“الهجرة النبوية.. العناية الإلهية والأخذ بالأسباب”في فعالية نوعية لرابطة علماء اليمن بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة
أقامت رابطة علماء اليمن بمقر مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية بالعاصمة صنعاء اليوم الأحد فعالية تحت عنوان “الهجرة النبوية.. العناية الإلهية والأخذ بالأسباب” بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم.
الفعالية التي حضرها نخبة من علماء اليمن تطرقت إلى أهمية هذه المناسبة العظيمة على الأمة الإسلامية.. تلك الهجرة التي صنعت التاريخ الإنساني ومحت قوى الظلام والكفر بنور الإسلام الذي لا يغيب..
افتتحت الفعالية بآي من الذكر الحكيم أعقبها كلمات المشاركين في الفعالية من العلماء الأجلاء التي تطرقت في مجملها إلى أن الهجرة النبوية الشريفة تضحية كبيرة من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن صحابته المهاجرين الكرام مشيرين إلى أن الرسول الكريم أخذ بالأسباب تحت عناية ورعاية الله سبحانه وتعالى.
وكان أول المتكلمين في الفعالية العلامة محمد مفتاح عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن، مهنئاً ومباركاً ما يسطره الله لعباده على أيدي المجاهدين الأبطال من أبناء الشعب اليمني المؤمن الحكيم، ثم أعقب ذلك كلمة للدكتور العلامة خالد القروطي عضو رابطة علماء اليمن تطرق فيها إلى أحد محاور الفعالية وهو الأخذ بالأسباب.
أما ثالث المشاركين فقد كان العلامة عبد المجيد الحوثي نائب رئيس رابطة علماء اليمن حيث أشار في مشاركته إلى أن تلك العقليات التي حاصرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي نفسها تلك العقليات التي تحاصر اليمن الآن، وأن مكة مثلت مرحلة ثبات وصمود وتحدي وإصرار للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمدينة كانت نتاج مرحلة مكة.
وأشار إلى أن محاربة دعوة السيد حسين بدر الحوثي شبيهة بمحاربة كفار قريش لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم حاربوه حينما كان ضعيفاً مستضعفاً في أوساطهم.. ولما صارت له القوة قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم..
وأما آخر المشاركين فقد كان العلامة رضوان المحيا رئيس المجلس الشافعي الإسلامي والذي تطرق في مشاركته إلى السر في اختيار المدينة المنورة عاصمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وما بعده.
واختتمت الفعالية بتلاوة البيان الختامي الصادر عن الفعالية، تلاه السيد العلامة عبد السلام عباس الوجيه الأمين العام لرابطة علماء اليمن، فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
رابطة علماء اليمن
بيان فعالية : الهجرة النبوية .. العناية الإلهية والأخذ بالأسباب
الحمد لله القائل : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) والصلاة والسلام على رسول الله المهاجر والمجاهد في سبيل الله إعلاءً لكلمة الله ونصرة لدينه وإقامة للقسط في أرضه وتبليغاً لرسالته الخاتمة إلى العالمين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار ورضي الله عن صحبة الأخيار من المهاجرين والأنصار.
وبعد: تأتي ذكرى هجرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، وطغاة العالم لا يزالون يمارسون القتل، والتدمير، والظلم، والعدوان، والبغي بحق أبناء وأحفاد الأنصار، من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((المحيا محياكم والممات مماتكم)) والقائل فيهم: ((فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرءًا من الأنصار، ولو سلك الناس شعباً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار)).
