النظرة الصحيحة والخروجُ عن المألوف…بقلم/محمد أمين الحميري
ليس كُـلُّ مألوفٍ من الأفكار والمواقف صحيحاً، وليس بدين أَيْـضاً كما يتصور البعض، بل من هذا المألوف الذي اعتاد عليه الناس ما هو غير صحيح، كما أنه ليس بدين، ولو كان المتمسك به من عِليَّة القوم المحسوبين على جيل الصحوة وإلى العلم والثقافة ينتسبون!
ولهذا فالعاقل الواعي المستنير هو من يتمرد على الكثير من المألوف الذي عطّل العقولَ عن التفكير السليم، وكبّل الإنسان عن التفاعُلِ مع مجريات الواقع وأحداثه بشكل سليم، ليس بدافع الهوى والمزاج، وإنما لأَنَّ هذا المألوف يتصادم مع العقل والمنطق، ولا ينُمُّ للدين الحق بصلة.
ومما يزيد من أهميّة التحرّر واليقظة، هو أن الكثير من الحقائق التي تتجلى اليوم في مختلف القضايا أثبتت وأكّـدت أن النظرة الصحيحة على خلاف ما اعتاد عليه الكثير، واعتبروه من الثوابت والمُسَلمات، التي لا يجوز المساس بها، أَو مخالفتها.
وهذا مما ينبغي أن تفكر فيه الأجيال اليوم، والسعي لعمل ثورة فكرية على مختلف القناعات التي تحد من دور الإنسان وفاعليته، وتجعله منحازاً إلى المواقف الخاطئة والتشبث بها، ولو أودت به إلى التهلكة.
ولسلامة التفكير والتغيير في هذا المسار، هناك مرجعيات معتبَرة لقياس مدى صحة الفكرة والسلوك من عدمه، ومن هذه المرجعيات القرآن الكريم وهو الأَسَاس، وكل تراث فكري أَو علمي لا يتصادم مع القرآن، إلى جانب الفطرة السليمة وأيجديات المنطق والعقل ونواميس الكون، التي تساعد الإنسان على معرفة الأمر، هل هو صحيح أم خطأ؟.