الملك سلمان ورشوة بقاء العرش البخسة
بعد ان كشف المغرد السعودي مجتهد عن “تبذير خرافي” للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وابنه محمد ولي ولي العهد ووزير الدفاع وأكثر من 4000 مرافق له في مدينة طنجة المغربية، يعود الملك من رحلة البذخ بمليارات الريالات الى بلاده، ليحسن صورته امام شعبه، عبر “المنّ” براتب شهر اضافي لــ”جنود الصف الامامي” على الجبهة اليمنية….
لماذا “المكرمة” السعودية؟
مجتهد عرض بالتفصيل لعمليات البذخ والترف الملكية في طنجة، وفضح ارقام الرحلة الملكية ، وخلص الى انه مع احتساب كلفة اجازة الملك وحاشيته لمدة 75 يوما امضاها هناك، فان المبلغ يصل الى ما بين 4 و 5 مليار ريال اي بما يعادل 1.33 مليار دولار، او ميزانية رواتب 40 الف جندي سعودي لسنة كاملة بحسب مجتهد. (لمن يريد معرفة التفاصيل فهي منشورة على وسائل التواصل).
الامر الملكي بصرف راتب شهر لم يكن لعموم الجنود والضباط على الجبهات، بل جاء مخصصا ” للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل من منسوبي وزارات الداخلية والدفاع والحرس الوطني” تقديرا منه لـ”جهودهم المخلصة”. ويأتي الامر بعد تقارير صحفية عالمية تتحدث عن فرار نحو 17 الف جندي وضابط من المعارك، وهذا ما يعتبره ال سعود نذير شؤم.
وبما اننا لا نعلم عدد من شملتهم “المكرمة”، فان عددهم بالتاكيد لان يتجاوز بضعة الالاف كونها خاصة وليست عامة.
واذا ما احتسبنا راتب شهر لكل من المشمولين بها، فانه لن يساوي في التقديرات، شيئا امام ما بذره الملك من مليارات الريالات في المغرب.
وعلى ضوء ذلك تطرح اسئلة كثيرة .. لماذا لم تأت “المكرمة” قبل اليوم؟ ولماذا اتت بعد العودة من رحلة الترف والبذخ؟ وما هي اهدافها؟ وما هو ارتباطها بما يجري في ارض المعركة من تقهقر للجيش السعودي امام الجيش اليمني واللجان الشعبية الذي وصلوا الى مشارف نجران في العمق السعودي؟
الواضح ان الهدف الاول، هو محاولة التغطية وصرف نظر الاعلام عن فضائح ما جرى في طنجة ، لان عودة الملك سلمان الى بلاده “سالما غانما” من المغرب، ستفتح شهية الاعلام العالمي (وليس السعودي المكتوم)، على نشر فضائح الرحلة.
الهدف الثاني، هو تحسين وتلميع صورة الملك الملطخة بما جرى في حفلات طنجة الماجنة. فكيف يعقل ان يقتل ويجرح الجنود والضباط على الجبهات اليمنية، والملك وحاشيته، يمرحون في المغرب، ويتركونهم فريسة لنيران اليمنيين.
الهدف الثالث والاهم، ان التقارير الصحفية العالمية تتحدث عن فرار الاف من الجنود والضباط من جبهات القتال، وهذا ما بات يقلق الحكام في السعودية، لذا فان “رشوة ” الملك سلمان، ما هي الا ثمن مقابل ارواح الجنود على الجبهات لا اكثر، ولو كان الملك صادقا في نيته وحبه لابناء شعبه الذين وصفهم يوما ما بــانهم “الشعب السعودي الشقيق”، لما تركهم في اوقات الشدة ولاستشعر معهم المعاناة التي يعيشونها على الجبهات، حيث يحملون ارواحهم على اكفهم ، في وقت لا تغفو اعين اسرهم وهي تنتظر بين لحظة واخرى، ان تاتي اخبار المعارك، بانباء عن قتل او جرح او اسر ابنائها، اما الملك وحاشيته، فهم ايضا لا يغفون، ولكن ليس ارقا وخشية وخوفا، بل سهرا في مرابع ومراتع الحفلات الصاخبة على وقع مشاركة بنات الهوى، اللاتي اتين من كل حدب وصوب من المغرب الى طنجة (بحسب مجتهد). فاي أم ستقايض حياة ابنها بــ”رشوة” الملك بعد كل هذا.
واللافت في موضوع ” الرشوة” انها شبيهة باهدافها الى حد كبير، بمكافأة الملك السعودي الراحل عبد الله ، فمع انطلاق “الخريف العربي” عام 2011، وخشية من يعصف بالسعودية، سارع الى “رشوة” الشعب بعشرات المليارات من الدولارات، تحت عنوان دعم رأس مال صندوق التنمية العقارية وإعفاء من أقساط وقروض سكنية وغيرها. اي ان الملك عبد الله اشترى استمرارية حكم ال سعود بمبلغ كبير، لانه استشعر خطر زوال العرش، لانه يعلم ان الشعب يتحين الفرصة لذلك، ولو انه لم يبادر الى “الرشوة”، ربما لكان مُلك ال سعود الان في خبر كان، والا، لماذا لما يبادر الملك الراحل الى هذه “الرشوة” قبل “الخريف العربي” ولماذا حبط عليه حب شعبه فجأة مع انطلاق ” الخريف”؟.
على كل استطاع الملك عبد الله يمنع انهيار عرش ال سعود، عبر اسكات شعبه ب”الرشوة ” الضخمة جدا، اما الملك الحالي سلمان، فهو استشعر ايضا الخطر الشديد الذي يحيق بعرش اسرته، لكنه للاسف، يدفع فيه ثمنا بخسا، دراهم معدودة. فـ”رشوته” اليوم لا تساوي شيئا الى جانب مثيلتها عند سلفه عبد الله، وبالتالي، على الارجح، لن تؤثر رشوته، لا في الشعب ولا في الجنود، وربما ترد عليه سلبا، لانها ستثير حفيظة وغيظ الجيش كل الجيش، اذ ان غير المشمولين بها، سيسألون عن سبب حرمانهم منها طالما انهم وامتداد اراضي المملكة، يعملون في خدمة الجبهات سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر، فلماذا التخصيص لعسكر الجبهات الامامية؟
ايضا يطرح السؤال عن سبب الثمن البخس، هل هو لعجز الخزينة الذي تجاوز الثلاثمئة مليار دولار – بحسب بعض التقارير-؟
السبب غير مقنع، لو كان هناك عجز في الخزينة، فلماذا لا يدفع ال سعود من جيوبهم المملؤة بمئات المليارت ، مما نهبوه من ثروات الشعب السعودي ونفطه ؟
وهل يعتقد ال سعود بمثل انه بهذه ” الرشوة” يمكن ان يضحكوا على الشعب السعودي؟ او هل يمكن ان يكون السعوديون بهذه الدرجة من السذاجة التي يصدّقون معها، هذه الخدع الملكية المكشوفة؟
على كل فان الملك السعودي الحالي لا يتعامل مع السعوديين، على اساس انهم شعبه، فهو وصفهم علنا بانهم “الشعب السعودي الشقيق”، ووعدهم يتحقيق “الاسترخاء”، لكن على طريقه، حين وعدهم بالاسترخاء لكنه لفظها مرتين مقدما الخاء على الراء، وهو يعمل على تحقيق هذا “الاستخ..اء” بشكل جاد.
حكم امهز