ونظراً للأهمية الكبرى لهذه المناسبة الإسلامية العظيمة، وحرصاً من رابطة علماء اليمن على إحياءها واستلهام دروسها، وتلمس عبرها بإقامة هذه الفعالية، فإنها تتشرف بتقديم التهنئة الخالصة للشعب اليمني الصامد الصابر المجاهد ،ولرجال الرجال في الجبهات والثغور بقدوم العام الهجري الجديد، راجية المولى جل وعلا أن يجعله عام فرح بنصره ليمننا وأمتنا على قوى البغي والاحتلال، وأئمة الكفر والطغيان، قال تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وتؤكد الرابطة على التالي:
أولًا: أن الهجرة النبوية محطة من المحطات الإسلامية التاريخية، التي تعتبر رافدًا وإشعاعاً لتنوير الأمة، والنهوض بها من خلال السير على خطى رسول الله، والاقتداء به في إقامة دولة الحق والعدل، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
ثانيًا: تدعو الرابطة الأمة العربية والإسلامية إلى العودة الجادة والصادقة والمسؤولة إلى سيرة رسول الله، وأخلاقه والتأسي به في السلم والحرب/ والمنشط والمكره، والعسر واليسر، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
ثالثًا: تحذر جميع المسلمين من مكائد أئمة الكفر، ومكر دول الشرك التي تمارس ما مارسته قريش بالأمس من التآمر، والكيد، والتحالف على الإسلام والمسلمين، مستعينة بنظام قرن الشيطان، وفتاوى شيوخ نجد، وتحالف الأعراب الأشد كفراً ونفاقاً، والأشد هرولة إلى التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتنفيذ مخططات أمريكا ودول الغرب.
رابعًا: تشيد الرابطة بالدور الجهادي الكبير للجيش واللجان والشعبية، وتعتبر جهادهم ضد قوى البغي والعدوان جهاداً مقدساً وعادلاً ومشروعاً، وتحث جميع أبناء الشعب اليمني على المزيد من الوعي، والصبر والمصابرة لينالوا بذلك مجد الدنيا وفلاح الآخرة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
خامسًا: تثمن الرابطة مسارعة الشعب اليمني رجالاً ونساءً وأطفالاً لتقديم الدعم السخي للبنك المركزي اليمني، الذي أظهر الصورة المشرقة والمشرفة لأبناء المهاجرين والأنصار، الذين ساروا على خطى أجدادهم من الأنصار، الذين قال فيهم الحبيب المصطفى: ((إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع)) وأشاد بعطاءهم وسخاءهم القرآن بقوله: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
سادسًا: نؤكد على وجوب الاقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في إحياء معاني وقيم الأخوة الإسلامية، ونبذ كل دعوات التفرقة والعصبية والمناطقية، والارتقاء بأبناء الأمة إلى مصاف أولئك الأفذاذ والعظماء من آل البيت عليهم السلام ، والصحب الكرام من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم.
سابعًا: تحمل الرابطة وزارة الأوقاف والإرشاد، ووزارة التربية والتعليم، والمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية مسؤولية تحصين الأجيال، ومواجهة الغزو الفكري، ومشاريع الفتنة، ودعوات التكفير، والتضليل، والتفسيق، والتبديع التي طرأت على الساحة العربية والإسلامية عامة، وعلى الساحة اليمنية على وجه الخصوص، وتدعو وزارة الأوقاف والإرشاد إلى إعادة الدور المفقود والمغيب للمساجد، وتنقيتها من دعاة الفتنة والتكفير والتدجين، والإشراف والرقابة الفاعلة على الخطاب الديني وترشيده، بما يسهم في مواجهة العدوان، والنهوض بالأمة لأداء دورها الرسالي والجهادي.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الأمة إلى الاقتداء بسيرة وسنة ورسالة صاحب الهجرة النبوية صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأن يجعل هذا العام عام نصر، وعزة، وتمكين للمؤمنين، وأن يثبت أقدام المجاهدين والمرابطين في جبهات الدفاع عن الأرض، والعرض، والشرف، والكرامة، وأن يرحم شهداءنا، ويشفي جرحانا، ويفك أسرانا، ويرد مفقودينا، ويهلك ويذل ويخزي أعداءنا، أعداء الدين، إنه سميع مجيب.