الموقف سلاح والمصافحة اعتراف…بقلم/ صلاح الرمام
ببساطة ومن وجهة نظري وقراءتي لما يُسمى بال (المبادرة) التي اطلقها البرلمان اليمني قبل ايام فأني حتي اللحظة لم أستطع الوصول إلى ابسط تحليل لهذه المبادرة من جميع الجوانب سوى أنها من ناحية التوقيت والبنود التي تضمنتها جاءت لتكشف النقاب وتفضح خفايا وأسرار ومواقف بعض المكونات والأحزاب السياسية اليمنية من العدوان على الشعب اليمني منذو اكثر من عامين ولئن عدد من المكونات في الداخل كانوا ولا زالوا يدَّعون الوقوف ضد العدوان السعوامريكي على شعبنا ويدَّعون زُورا وبُهتانا وقوفهم مع الشعب والى جانب الجيش واللجان الشعبية في جبهات القتال للتصدي للعدوان الخارجي بينما لا وجود فعلي على الأرض لهكذا قوى وجميع مواقفها خصوصا في المجال الإعلامي تخدم العدو اكثر بكثير مما تخدم الشعب اليمني والقضية اليمنية إلا أنا في زمن هو بل شك زمن كشف الحقائق وكشف المستور تأبى الأيام إلا أن تُظهر لأبناء الشعب اليمني من هي الفئة او المُكون الذي يقف بكل طاقاته وبكل ما يملك الى جانبه ومن هو الذي يعمل ليل نهار على التصدي في جميع المجالات للعدو ومن هي الفئة التي نُقدم خيرة رجالها من القادة والأفراد قُربانً في الدفاع عن اليمن كل اليمن أرضا وإنسانً بما فيهم من يقف الى جانب العدوان في الداخل ولا نحتاج هُنا الى سرد إنجازات ومواقف وتضحيات طرف ما إذ أن شعبنا على درجة عالية من الوعي والبصيرة بكل ما حدث وما يحدث داخليا وخارجيا ولا احد يستطيع أن يزايد عليه في مواقفه او أن يُحقق المكاسب على دماء وتضحيات الشهداء ومعاناة الجرحى والأسرى.
الجهة التي طرحت المبادرة علمت ام لم تعلم كشفت انها جُزء من المشكلة وطرف مشارك بشكل مباشر في العدوان على اليمن من خلال البنود والشروط التي تضمنتها ومن خلال توقيتها وما يُمكن ان يترتب عليها من نتائج سلبية تخدم دول التحالُف وتظر الى حد كبير بالشعب كل الشعب بما فيهم التابعين لهذه الفئة وتأتي في سياق الانبطاح والاستسلام للعدو حيث انها تضمنت تنازلات لسنا في حاجه الية بأي حال من الأحوال ولا تُوصل الى حال فالـــ (المبادرة طُرحت والحرب لا زالت) والشعب ليس مُلزم بها ولا تُعبر عن موقف الشعب وهي مرفوضة من الجميع شكلا ومضمونا وهي لا تخص اليمنيين بأي حال وعلى من صاغ بنودها او صوت لصالحها أن يعلم علم اليقين أنه ليس مخول باسم اليمن واليمنيين ولا تُعبر عن موقف الشعب الثابت والصريح والواضح من التصدي للعدوان فالشعب اعلن موقفه وحسم مصيره بنفسه من اليوم الأول من ايام العدوان قبل اكثر من عامين وهو ماضي في هذا الخيار يعرف ما هو الواجب الذي يلزم ان يقُوم به ويعرف المصلحة الوطنية ولا يحتاج إلى من يأتي لتعريفه بمصالحه.
ايضا الجهة التي طرحت هذه المبادرة او أشرفت عليها او قامت بتأييدها اعتمدت على عبارة(المبادرة إنبطاح والمصافحة اعتراف) بدل العبارة الشهيرة التي يستخدمها وتسير عليها كل حركات التحرر المناهض لقوى الاستكبار القائلة(الموقف سلاح والمصافحة اعتراف) وهي نفسها العبارة التي ينتهجها اليوم شعبنا اليمني مع العدوان السعوامريكي على بلدنا وهي التي تمثل موقف الشعب اليمني لحيث وهو الى حد الآن من يمتلك زمام المبادرة والموقف في كل الجبهات والميادين الداخلية والخارجية ولا زال العدو يتكبد المزيد من الهزائم والفشل والانتكاسات وهو المتصدر للموقف ولا يحتاج ان يأتي من يطرح بالنيابة عنه او باسمه تنازلات ويضرب عرض الحائط بالتضحيات الجسيمة التى قدمها الشعب اليمني خلال أيام العدوان مُتناسيا لكل تلك الجرائم والمجازر البشعة التي تم ارتكابها بحق المدنيين والتدمير الكُلي لكل مُقدرات الشعب اليمني إضافة إلى الحصار المفروض على أبناء شعبنا العظيم ناسيا الآلاف من الشهداء والجرحى الذين سقطوا في ميادين المواجهة من اجل الدفاع عن المستضعفين في شعبنا والآلاف من الأسرى الأبطال الذين لا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال ويتعرضون لجرائم الذبح والسحل والتعذيب اغلب الاوقات والذين تم اسرهم وهم يخوضون الحرب من اجل صون شرف وعرض وكرامة المواطن اليمني بما فيهم اصحاب المبادرة.
اصحاب هذه الدعوات والمبادرات ينطبق عليها قول الله تعالى(مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا) وهذا هو شأنهم ولسنا معنيين بما قاموا به في هذا الصدد اما نحن فلا ضعف ولا وهن ولا خوف يُمكن ان يعترينا امام العدو مهما كان حجمه وإمكاناته ننطلق على أساس قوله تعالى(فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ) موقفنا واضح من العدوان من اللحظة الأولى نقف الى جانب شعبنا من اجله نُقدم التضحيات ومن اجله نرفض المبادرات التي تتضمن التنازلات.