الهدنة الأممية في اليمن تدخل منعطفا حاسما
على عتبة انتهاء النصف الأول من التمديد الثالث للهدنة الأممية دون الوصول الى اتفاقات نهائية في ملفات حاسمة لاستمرار الهدنة ، صرف مرتبات موظفي الدولة ، توسيع وتحديد وجهات السفر من والى مطار صنعاء الدولي والكف عن احتجاز سفن الوقود الواصلة الى ميناء الحديدة ، حيث تقبع 5 سفن نفطية وسفينة غاز محتجزة قبالة جيزان.
تقول مصادر مطلعه ان اجتماعا حاسما في ملف الرواتب سينعقد في الثاني سبتمبر وبنتائجه تتضح الملامح إذا كان هناك اتفاق من عدمه ، صنعاء تعتبر من طرفها صرف رواتب موظفي الدولة ملفا حاسما لبقاء الهدنة حتى وان ذهبت الأمور بإيجابية في الملفات الأخرى توسيع وجهات السفر او سلاسة دخول سفن الوقود الى ميناء الحديدة .
وفي ملف النقل عصب الشق الإنساني للهدنة تقول مصادر وزارة النقل ان هناك اتفاق بنسبة ثمانين بالمائة حول الوجهات الأخرى التي سيفتح اليها ، ومن بين الوجعات الأساسية التي تصر عليها صنعاء الوجهة الهندية باعتبار تقدمها الطبي وحاجة المرضى للسفر اليها للعلاج ، ووجهة القاهرة وفي هذه الأخيرة تحديدا يقول وزير النقل إن المباحثات مع الجانب المصري مستمرة دون التنبؤ بموعد محدد لإعادة تفعيل وجهة القاهرة بعد رحلة واحدة يتيمة أقلت نحو مئتي مسافر جلهم مرضى ،
الوفد العسكري المفاوض ربط تنفيذ أي خطوات عسكرية تتصل بالهدنة الأممية بالمضي في صرف الرواتب وتوسيع وجهات السفر الى مطار صنعاء ، باعتبار الشق الإنساني هو أنبنت عليه الهدنة ، وإزاء هذا الموقف اعلن وفد الطرف الاخر انسحابه من مفاوضات عمان في مؤشر على وجود نوايا تلاعب من قبل مرتزقة التحالف السعودي الأمريكي في هذين الملفين .
يدرك مرتزقة التحالف من المليشيات المحلية ان الأمور تتفلت من بين أيديهم ، وان قادة العدوان الخارجي يذهبون في اتجاه مهادنة صنعاء ان لم يتم التوصل الى سلام ، مع بلوغ الخيارات العسكرية مرحلة العقم ، انسحاب وفدهم من مفاوضات عمان محاولة لوضع العصي في العراقيل ، لكن حلقة التلاعب تضيق على المرتزقة ورعاتهم .
بحسب محللين فإن الولايات المتحدة الامريكية لا تريد تسخين الملف اليمني مجددا خاصة في ظل الصدام المحتدم مع روسيا وسخونة الأوضاع مع الصين ، يضاف الى ذلك عجز المرتزقة المحليين والأدوات الإقليمية السعودية والامارات عن حسم الملف اليمني عسكريا لصالح الولايات المتحدة وأمن ” إسرائيل ” ، لكنها في الوقت ذاته لا تريد رفع سيف الحصار عن رقبة صنعاء باعتبار ذلك الورقة الأخيرة في يدها بعد سقوط الورقة العسكرية والورقة السياسية نتيجة انفتاح عدد من الدول على حكومة صنعاء ومد جسور العلاقة معها خارجا عن إرادة الولايات المتحدة .
يقول رئيس حكومة الانقاذ في صنعاء إن الدعوة الروسية التي تلقتها حكومته لزيارة الوفد الوطني هي أوضح مؤشر على تغير المزاج الدولي تجاه الوضع في اليمن ، ويكشف الدكتور عبد العزيز بن حبتور عن تلقي حكومة الإنقاذ اتصالات ورسائل من عدة أطراف دولية ترغب في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع صنعاء وإعادة فتح سفارتها في اللحظة التالية لرفع الحصار .
وفي هذا السياق يشير محللون الى وجود قلق امريكي حقيقي من تغير المزاج الدولي تجاه الوضع في اليمن وخاصة لجهة العلاقات المتنامية بين صنعاء وروسيا حيث اثارت زيارة كبير مفاوضي صنعاء محمد عبد السلام الى موسكو بدعوة منها قلق الولايات المتحدة .
ويرى هؤلاء ان الظهور الأمريكي في جنوبي اليمن يمثل رسالة أمريكية الى الدول المناهضة للولايات المتحدة بان الصدام سيكون معها وانه من المبكر تجاوزها في اليمن ، لكنه في الوقت ذاته ظهور يعكس قناعة أمريكية بعجز الأدوات المحلية عن تحقيق الأهداف الامريكية دون ظهورها بشكل علني على المسرح اليمني .
تؤكد صنعاء الا اتفاق في الربع الساعة الأخيرة بل يجب ان يسبق ذلك بوقت كاف ليتنسى مناقشة كل التفاصيل والولوج الى الهدنة باتفاق واضح وجدول تنفيذي ، في الهدنة الأولى عرقلت التفاصيل الفنية فتح مطار صنعاء لما يزيد عن الشهر ، الولايات المتحدة ستكون مضطرة الى النزول عن الشجرة والقبول باشتراطات صنعاء او معظمها للإبقاء على الهدنة ، فليس امامها خيار اخر ، في ظل تأكيد من طرف صنعاء ان هذا هو التمديد الأخير مالم يتم الاتفاق على صرف الرواتب وتفتح وجهات جديدة للسفر من والي مطار صنعاء .
بالأمس أعلنت الهيئة العامة للطيران عن فتح خط جيبوتي صنعاء وذلك مؤشر على تقدم إيجابي في ملف النقل وتوسيع وجهات السفر يتبقى الملف الأهم صرف رواتب موظفي الدولة حيث الاجتماع الحاسم الجمعة فإما اتفاق وتمضي الهدنة نحو تمدي قادم واما تعنت وبالتالي تنفتح الأمور على متغيرات مفصلية لن تكون اليمن ساحتها فقط ، خاصة والعالم يشهد ازمة طاقة حادة ومواجهة مفتوحة بين الأقطاب الدولية الكبرى
تقرير/إبراهيم الوادعي