الموت لأمريكا والغضب للمسلمين!
بقلم:- إخلاص عبود
انطلقت صرخة الحق من فم طاهر، لم يكن يبحث عن مناصب الدنيا ومتاعها،لم يكن رئيس ولا وزير ولا مسؤول،بل أحد المستضعفين،ممن يعيشون الحياة البسيطة بل وأقل من ذلك،لم يلعن عربي ولم يسب مسلم،ولم يشتم ،ولم يدعُ إلى ذبح المسلم،ولا هتك حرمته وعرضه،بل انطلق من آيات قرآنية على شكل أوامر إلهية، متوكلا على الله يعلم بما سيلاقيه،والغريب أن الذين واجهوه بشكل مباشر وعلني هم عرب، محسوبين على الإسلام،يصلون أمام الناس ويصومون ،لكن لماذا كانت اللعنة لأمريكا والغضب للمسلمين؟!
قال تعالى متحدثٌ عن أهل الكتاب((هَٰٓأَنتُمْ أُو۟لَآءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْا۟ عَضُّوا۟ عَلَيْكُمُ ٱلْأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا۟ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ))المطبعين ضهرت مواقفهم وبان حبهم،بل وعشقهم، وذوبانهم في أمريكا وإسرائيل ،فأضهروا الحب والولاء،وأعلنوا مواقف مخزية ،تقربا وتحببا وتوددا في نيل رضى اليهود والنصارى، وهم لا يعلمون بأنهم يكرهونهم إلى حد عض الأصابع،ويتمنون أنهم في شر لا يخرجون منه أبدا،لكن الله أخبرنا بالموقف الذي نستطيع أن نواجههم به في هذه الحالة،في الوقت الذي أنتم تحبونهم أيها المطبعين، وتسعون لاسترضائهم بأي وسيلة وأي ثمن ،نحن نتبع الموقف الذي أشار إليه الله تعالى وأخبرنا به،في الوقت الذي أنتم سكارى في توليهم،سنتبع أمر الله في أن نقول لهم موتوا ،ولأن الله عليم بذات الصدور هو من وجهنا بها،فهو يعلم أننا حين نقول لهم الموت لكم، لأنه تعالى قال((وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوا۟ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِۦ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌۢ بِمَا يَعْمَلُون)) يحبون الحياة جدا لذلك الموت لأمريكا الموت لإسرائيل هي ستدخل إلى صدورهم،وترعبهم،وتخيفهم،وتثيرهم،هي تؤثر عليهم،ولأنهم جبناء،ولأنهم مضروبة عليهم الذلة والمسكنة فهي تخيفهم وهي كلمة،وترعبهم وهي كلمة وهو أعلم أنها موقف صحيح(سبحانه وتعالى ).
أخبرنا بأعدائنا ،ثم أرشدنا للطريق الصحيح،والموقف السليم، بل إنه أخبرنا بما في قلوبهم وعقولهم،وضعفهم، وجبنهم الغير طبيعي،يقول تعالى(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُوا۟)) من الغريب أن يخبرنا الله بهذا العداء الشديد ثم نعيش وكأن الله لم يخبرنا،أو كأن كلام الله الذي يتلى آناء الليل والنهار، ليس له أي أهمية، والطبيعي أن الذي يعلم بعداء شخص ما يجهز نفسه لمواجهته،لو أن أحد يخبرنا بعداء جيراننا لنا لأتخذنا كل تدابير الحيطة والحذر، ولأعلنا العداء لهذا الجار كما يضهر العداء،لكن حين تعلق الأمر بالصرخة، باللعنة على اليهود غضب العرب،في حين أن اليهودي هو عدو اليمن،وعدو العراق وعدو السعودية،وعدو حتى العملاء والمطبعين،هو شر على الجميع،لماذا كان العداء ممن يُحسبون على الدين،وكأن داخل كل واحد منهم يهوديا غاضب من هذا الشعار؟!!
