المقاومة في فلسطين تباغت العدو من الوسط: «حدث صعب» في «نتساريم»..وفي العراق ترفع استعداداتها: لإيران حق الرد من بغداد
المقاومة تباغت العدو من الوسط: «حدث صعب» في «نتساريم»
في الوقت الذي حشد فيه جيش العدو معظم قواته المتبقية في قطاع غزة في مخيم جباليا ومحافظة شمال القطاع، فوجئ ظهر أمس، بوقوع «حدث صعب» على حاجز «نتساريم» في الوسط. ونقل هذا الحدث الذي لم تكن تفاصيله قد اتضحت بعد، حتى مساء أمس، الثقل الميداني مؤقتاً من محافظة الشمال إلى مخيم النصيرات، بوصف الأخير أولى الكتل العمرانية المحاذية لحاجز «نتساريم» الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها.
وشنّ جيش العدو هناك العشرات من الغارات التي طاولت منازل ومراكز إيواء وتجمعات للمواطنين، وكذلك جسر وادي غزة، حيث سُجّلت أكثر من 40 عملية قصف بالقذائف المدفعية والطيران الحربي والمسّير، ما تسبّب في عدد من المجازر، التي أدت إحداها إلى استشهاد 10 مواطنين، بعدما استهدفت الغارة بوابة مركز إيواء، فيما طاولت غارة أخرى منزلاً لعائلة اللوح وتسبّبت في استشهاد 4 مواطنين. ووفقاً لمصادر طبية، فقد أدى الاستهداف المستمر للمخيم إلى ارتقاء أكثر من 26 شهيداً.
أما في شمال القطاع، فقد شن جيش العدو العشرات من عمليات القصف بالقذائف المدفعية وطائرات الـ«كواد كابتر»، والتي تركّزت على حيي الفاخورة والتوبة المحاصرين. وكذلك، تكرّرت عمليات إطلاق القنابل من الطائرات المسيّرة على تجمعات المواطنين في حي الشيخ رضوان ومشروع بيت لاهيا، وسُجل قصف بالطائرات المسيّرة على خمسة تجمعات للمواطنين في حي النصر ومدينة غزة وحي الشيخ رضوان وجباليا البلد ومشروع بيت لاهيا.
العدو يرتكب مجازر جديدة في مخيم النصيرات
وفي مقابل ذلك، واصلت المقاومة عملياتها الميدانية، ونفذت، أمس، كميناً نوعياً مركباً في حي القصاصيب وسط مخيم جباليا. وأكدت «كتائب القسام» أن مقاوميها تمكّنوا من استهداف قوة خاصة قوامها 12 جندياً بقذيفة «تي بي جي»، ثم طاردوا ثلاثة جنود إسرائيليين حاولوا الفرار من المنزل المستهدف إلى دبابة قريبة، وفجّروا هناك عبوة شديدة الانفجار، ما تسبّب في وقوع القوة بين قتيل وجريح. ووزع «الإعلام العسكري» التابع للكتائب مشاهد أظهرت استهداف مقاوميها ناقلة جند شرق المخيم.
وبدورها، أعلنت «سرايا القدس» تمكّن مقاوميها من تفجير آلية عسكرية في حي العطاطرة شمال غرب مدينة بيت لاهيا بعبوة ناسفة. وأبلغ «الإعلام الحربي» التابع للسرايا عن تمكّن المقاومين من استهداف جرافة مدولبة بالقرب من مخيم النصيرات بصاروخ 107. ومن جهتها، قالت «ألوية الناصر صلاح الدين» إن مقاوميها تمكّنوا من قصف تحشدات العدو بصواريخ 107.
المقاومة ترفع استعداداتها: لإيران حق الرد من العراق
أبدت فصائل مسلحة في العراق، ومنها حركة «النجباء»، استعدادها للتعاون مع إيران للردّ على العدو الإسرائيلي، معتبرة أن من حق طهران أن تقوم باستهداف إسرائيل من داخل العراق، ما دام العدو قد استهدفها من الأجواء العراقية. وكان موقع «إكسيوس» قد نقل عن مصادر إسرائيلية قولها إن «إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة»، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة الثلاثاء المقبل، مضيفاً أنه «من المتوقّع أن يتم تنفيذ الهجوم من العراق باستخدام عدد كبير من الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية».
