المهرة تشتعـل ثورة ضد المحتل :استمرار توافد قبائل المهرة على مدينة الغيضة للتضامن مع رئيس لجنة الاعتصام بعد اقتحام منزله..
منذ بداية العدوان الذي يشنه التحالف السعودي الأمريكي الإماراتي البريطاني وحتى اليوم كشفت الكثير من تطورات الوقائع والأحداث حقيقة الأطماع والطموحات السعودية القديمة المتعلقة بضم محافظتي المهرة وحضرموت إلى نفوذها، والوصول إلى بحر العرب وكشفت أيضاً حقيقة المطامع والطموحات الإماراتية المستجدة للسيطرة على سقطرى وباب المندب، غير أن ما لا يعلمه البعض ربما أن هذه المطامع السعودية الإماراتية تأتي في سياق مخطط مطامع وطموحات ورغبات الإدارتين الأمريكية والبريطانية، اللتين تسعيان إلى تحقيق هدف السيطرة والهيمنة على المحافظتين ونهب ثرواتهما النفطية والغازية، وكذا التحكم بالممرات والموانئ البحرية في خليج عدن وبحر العرب، وفي هذا السياق تأتي تطورات الوقائع والأحداث التي تشهدها محافظة المهرة، وكان آخرها اقتحام قوات سعودية إماراتية بريطانية لمنزل الشيخ الحريزي؛ بسبب رفضه ومقاومته لمخطط تحالف العدوان والاحتلال.. تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي:-
لم يكن أمر شن العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي مطلع العام 2015م بحجة الدفاع عن ما يسمى بالشرعية سوى غطاء لتحقيق المطامع والمخططات السعودية الأمريكية الإماراتية البريطانية في احتلال الوطن اليمني ونهب ثرواته والتحكم بموقعه الاستراتيجي الهام، ولعل خير دليل على ذلك ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية التي احتلتها أنظمة العدوان وفي مقدمتها محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى من مخططات تآمرية هادفة بالدفع بالأوضاع الاقتصادية والأمنية إلى مزيد من الانهيار والتفكيك والتمزيق للواقع الداخلي وصولاً إلى مرحلة الانهيار الشامل بهدف توفير البيئة المواتية والملائمة لتحقيق المطامع السعودية الإماراتية البريطانية والغربية بشكل عام في تلك المحافظات .
احتلال ونهب للثروات
واقع الاحتلال الذي تسعى إلى فرضه أنظمة واشنطن ولندن وأبوظبي والرياض في تلك المحافظات وغيرها من محافظات جنوب الوطن بشكل عام أصبح اليوم قائماً وماثلاً ومتجسداً في واقع انهيار مؤسسات الدولة وكل مقومات نهوضها الاقتصادي من استخراج وتصدير للنفط والغاز أو الاستفادة من عائدات المطارات والموانئ وتسليمها إما بصورة شكلية للمكونات المليشاوية التي أوجدتها تلك الأنظمة من أجل حماية وتأمين مصالحها في المنطقة وتحقيق أهدافها ومطامعها في اليمن أو السيطرة عليها بصورة فعلية عبر وحدات عسكرية أمريكية أو بريطانية أو إماراتية أو سعودية.
ووفقاً لأحدث التقارير الإحصائية فقد بلغت قيمة ما قامت بنهبه دول العدوان والاحتلال من عائدات النفط الخام اليمني خلال الفترة 2016- 2022م أكثر من 14 ملياراً و450 مليون دولار.
غول الإرهاب
وفي سياق العمل المستمر على تنفيذ مخططات ترسيخ الاحتلال والنهب للثروات الطبيعية والنفطية والغازية التي يكتنفها ثرى تلك المحافظات يأتي تنفيذ استراتيجية إطلاق العنان لغول الإرهاب الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي الصهيوني للعبث بأمن تلك المحافظات واستقرارها واستهداف رموزها الاجتماعية المقاومة والمناهضة لمشاريع الاحتلال وإزهاق الأرواح البريئة الطاهرة فيها على مرأى ومسمع وصمت مريب ومعيب من المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية ودول الرباعية التي تدعي مكافحة الإرهاب، في حين أن الإرهاب جزء من أدوات ووسائل إدارتها لسياسات ترسيخ الاحتلال وتهيئة البيئة المواتية أمام المحتل السعودي الإماراتي لتنفيذ مخطط السعي إلى تحقيق أهدافه ومطامعه وفقاً لسياساته الجديدة المسخرة في نهاية المطاف لخدمة وتنفيذ الأجندات والمشاريع الأمريكية والصهيونية.
