أحياء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات امس الاثنين 15/5/2023 الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية في الوقت الذي يخوض فيه النكبة بكافة فصولها يوميًا في مناطق متفرقة من الضفة والقدس وقطاع غزة، حيث يمارس الاحتلال كافة أشكال التنكيل والجرائم من سياسات التطهير العرقي والتهجير ومصادرة الأراضي وهدم البيوت والإعدام الميداني والاجتياحات والتضييقات على الشعب الفلسطيني.
النكبة هذا العام وبالرغم من كافة الجرائم التي يمارسها الاحتلال الا أنها جاءت بنشوى الانتصار، وخاصة بعد أن خاض مقاتلو سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حربًا تكتيكية أرضخت الاحتلال وجعلته يدفع الثمن ويستجدي التهدئة، وأوصلت رسالة بأن الجرائم التي يقترفها لا يمكن أن تمر دون محاسبة.
جهاز المركزي للإحصاء أصدر تقريرًا بشأن اللاجئين، حيث أكّد أن عدد اللاجئين المسجلين لدى الأونروا في كانون الأول عام 2020، بلغ حوالى 6.4 مليون لاجئ فلسطيني، منهم نحو مليونين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
إحصائيات
وأوضح “الإحصاء”، لمناسبة الذكرى الـ75 للنكبة التي تصادف في الخامس عشر من أيار أن حوالى 28.4% من اللاجئين المسجلين لدى “الأونروا” يعيشون في 58 مخيمًا رسميًا تابعًا لها، تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.
وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 “حسب تعريف الأونروا” ولا يشمل أيضًا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلًا.
النكبة تطهير عرقي
وقد شكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت من عملية تطهير عرقي حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد 957 الف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، حيث انتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلًا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي خضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي عام النكبة، وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.
وسيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، حيث تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 51 مجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، وما زالت المجازر مستمرة حتى يومنا هذا.
تضاعف الفلسطينيون نحو 10 مرات بلغ عدد السكان في فلسطين التاريخية عام 1914 نحو 690 ألف نسمة، شكلت نسبة اليهود 8% فقط منهم، وفي عام 1948 بلغ عدد السكان أكثر من مليونين حوالى 31.5% منهم من اليهود، وتدفق بين عامي 1932 و1939 أكبر عدد من المهاجرين اليهود، وبلغ عددهم 225 ألف يهودي، وتدفق على فلسطين بين عامي 1940 و1947 أكثر من 93 ألف يهودي، وبهذا تكون فلسطين قد استقبلت بين عامي 1932 و1947 ما يقرب من 318 ألف يهودي، ومنذ عام 1948 وحتى عام 2022 تدفق أكثر من 3.3 مليون يهودي.
ورغم تهجير نحو مليون فلسطيني عام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الاجمالي في العالم 14.3 مليون نسمة في نهاية عام 2022، ما يشير الى تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948 حوالى نصفهم (7.1 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.7 مليون في المناطق المحتلة عام 1948).
مئة ألف شهيد منذ نكبة 1948
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو مئة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى 31/12/2022 حوالى 11,540 شهيدًا.
ويشار إلى أن عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، وسقط خلاله 2,240 شهيدًا منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال عام 2022 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 231 شهيدًا منهم 56 شهيدًا من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 10 آلاف جريح.
وقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي 4,900 أسير حتى نيسان عام 2023 (منهم 160 أسيرًا من الأطفال، إضافة إلى 31 أسيرة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال عام 2022 باعتقال حوالى 7,000 مواطن في كافة الأراضي الفلسطينية من بينهم نحو 882 طفلًا و172 سيدة، فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري بحق مواطنين لم توجه لهم أي تهمة 850 أمرًا.
كما تشير البيانات الى وجود 554 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و1000 معتقل إداري.