المقاومة الاسلامية في لبنان تزف الشهيد القائد فؤاد شكر.. سيرة مليئة بالجهاد والعطاء
فقد لبنان، وكل محور المقاومة، شخصية عسكرية استثنائية لها ثقلها الكبير في مجريات الأحداث الساخنة مع العدو الصهيوني.
وأغتيل القائد فؤاد شكر في غارة صهيونية غاشمة استهدفت حارة حريك بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت الثلاثاء الماضي، وهو عمل خطير ستكون له الكثير من التداعيات والمخاطر، وقد يفجر حرباً إقليمية واسعة بين محور المقاومة والأعداء الإسرائيليين والأمريكيين.
ولد الحاج محسن، فؤاد شكر، في بعلبك يوم 15 أبريل 1961م، وطور علومه العسكرية في جامعة الإمام الحسين -عليه السلام- في طهران.
عمل كمستشار في الشؤون العسكرية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كما عمل في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، وهي “المجلس الجهادي”.
تطوع -رحمه الله- في بداية شبابه بجهاد الأمن اللبناني حتى وصل إلى منصب يوازي الرائد في الأمن العام، وعمل كمساهم رئيسي إلى جانب الشهيدين القائدين الحاج عماد مغنية، والسيد ذو الفقار وآخرين على تأسيس الجهازين الأمني والعسكري لحزب الله منذ بداياته.
تولى -رحمه الله- العديد من المهام خلال مسيرته الجهادية، منها قيادة الوحدة البحرية في حزب الله منذ تأسيسها، وخلال قيادته للوحدة نفذة عدة عمليات أهمها العملية البحرية الأولى، وعملية أنصارية.
قاد التخطيط لعملية أسر ثلاثة جنود صهاينة عام 2000م، عند بوابة حسن في مزارع شبعا، وشارك في العملية بشكل مباشر في مجموعة الاقتحام، حيث أصيب خلالها إصابة بليغة في يده اليمنى، وكان هم من أطلق العملية بطريقة مبتكرة، إذ تولى لنفسه تنفيذ مهمة تفجير بوابة حسن، معلناً انطلاق العملية.
والشهيد فؤاد هو من المساهمين والداعمين لتأسيس وحدة الرضوان، ووحدات خاصة سرية أخرى.
أدار – رحمه الله- باقتدار عمليات إسناد غزة منذ اللحظة الأولى، وكانت له مساهمات في التخطيط، وإدارة المعركة من بعد عملية طوفان الأقصى في الثامن من أكتوبر 2023م وحتى استشهاده.
وضعت وزارة الخزانة الأمريكية السيد فؤاد شكر على لائحة “الإرهاب” عام 2015، وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية أن الحاج محسن لعب دوراً محورياً في تفجير ثكنات المشاة البحرية الأمريكية في بيروت يوم 23 أكتوبر 1983م، كما صنفته أمريكا عام 2019 “كإرهابي عالمي”.
من خلال هذه السيرة المليئة بالإنجازات، يتضح حجم وأهمية القائد فؤاد شكر، ومدى تأثيره على مسار المواجهات مع العدو الصهيوني، وهي خسارة فادحة، ومصاب جلل بالنسبة لحزب الله اللبناني، ومحور المقاومة ككل.
ووفقاً للمعطيات، فإن حزب الله اللبناني سيوسع دائرة الرد، للثائر الشهيد شكر، وأن “تل أبيب” لن تكون في منأى عن هجوم حزب الله، كون القصف والاغتيال قد حدث في العاصمة بيروت، والضاحية الجنوبية معقل حزب الله.
نحن إذاً أمام واقع جديد، فالكيان الصهيوني يمضي بجنونه إلى أبعد مدى، ومحور المقاومة الموجوع من ضرباته الأخيرة، لن يصمت على الإطلاق، وسيكون الرد قاسياً ومؤلماً على الأعداء.