الهروب من الهزيمة إلى الهزائم.. بقلم / جميل مسفر الحاج
مهما يكن حجم الهزيمة، فان المهزوم لا يمكن أن يعترف بها وذلك لعدة أسباب ومنها للحفاظ على ما الوجه، وعلى معنويات وتماسك قواته وحلفائه، ويعمل بعكس ذلك عن طريق التشكيك والتضليل بعكس ما لحق به من خسائر، لرفع معنويات قواته، وتضليل الراي العام وحجب الحقيقة بقدر الإمكان.
وقد ظهر جليان استخدام هذا الأسلوب لدي دول العدوان على اليمن، فمنذ الوهلة الأولى للعدوان أعلن متحدث التحالف عن تدمير الصواريخ ومخازن الأسلحة في اليمن بنسبة 90%، وكان ما يحدث هو استهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحق الأبرياء.
ومع مرور سنوات العدوان شمر اليمنيون عن سواعدهم وفوعلت العقول، لتخترع وتنتج أسلحة رد وردع واستخدامها في عمليات الرد، وقد أثبتت الأيام جدوائيتها وتأثيرها على العدو، وكان لها الأثر البالغ في تدمير منشاءاه وقواعد وجنود ومرتزقته العدو.. ناهيك عما انجزه مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات من عمليات اقتحام وسيطرة وتنكيل وتدمير عتاد وسلاح العدو وتكبيدة خسائر فادحة في صفوف جنوده ومرتزقته.
وفي الوقت الحاضر قلب الجيش واللجان الشعبية المعادلة العسكرية، وأصبحوا هم من يبادرون ويهاجمون داخل عمق دول العدوان، بضرب القواعد العسكرية والمطارات ومنشاءاه نفطية واقتصادية عدة وصل تأثيرها إلى دول العالم، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية للسعودية.
وفي الميدان كانت عملية نصر من الله في محور نجران هي الأعنف والأكثر تأثيرا من حيث الخسائر في الأروح والعتاد لدول العدوان ومرتزقتهم، الإلف من الجنود السعوديين والمرتزقة سقطوا قتلي وأسرى، خمس مائة مدرعة وآلية حديثة أصبحت غنايم للجيش واللجان الشعبية ونفس العدد تم تدميره وأعطابه، واستعادة أكثر من خمس مائة كيلومتر مربع في محور نجران.
كل ذلك جزء مما أظهره الأعلام الحربي عبر القنوات التلفزيونية، وهو الشيء القليل لما رصدته وثقته عدسات رجال الإعلام الحربي، ساعات من مشاهد العمليات العسكرية التي تم بثها عبر قناة المسيرة، بينت مجريات العملية القتالية والخسائر التي تكبدها العدو وحجم العتاد الذي تم اغتنامة وتدميرة، والانهيار الكامل واستسلام ألاف من جنود ومرتزقة دول العدوان.
وكما تعودنا تظهر دول العدوان لتهرب من الهزيمة تارة بالإنكار وتارة بالتقليل من حجم الخسائر وتارة بالتشكيك والتظليل للراي العام.. رغم أن الحقائق واضحة وجليه وموثقة بالصوت والصورة، وأنكارها فضيحة وهزيمة آخري.. وبهذا التهرب فقد وصل العدو إلى أبعد مما وصل ألية بني إسرائيل حينما طلبوا من موسي أن يرو الله بالعين، أما دول العدوان ومن يدور في فلكهم فهم ينكرون رغم مشاهدة ما وثقته العدسات بالصوت والصورة لما لحق بقواتة من خسائر وانهزام.