الهدنة في شهرها الأخير دون تنفيذ..لا عهد لتحالف العدوان
انتهى الشهر الأول من الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في بداية أبريل الماضي وحددتها بمدة شهرين، وبدأ الشهر الثاني دون أن يلتزم تحالف العدوان بأي من بنود الهدنة، إذ لم يستقبل مطار صنعاء أي رحلة جوية ما أدى إلى استمرار معاناة آلاف المدنيين المرضى الذين كانوا ينتظرون السفر للعلاج ، والحال نفسه بخصوص ميناء الحديدة الذي ما زال محاصراً من قِبَل تحالف العدوان الذي حاول الالتفاف على بند الميناء بإطلاق سفن نفطية تابعة للقطاع الخاص، مع استمراره في احتجاز سفن المشتقات المخصصة للاستهلاك العام، وإطلاقها بالتقطير.
وقد أعلن المبعوث الأممي هانس بروندبرغ التوصل إلى الهدنة الإنسانية في 1 إبريل الماضي، وأعلن بدء سريانها في 2 من الشهر نفسه، وتتضمن بنود اتفاق الهدنة “تيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع”. كما تضمنت بنداً يخوّل المبعوث دعوة الأطراف إلى عقد اجتماع للاتفاق على فتح الطرق بين المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن”.
انقضى الشهر الأول من الهدنة دون أن يلتزم تحالف العدوان ببند واحد من بنود الهدنة، ما عدا سماحه بإطلاق بعض السفن التي تحمل المشتقات النفطية متّبعاً سياسة التقطير في تنفيذ البند، إذ انتقى بعض السفن التابعة للاستهلاك الخاص وقام بإطلاقها، في مقابل استمرار احتجاز سفن الاستهلاك العام، ثم سمح بوصول بعضها إلى ميناء الحديدة ولكن بعد فترات احتجاز طويلة، فيما لم يستقبل مطار صنعاء أي رحلة جوية منذ بدء سريان الهدنة.
أما في الشق الميداني فاستمر تحالف العدوان في ارتكاب الخروقات العسكرية والأمنية بشكل يومي دون توقف، وبلغ عدد الخروقات العسكرية – والتي من بينها تحليق الطيران والقصف المدفعي والزحوفات الميدانية – أكثر من 4 آلاف خرق خلال الشهر الأول الذي انقضى من الهدنة.
وعلى الرغم من إعلان تحالف العدوان السعودي الأمريكي، مطلع الشهر الماضي ترحيبه بالهدنة، ورغم البيانات الأمريكية والبريطانية والخليجية المرحبة بالهدنة ، لكنه رفض الالتزام بأي من بنودها، وحاول بالتزامن ترويج دعايات وأضاليل تتعلق بتفاصيل بنود الهدنة ووضع تعقيدات أمامها منذ اليوم الأول متوهماً بأن ذلك سيتيح له فرصة التنصل عن التنفيذ، وإزاء الخروقات والتنصل السعودي الفاضح للهدنة .
التزم المبعوث الأممي هانس بروندبرغ الصمت المتواطئ إزاء الارتداد السعودي عن الهدنة، بل حاول القفز على القضايا الأساسية للهدنة إلى موضوع الطرقات التي أشارت اتفاقية الهدنة إلى أن المبعوث سيدعو الأطراف لاجتماع لمناقشة فتح الطرق بين المحافظات.
لا يختلف تعاطي تحالف العدوان مع الهدنة الحالية عن تعاطيه مع الهدن في المرات السابقة، على الرغم من توافر فرص التنفيذ وأرضياتها بشكل أكبر مما كان في الماضي، لكنه ذهب لاستغلال الهدنة في ترويج الأكاذيب والأضاليل، وفي ترتيب أوراقه وأوضاع أدواته ومرتزقته بتشكيل ما أسماه المجلس الرئاسي، متنصلاً عن كل البنود التي تضمنتها الهدنة، مع استمراره في الخروقات العسكرية والأمنية وبشكل يومي.
وإزاء التنصل والنكوص السعودي في تنفيذ الهدنة صرّح عضو الوفد الوطني عبدالملك العجري ليلة أمس بأن كل يوم يمر من عمر الهدنة يغلق نافذة من النوافذ المشرعة للسلام، وأضاف “كنا نريد الهدنة فرصة للتقدم للأمام وحسم الملفات المتعلقة برفع الحصار ووقف الحرب، إلا أن دول العدوان حولتها لانتكاسة أعادت السلام إلى مربعات مظلمة”.
وقال العجري “واضح أن هناك سوء تقدير لموقفنا وقريباً سيدركون خطأهم لكن بعد فوات الأوان”، وجاءت تصريحات العجري بعد انقضاء الشهر الأول وبدء الشهر الثاني من عمر الهدنة التي ارتد العدوان عنها منذ اليوم الأول، وتوضيحاً للموقف بشأن الهدنة التي تعد اختباراً أخيراً أمام تحالف العدوان.
على تحالف العدوان أن يدرك بأنه أمام اختبار أخير وأن تفويت فرصة الهدنة سيغلق باباً كان متاحاً أمامه للخروج من ورطته في العدوان على اليمن، وكما أنه يفوت فرصة الهدنة فهو يفوت فرصة مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس المشاط في 26 مارس، وهي التي أتاحت له مخارج سهلة من الورطة التي أوقع نفسه فيها بحربه الإجرامية على اليمن.
افتتاحية الثورة