النصر يلوح في الأفق.. وأسرانا كانوا أقوى من سجانيهم
يأتي الإفراج عن أسرانا العظماء اليوم الجمعة، والتي شملت 250 أسيرا ضمن صفقة تبادل شملت 706 أسيرا ومعتقلا في سجون العدوان ومرتزقته، في الوقت الذي يحتشد ملايين اليمنيين في الساحات والميادين نصرة للقدس في يومها العالمي.
كما أن وصول أسرانا إلى صنعاء الكرامة والتاريخ العصية على الغزاة بحضور قيادات الدولة الذين كان في طليعتهم رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس ومدير مكتب الرئاسة والوزراء والقيادات العسكرية والمدنية، يعد انتصارا كبيرا بكل المقاييس، والشكر لله أولا ثم للقيادة الثورية التي أولت اهتماما كبيرا بملف الأسرى.
صنعاء مفتوحة للجميع
ولاقى هذا الحدث العظيم ارتياحا شعبيا ورسميا لدى أبناء الشعب اليمني، حيث أكد أعضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، أن المصالحة اليمنية هي مقدمة على المصالحة مع أطراف العدوان الأجنببة، مشيرا إلى أنه سيتم التفاوض في شهر شوال المقبل على الإفراج عن كل الأسرى ” الكل مقابل الكل”، لافتا إلى أن أيادي العدوان رأوا في الأخير أنه ليس لهم كلمة فالأفضل لهم أن يعودوا إلى صنعاء فصنعاء مفتوحة للجميع والوطن يتسع للجميع وسيكون الجميع شركاء من المهرة إلى صعدة.
إنجازا كبيرا
فيما أكد عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي أن هذا اليوم هو انجاز كبير حقق فيه المفاوض اليمني استحقاق إنساني، لافتا إلى أن نجاح صفقة الأسرى دليل على التزامنا بتعهداتنا وهي إثبات عملي بأن أقوالنا أفعال.
وأشار عضو السياسي الأعلى إلى أن صفقة الأسرى هي انفراجة وبداية لعملية تبادل ” الكل مقابل الكل”، مبديا تفاؤله بأن هذا العام سيكون إن شاء الله عام السلام للشعب اليمني الصامد وعام الفطام لمن عاشوا على الحرب وقتل الشعب اليمني مقابل المال.
أسرانا أقوى من سجانيهم
و أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد، أن أسرانا كانوا أقوى من سجانيهم في صبرهم وتقييمهم ومعرفتهم لعظمة المسيرة التي ينتمون إليها والموقف الذي هم فيه وهو موقف الحق ، موقف الدفاع عن الشرف والعرض ولذلك ضحوا وتحملوا، مشيرا إلى أن صبر الأسرى يعطينا درسا أنه مهما كانت المعاناة فهي في نهاية المطاف ستنتهي إلى الفرج والنصر.
النصر يلوح في الأفق
فيما علق رئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان، بالقول: اليوم نستقبل الأسرى الذين طال الانتظار لهم وطالت معاناتهم ومعاناة أسرهم، مشيرا إلى أن الأسرى قدموا أصدق وأشجع المواقف ونحمد الله ونحن نرى النصر يلوح في الأفق ونرى أسرانا يخرجون وهم رافعين رؤوسهم بكل عزة.
وأكد أبو نشطان أن الشعب اليمني اليوم يحاور حوار الشرفاء وحوار المنتصر الواثق بنصر الله وقيادته الثورية الصادقة التي صنعت هذا النصر بعد الله وعونه، لافتا إلى أن مشاعرنا تسكب العبرات ونحن نرى شمل أسرانا يلتم بأهاليهم ويعودون إلى وطنهم رافعي الرؤوس، مشيرا إلى أن تضحيات الأسرى ودماء الشهداء والجرحى خرجت اليوم إلى النور وأثمرت عزا ونصرا.
نصرا كبيرا للشعب اليمني
وحول انطباع القيادة السياسية بهذه المناسبة أشار الأمين العام للمكتب السياسي لأنصار الله فضل أبو طالب، إلى أننا نشعر بفرح كبير وسعادة غامرة في هذا اليوم العظيم في استقبال الأبطال العظماء الذين قاتلوا وضحوا في سبيل البلد و الشعب، مؤكدا أن الأسرى قاتلوا قتال الأبطال وصبروا صبر الأبطال في سجون العدو، معتبرا هذه الصفقة نصرا كبيرا للشعب اليمني الصامد الذي ضحى وعانى في سبيل قضيته وحريته واستقلاله.
ملف الأسرى استحقاق انساني
وأوضح وزير حقوق الإنسان علي حسين الديلمي، أن ملف الأسرى استحقاق إنساني وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها بشكل كامل، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تتراجع حسب ما تتطلبه قوى العدوان كما كما حصل في المرات السابقة.
وشدد الديلمي على إغلاق ملف الأسرى بشكل كامل ونحن جاهزون لصفقة ” الكل مقابل الكل”، داعيا الطرف الآخر إلى التعامل مع ملف الأسرى بشكل إنساني خاصة وأن التأخير في هذا الملف له تداعيات على أسرهم.
خطوة إنسانية عظيمة
ويشير محللون سياسيون إلى أن الافراج عن المئات من أسرى الحرب من الجانبين، جاء خطوة إنسانية عظيمة، تكرس أرضية ضرورية من الثقة، ربما تقود إلى اتفاقات أخرى، واللافت أن هذه المفاوضات، والمرونة التي عكستها من قبل الطرفين المتفاوضين، برعاية وسيط عُماني محايد وكتوم، وصاحب خبرة طويلة، ونوايا طيبة، كانت عربية أولا بعيدا عن الوسطاء الدوليين، أو ممثلي الدول العظمى، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، مما أدى إلى تحقيق هذا الإنجاز الكبير، فهؤلاء الوسطاء الذين بذرت دولهم بذور هذه الحرب تحت عناوين الديمقراطية الكاذبة، هم الذين اطالوا عمرها طوال السنوات الماضية، انتقاما من الشعب اليمني وارثه الوطني والحضاري العريق.