الإيمانية، ارتباطاً وثيقاً .. مبينا أن درجة الإيمان أعلى من الإسلام وهذه درجة عالية يتميز بها أبناء الشعب اليمني.
وأوضح أن الهوية الإيمانية اليمنية، تتعرض لطمس في ظل الهجمة الشرسة من قبل دول العدوان السعودي الأمريكي، ما يحتم العودة لمنابع الإسلام الصافية المتمثلة في منهاج القرآن الكريم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقال “يجب علينا التسلح بسلاح الإيمان والوعي والحرص على إمتلاك الرصيد الأخلاقي والحذر من الانجرار وراء الهوية الغربية والتقليد الأعمى لأعمالهم البذيئة وما يسطروه لنا من مفاسد، حتى تصبح الأمة مائعة وهزيلة وضعيفة “.
ولفت الشيخ المطري إلى أن التمسك بالهوية الإيمانية يعزز من الصمود وتحقيق الانتصارات بعناية إلهية قال تعالى “وكان حقا علينا نصر المؤمنين”.