عملية اقتحام
وفي هذا الإطار جاءت الأحداث التي شهدتها محافظة المهرة المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية وكان أبرزها قيام قوات سعودية وبريطانية باقتحام منزل الشيخ القبلي علي سالم الحريزي في منطقة المحيفيف بمدينة الغيضة مركز محافظة المهرة حيث نفذت عملية الاقتحام عبر أربع مصفحات وستة أطقم عسكرية وسيارة نجدة بالإضافة إلى سيارة مدنية.. وعقب تنفيذ عملية الاقتحام شهدت مدينة الغيضة ومحافظة المهرة توتراً كبيراً وسط دعوات قبلية للرد على العملية وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الأطقم التابعة للقبائل وهي تصل إلى منزل الشيخ علي الحريزي في الغيضة.
الحريزي يتوعد
إلى ذلك كان الشيخ الحريزي رئيس لجنة الاعتصام السلمي في محافظة المهرة، الذي عرف منذ بداية العدوان بمواقفه المناهضة لمخططات أنظمة الاحتلال وفي مقدمتها المخطط السعودي الهادف إلى تحويل المحافظة إلى ممر لعبور نفط مملكة الاحتلال السعودية إلى الخارج.. قد وصل إلى منزله الذي تعرض للاقتحام من قبل القوات الإماراتية البريطانية السعودية وتوعد بالرد على عملية الاقتحام.
وفي الوقت الذي يستمر فيه توافد قبائل المهرة على مدينة الغيضة، المركز الإداري لمحافظة المهرة للتضامن مع الشيخ الحريزي بعد اقتحام منزله.
تعهد الشيخ الحريزي خلال اجتماع للجنة الاعتصام السلمي، بإفشال صفقة تأجير ميناء قشن في المهرة للإمارات.
وقال إن محاولات تأجير ميناء قشن للإمارات لمدة 50 عاماً باطلة وغير شرعية، وسيتصدى أحرار المهرة لها وسيفشلونها كما أفشلوا تحركات الإمارات والسعودية في السابق.. وسخر الحريزي من الوعود التي يقطعها نائب رئيس ما يسمى بمجلس القيادة المشكل من السعودية، فرج البحسني للشركات بالتنقيب في المهرة، داعياً إياه إلى توفير الخدمات في حضرموت قبل الحديث عن المهرة واصفاً ما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي بـ”المؤامرة السعودية والإماراتية” لتمرير أجندات الاحتلال، داعيا الجميع للاستعداد وإفشال كل المؤامرات والمخططات.
وأكد الشيخ الحريزي أن آمال اليمنيين تتعلق بانتهاء الاحتلال الأجنبي والحرب، ونطالب الأحرار بالعمل على هذا الأساس، بعيداً عن خطط الاحتلال وأساليبه التي تطيل أمد الحرب، مشدداً على ضرورة اليقظة والتكاتف لمواجهة تحديات المرحلة الصعبة.
تصعيد مفاجئ
تجدر الإشارة هنا إلى أنه وفي إطار التطور الدراماتيكي لأحداث ووقائع ومجريات التنفيذ لمخططات المحتل الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي شهدت مدينة عدن خلال الآونة الأخيرة تصعيداً مفاجئاً على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري وتجلت أبرز مظاهر ذلك التصعيد في تنفيذ حالة طوارئ سعودية غير معلنة، وانتشار عسكري أمريكي عقب تهديدات بطرد مجلس العليمي أطلقتها أدوات نظامي الاحتلال الإماراتي والسعودي المتمثلة بحزب الإصلاح الإخواني وما يسمى بالمجلس الانتقالي على حد سواء، حيث أكدت مصادر محلية أن قوات أمريكية انتشرت في ميناء عدن، وأغلقت الشوارع المؤدية إلى الميناء ضمن حملة الانتشار الذي تنفذه قوى العدوان والاحتلال في المدينة عدن، تزامنا مع تصاعد الصراعات بين أدواتها المرتزقة.
“26سبتمبر”