وسبق أن توعدت إيران برد «قاسٍ» على الهجوم الذي شنته إسرائيل في تشرين الأول الفائت، على عدد من منشآتها العسكرية. واخترق العدو الإسرائيلي الأجواء العراقية في هجومه الأخير، فيما اتهمت جهات عراقية رسمية وغير رسمية، الولايات المتحدة، بالتواطؤ مع إسرائيل في تسهيل عبور الصواريخ عبر السماء العراقية لاستهداف مواقع في إيران. وفي هذا الصدد، يقول عضو الهيئة السياسية لحركة «النجباء»، حيدر اللامي، إن «الكيان الصهيوني عندما هاجم إيران اخترق الأجواء العراقية وجميع الأعراف الدولية، وكذلك الولايات المتحدة التي تعاونت معه رغم أنها ترتبط مع العراق باتفاقية الإطار الإستراتيجي وغيرها من الاتفاقيات الأمنية».
وعليه، يرى اللامي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «من حق الجمهورية الإسلامية أن تقوم باستهداف الكيان الصهيوني من أي نقطة في داخل العراق»، لافتاً إلى أن «المقاومة الإسلامية هي جزء من محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية، وبالتالي نحن على تنسيق تام مع إيران لتنظيم هذا الرد وتنسيق الوقت والمكان المناسبين». ويتابع أن «المقاومة الإسلامية لم تتوقّف عن عملياتها التي تستهدف مواقع حيوية في الكيان، بواسطة طائرات مسيّرة متطورة جداً وبقدرات عالية». ويتوقّع أن «تقوم المقاومة خلال المرحلة المقبلة باستخدام صواريخ متطوّرة، تماشياً مع التصعيد الذي سيحصل». أما بشأن استهداف القواعد الأميركية في العراق من قبل المقاومة، فيجيب اللامي بأن «هناك أولوية حالياً هي التوجّه إلى استهداف إسرائيل، ثم ضرب القواعد الأميركية كونه لا تنفع معها الديبلوماسية والحوار وإنما فقط لغة القوة والسلاح».
ومع ذلك، يعتقد مسؤول سياسي في «الإطار التنسيقي» أن «إيران لديها الإمكانات والقدرات القتالية والهجومية للرد على إسرائيل من أي مكان، وهي ليست عاجزة عن ذلك تماماً». ويعتقد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «تخمين إسرائيل بأن الرد سيكون من الأراضي العراقية، له أسباب منها الصداقة والارتباط مع فصائل مسلحة أصبحت تمتلك القدرة على الوصول إلى عمق إسرائيل، وأيضاً يمتلك العراق موقعاً جغرافياً قريباً نسبياً من إسرائيل». ويلفت المسؤول إلى أن «الحكومة العراقية ربما ستكون أمام تحدٍ صعب في حال ردّت إيران من أراضي العراق، لأن ذلك فيه تداعيات كبيرة لناحية توسّع رقعة الحرب، فضلاً عن إعطاء الحجّة للكيان لضرب مواقع في العراق». ويشير إلى أن «إيران لديها صواريخ في استطاعتها الوصول إلى تل أبيب، وهذا ما حدث في عمليات الوعد الصادق. أما إذا أرادت الرد من العراق، فهذا يحتاج إلى تنسيق وإعلام الحكومة العراقية التي تريد التهدئة لا الحرب». ويعرب المسؤول عن تخوّفه «من رد فعل الفصائل التي قد تُقدِم على إعلان مسؤولية الرد على إسرائيل، أو تنفيذ هجمات أوسع حتى لو لم يُطلب منها ذلك من قبل إيران. وهذا سيجعلنا أمام حرب حقيقية واسعة النطاق والصراع فيها مفتوح».