المقاومة اللبنانية تواصل استنزاف العدو الإسرائيلي: ضربات موجعة في الميدان
عشرة أيام مرت منذ أن أعلن الكيان الصهيوني عن عمليته البرية بهدف التوغل في الحدود اللبنانية، بناءً على تقديرات خاطئة بناها حول ضعف قدرات حزب الله بعد استشهاد السيد حسن نصر الله. لكن سرعان ما انهارت هذه الحسابات أمام ضربات المقاومة اللبنانية، التي كبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح العملية البرية التي راهنت عليها (إسرائيل) لتحقيق اختراق سريع، تحولت إلى مستنقع استنزاف لقواتها، لتثبت المقاومة مرة أخرى أنها قوة لا يُستهان بها في الميدان.
كان آخر هذه العمليات تمكن قوات المقاومة اليوم من تنفيذ كمين محكم استهدف رتل للعدو يتألف من خمس دبابات وجنود مشاة في منطقة رأس الناقورة، إحدى النقاط الاستراتيجية في الجنوب اللبناني. وقد جاءت هذه العملية نتيجة محاولة تقدم قوات الاحتلال في تلك المنطقة، حيث استخدمت المقاومة أسلحة صاروخية متقدمة، أدت إلى تحقيق إصابات مؤكدة واشتعال الدبابات المستهدفة ووقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات العدو
هذا الكمين المحكم الذي نفذته المقاومة بهدف شل قدرة العدو على التقدم والذي استهداف خمس آليات دفعة واحدة يعكس دقة التخطيط والاحترافية في اختيار الأسلحة الصاروخية المناسبة التي ضمنت تدمير الدبابات وإيقاع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين. هذه العملية لا يمكن اعتبارها مجرد ضربة تكتيكية بل جزءًا من استراتيجية أوسع لعرقلة تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة فرض واقع ميداني جديد.
لم تنتهي العملية هنا فقد حاولت قوة إسرائيلية التدخل لسحب الجنود المصابين من إحدى الدبابات المتضررة. إلا أن المقاومة كانت على استعداد لاستهداف هذه القوة من جديد، مما أدى إلى وقوع إصابات إضافية في صفوف الجنود الإسرائيليين وفشل عملية الإنقاذ. تعكس هذه الخطوة الفهم العميق للمقاومة لتكتيكات العدو وقدرتها على استغلال اللحظات التي تحاول فيها (إسرائيل) تعزيز قواتها أو إخلاء مصابيها.
تكررت عمليات الاستهداف لثلاث مرات عند محاولات قوات العدو انقاذ المصابين مما ضاعف من خسائره وهذا يشير إلى أن المقاومة كانت تراقب تحركات العدو بشكل دقيق، حيث تم استهداف كل محاولات العدو في سحب المصابين. هذا التكتيك يعكس مرونة المقاومة في التأقلم مع الظروف الميدانية وتكييف استراتيجياتها وفقًا لمجريات المعركة.
يمكن القول إن هذه العملية أظهرت نقاط ضعف في استراتيجية الإنقاذ الإسرائيلية، حيث لم تستطع القوات التعامل مع مفاجآت المقاومة المتكررة. في الوقت ذاته، تعزز المقاومة مكانتها ليس فقط كقوة ردع بل كقوة قادرة على فرض إرادتها في الميدان. في السياق فان استماتة العدو الإسرائيلي في التوغل رغم المخاطر المتزايدة تعكس حالة التخبط واليأس التي يعاني منها. ففي ظل قوة المقاومة وصلابتها في الدفاع عن أرضها، يجد العدو نفسه مضطرًا للدخول في مغامرات فاشلة ومحفوفة بالخسائر.
تتجاوز مهام قوات المقاومة مجرد التصدي لمحاولات التسلل أو التقدم؛ فهي تواصل أيضا استهداف تجمعات العدو في مختلف المواقع الخلفية داخل الأراضي المحتلة، بما في ذلك الثكنات والاستحداثات العسكرية. تعكس هذه الاستراتيجية قوة المقاومة وتفوقها في قدرات الرصد والاستطلاع والاستهداف الدقيق. ومن خلال التدقيق في البيانات العسكرية الصادرة عن المقاومة، يتضح أن عمليات الاستهداف لتجمعات العدو في الأراضي المحتلة تفوق باضعاف عمليات التصدي لمحاولات تقدم العدو بمعنى ان كل تحركات لقوات العدو في مواقعهم العسكرية داخل الاراضي المحتلة والقريبة من الحدود اللبنانية او اي استعدادات للتقدم فورا يتم التعامل معها من قبل المقاومة
هذا الواقع يعني أن العدو في حالة من الارتباك، وبالتالي لانستبعد قيام المقاومة بعملية هجومية داخل الاراضي المحتلة وتحرير بعض المناطق خصوصا ان المقاومة في وضعية تمنحها القدرة على الهجوم مايعطيها هذه الميزة تفوقها في الرصد والاسنطلاع وهذا مايبدو واضحا منذ اندلاع هذه المواجهات حيث تتضاعف عمليات استهداف تجمعات لجنود العدو في مواقعهم خارج الحدود اللبنانية اي داخل الاراضي المحتلة او اثناء محاولاتهم التقدم بالتالي من خلال قدرات الرصد والاستطلاع تستطيع معرفة نقاط ضعف العدو لكي تقوم بعملية هجومية وهذا ما لا يمتلكة العد.