الهدنة في اليمن استراحة ماكر مؤقتة
لم تكن الهدنة في اليمن التي أعلن عنها تحالف العدوان، والمقدرة بشهرين، تم فيها قبول بالشروط التي فرضها أنصار الله، ايقاف العدوان ورفع الحصار، وشكلت الهدنة لتحالف العدوان ملاذاً لتغطية فشلهم العسكري، الممتد لسبع سنوات من عدوانها على اليمن استخدمت فيها أحدث المعدات الحربية، حيث ارتكبت خلالها أكبر المجازر بحق الشعب اليمني الاعزل، من الاطفال والنساء والشيوخ، لم يترك تحالف العدوان شيء إلا واستهدفه ودمره تدميرا.
لو تعمقنا في البعد الحقيقي في مكر تحالف العدوان في إعلان هدنه قصيرة المدى حددت بشهرين، ولماذا لم تكن هدنه طويله المدى، تعتقد السعودية بإنها تستطيع ترتيب أوراقها المبعثرة في هذه الفترة القصيرة، وقد بدأت فعلاً في لملمه فشلها الذريع، لتحافظ على كبرياءها المدنس، حين إتجهت صوب الكشف عن أول خيطوها الماكرة، في تشكيل مجلس رئاسي، يتكون من سبعه أعضاء، لماذا سبعة أعضاء؟ سوف نتناول ذلك، لو أخذنا كل شخصية من شخصيات المجلس الرئاسي المشكل في وقت قياسي، نجد إن جلهم قيادات عسكرية، وهذا ما يجعلنا ندرك المخطط الجديد للسعودية، حيث تسعي السعودية إلى توحيد القيادات العسكرية تحت قيادة واحده، من خلال ما يعرف المجلس الرئاسي العسكري، وكل قائد منهم يمتلك ألويه ومعسكرات، مزود بأحدث المعدات الحربية المتطورة، لو أردنا عن نفكك الرموز الخفية الماكرة للهدنه، نجد بأن السعودية مجبورة أن تتجه نحو هذا من أجل شرعنه أفعالها الشيطانية الإجرامية.
قد لا نجد تبريرا أعمق من هذا، عندما نتحدث عن هدنه تحتوي على مكر وخداع، ولكن المكر والخداع لا ينطوي على قيادة أذلت وكسرت شوكت العدوان، خلال سبع سنوات من العدوان، مهما رسمت وخطط السعودية فإنها سوف تذوق من كأس المكر التي تعده، إذا كانت تعتقد إنها تستطيع أن توحد كل المليشيات تحت سقف واحد يضم كل ما يعرف (القاعدة – داعش – ألوية العمالقة – ألوية الجمهورية – الحزام الامني – مليشيات الحراك الجنوب – مليشيات الاصلاح – المقاومة التهامية، وغيرهم من المليشيات( مهما كانت النوايا المُبطنه للسعودية فلن تكون أفضل من سابقتها.
لنكون أكثر وضوحاً عندما نتحدث عن هدنه من الوهم، هدنة من المكر والخداع، إذا كانت من شروط الهدنة السماح بدخول المشتقات النفطية، نجد إن هناك صوت قادم من بعيد وهذا الصوت صادر من تجار الحروب، ممن يجدون في المشتقات النفطية مغنم كبير فهم الرابحون الأكبر من استمرار العدوان، ويمثلون الوجه الأخر للعدوان في الداخل والخارج، لو عدنا إلى زمنية الهدنة وهي شهرين!! ومنذ تفعيلها لم تدخل إلا بعض السفن، والبقية لم يتم لها السماح، ولو توجهنا إلى مقارنه بسيطة قبل الهندنه وبعدها فلم يتغير شيء، حتي مطار صنعاء لم يفتح أو يستقبل أي طائرة ركاب، على الرغم من استقباله طائرات الأمم المتحدة، وهذا ما يؤكد جهوزيته في استقبال الرحلات، وعلى الرغم من إعلان وقت استقباله للطائرات، ولكن لم يحصل ذلك، ولم نشاهد بوادر الهدنة، إلا طلوع الناطق الرسمي لما يطلق عليه مجلس رئاسي، أن أنصار الله يحاولون تهريب خبراء من أيران وحزب الله، وتجلت مكر الهدنه عندما تحدث ناطق وزارة الدفاع في جيش المرتزقة أنهم سوف يدخلون صنعاء بالحرب أو السلم، وهذا أحد رموز الهدنة الماكرة.
نستبعد كل البعد النوايا الصادقة لقرن الشيطان، كما إننا نستبعد كلياً على التزاماتها بالمواثيق والعهود، كونهم ينحدرون من يهود آل سلول، واليهود لا مواثيق ولا عهود معهم، لو كانوا فعلاً يحملون ذرة من الإسلام ما ارتكبوا أكبر المجازر بحق الابرياء، لو كانت نواياهم سليمة كانوا اتجهوا إلى دعم الاقتصاد بدل توجههم إلى دعم المجال العسكري، هنا نجد خبث ومغزي الهدنة الماكرة، التي لم نشاهد منها إلا ما تبحث عنه السعودية في تحقيق مأربها الخبيثة، مهما خططت ومكرت فإنها لن تفلح في ذلك.
عبدالكريم الأكوع*
* المصدر : رأي اليوم