صرخ الشهيد القائد، وأرسل هذا الشعار كموقف عداء ضد أعدائنا فقط،لم يتوجه لأي عربي ولا مسلم،ولا حزب ولا طائفة،ولا جهة محددة،بل إنه _ من واقع المسؤولية الملقاة على عاتق أهل البيت_ تحرك من القرآن الكريم،فكبر الله حتى يعلم كل مخلوق أنه لا أكبر من الله ولا أعظم من الله،ليخبرهم أن ما بعد إكبار الله لا أحد نخافه ،ولا أحد نخشاه، ولا أحد يرعبنا،فلعن من لعنهم الله،وقال بما قال الله قل موتوا ،فقال الموت لأمريكا،والموت لإسرائيل،ولعن اليهود الذي نلعنهم كل يوم،وختمها بالنصر للإسلام، ذلك الدين الذي يقف خلفه من هو أكبر من مخلوقاته الحقيرة،ةوينصره من هو أكبر من اليهود والنصارى، النصر لهذا الدين المنصور بالله وجند الله، هو شعار طبيعي وكل مذهب ومسلم وعربي هو مسلم به في قرارة نفسه ولو لم يكن بنص الشعار،فهم مؤمنين بكبرياء الله،ويلعنون اليهود والنصارى، ويدعون عليهم بالموت والثبور، وهم مؤمنين كل الإيمان بانتصار الدين، متى ما كان من يمثله هم من أعداء أعداء الله،ولكن لأن الصرخة كانت من السيد الهاشمي،من المذهب الزيدي،من الطائفة الطاهرة،من أحد الثقلين كان لها المواجهة الشرسة،لقد علم اليهود بخطرها لأنهم يعرفون من صرخ بها،هو حفيد من خلع باب خيبر .
الحق مقبول، والدين يتوافق مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها،لاقى الشعار القبول في القلوب التي لم تتلوث بسموم المذاهب،وشر الفرقة والعنصرية،ولم تغرق في الفساد الفكري والثقافي، وتحول أصحاب اللحاء الطويلة، والثياب القصيرة من دعاة وخطباء، إلى محاربين للشعار بكل الوسائل، الذين كانوا يدعون على اليهود في كل مسجد، وينادون بدعم جمعيات لنصرة فلسطين،كان لهم موقف عدائي شديد، ظهرت عداوة اليهود في مواقفهم، وسبحان الذي قال(ومن يتولهم منكم فإنه منهم) كان العداء والموقف من هذا الشعار دليلا على توليهم لليهود، ولو لم يكن بشكل مباشر، فتولي أولياء اليهود ،هو تولي لليهود أنفسهم، واجهوا الشعار وكان يتم مسح الموت لأمريكا وإسرائيل من فوق الجدار ،فكان هذا دليل ثانٍ على حبهم لليهود وولائهم لهم، ودليل على أن ما أغضبهم هو لعن أمريكا وإسرائيل.
ظهرت عداءات أخرى لم يعد الموقف المعادي فقط للشعار بل للفكر للمنهج، بل كان ذلك عداء لآيات الله،ومواجهة للقرآن الكريم، ولأن السيد الشهيد القائد، كانت كل محاضراته من القرآن الكريم ،لم يحرك فيهم ذلك ولا شعرة من دين ولا إيمان،بل زادهم إصرارا على استئصال هذه الأسرة الطاهرة، والعترة النبيلة، متلقين كل الأوامر من غرف العمليات الأمريكية التي هي الأخرى متلقية من اليهود، ولأن الشهيد من أهل البيت فقد تنبأ بانتشار الصرخة في بقاع العالم،فقال أصرخوا وسترون مناطق أخرى تصرخ، هو يعلم أن الصرخة هي قرآنية،بل هي آيات الله ترفع كشعار،ولأن الله متم نوره ولو كره الكافرون والمشركون، فقد انتشرت في بقاع العالم فصرخوا في الهند وباكستان،وإيران،ولبنان،وتركيا،وسيصرخ العالم بكل ما فيه من أوجاع وآهات، وما يعانيه من اليهود، وستكون هذه المسيرة القرآنية هي التي تنقذ المستضعفين، وتنصف المظلومين في كل بقاع الدنيا،هذه المسيرة القرآنية، هي الإسلام الحقيقي والموقف الرباني الذي لولا تأييد الله ماكان يخرج الملايين بإشارة من السيد القائد سلام الله عليه