المقاومة العراقية تعاود نشاطها: 50 هدفاً إسرائيلياً تحت النار. بينها مطارَي حيفا وكريات شمونة وتلوّح بضرب الممرّات المائية في الأيام المقبلة
تؤكد «المقاومة الإسلامية في العراق»، من خلال استهدافها محطة الكهرباء في مطار حيفا ومطار كريات شمونة، استمرار عملياتها العسكرية ضد أهداف ومواقع إسرائيلية حيوية، إلى حين انتهاء الحرب على قطاع غزة. وتكشف مصادر في «تنسيقية المقاومة»، في هذا السياق، أنّ هناك أكثر من خمسين موقعاً في الأراضي المحتلة، ستكون هدفاً لنيرانها خلال الفترة المقبلة. وقد أعلنت المقاومة، في بيان، أنها استهدفت، مساء أول من أمس، محطة الكهرباء في مطار حيفا بواسطة الطيران المسيّر، ضمن ما تصفه بالمرحلة الثانية من العمليات لنصرة غزة. وبثّت مشاهد مصوّرة لطائرتين مسيّرتين وهما تنطلقان نحو الهدف المذكور. كما أصدرت بياناً آخر، أعلنت فيه استهدافها مطار كريات شمونة بالطيران المسيّر، ضمن المرحلة نفسها. وكان قد سبق ذلك إعلانها، الأحد الماضي، استهداف محطة للمواد الكيميائية في ميناء حيفا.وفي هذا الإطار، يؤكد مصدر في «تنسيقية المقاومة»، لـ»الأخبار»، أنّ «العمليات العسكرية ضد إسرائيل مستمرة، ولدينا تنسيق مباشر مع أطراف محور المقاومة، ومن بينها حزب الله اللبناني». كما يؤكد أنّ «هذه العمليات لن تتوقف، ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمراً في جرائمه ضد غزة»، مشيراً إلى أنّ «هناك 50 موقعاً إسرائيلياً وربما أكثر تحت نيران المقاومة». وينبّه المصدر إلى أنّ «الفصائل العراقية ما زالت نشطة في عملياتها العسكرية ولديها تعاون مع كل المحور. وحتى داخل العراق، ربما ستكون هناك عمليات، في حال عدم نجاح الحكومة في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة حول انسحابها من البلاد. ولدينا معلومات أولية بأن واشنطن تماطل وتريد صياغة اتفاق حسب رغبتها هي، وليس رغبة العراق».
الفصائل تستهدف مطارَي حيفا وكريات شمونة وتلوّح بضرب الممرّات المائية في الأيام المقبلة
من جهته، يرى عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء» العراقية، فراس الياسر، أنّ «الظروف العراقية متشابكة ومتداخلة، وثمة ضغوط كبيرة على المقاومة الإسلامية من قبل الذين يدّعون أن هذه العمليات تحرج الحكومة، ولكن في واقع الحال الإحراج الحقيقي هو تدخّل الولايات المتحدة واغتيالاتها وإعداماتها العلنية التي قامت بها ضد رجال المقاومة الإسلامية». ويعتبر الياسر، في حديث إلى «الأخبار»، أن «ما يجري حالياً هو هدوء نسبي ارتأته المقاومة مراعاةً للطرف العراقي. وهذا لا يعني انقطاع عمليات المقاومة الإسلامية في الأراضي المحتلة، بدليل الضربات المستمرة». ويرجح أن يحصل «تصعيد نسبي في العمليات النوعية التي تستهدف الأراضي المحتلة، وربما الممرّات المائية في ساحة المعركة في الأيام المقبلة بحسب الأوضاع والمعادلات العسكرية والميدانية على أرض الواقع، وبحسب اتفاقات وحوارات محور المقاومة وغرف العمليات المشتركة». ويشير إلى أن «هناك تناغماً واضحاً بين أطراف محور المقاومة وحتى داخل فلسطين»، مؤكداً أن «موقف المقاومة الإسلامية العراقية ثابت حتى في داخل الساحة العراقية». ويوضح أن «الهدوء النسبي الحالي سيستمر خلال فترة زمنية معينة، بعدها ستكون الحكومة العراقية ملزمة بإعلان تفاصيل جدول انسحاب القوات الأميركية. وأيّ مماطلة وأيّ تسويف في قضية إخراج القوات المحتلة، تستشعره المقاومة الإسلامية من خلال مخرجات الحوار مع الولايات المتحدة، سوف يدفعها إلى معاودة العمليات ضد القواعد المحتلة باستهدافات نوعية دقيقة». ويختتم بالقول إن «المقاومة في حالة إعادة تأهيل وضعها داخل العراق بعد الضربات الأخيرة، وربما هناك ضربات ضد إسرائيل قوية وباستراتيجية جديدة لتكون الضربات مؤثرة».
أما القيادي في حركة «أنصار الله الأوفياء»، عادل الكرعاوي، فيؤكد أن «المقاومة العراقية مستمرة في عملياتها العسكرية النوعية ضد المحتل الإسرائيلي، واستهداف مطار حيفا لن يكون الأخير، بل هو جزء من سلسلة هجمات ضد المحتل». ويرى الكرعاوي، في تصريح إلى الأخبار، «أنّ «زرع الرعب في قلب العدوّ هو نصف المعركة. وما سنعمل عليه هو مشاغلة المحتل الذي دمّر غزة وحاصرها وقتل أبناءها، وعليه، فإن المقاومة العراقية لن تسكت أو تقف متفرجة، بل ستشارك بعمليات نوعية». ويتابع القيادي أنّ «الجبهة العراقية واللبنانية، وكذلك اليمنية، كلّها عوامل مساعدة للمقاومة الفلسطينية التي تحارب الاحتلال الصهيوني. وعلى الجميع الوقوف معهم عسكرياً من خلال المشاغلة والعمل وفق مبدأ وحدة الساحات، وضرب العدوّ ومحاربته حتى إضعافه وتقزيمه وهزيمته».