مايحدث اليوم في غزة من دمار ومجازر وحشية يُندى لها جبين الإنسانية هي حرب إبادة جماعية تقشعر لها الأبدان يرتكبها العدو الصهيوني ضد أهلنا في غزة، وبالرغم من فداحة هذا العدوان البربري الصهيوني إلا أنه كشف هشاشة وضعف هذا الكيان الغاصب عسكريًا وذلك بفعل الرد المزلزل للمقاومة الفلسطينية والجيش اليمني الذي ساند المقاومة واستهدف العدو في عقر داره بألآف الصاليات من الصواريخ والمسيّرات لخمس عمليات عسكرية متتالية دكت المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا ليس بالغريب على اليمن قيادةً وشعبًا برغم العدوان والحصار الأمريكي السعودي الواقع عليهم لأكثر من تسع سنوات؛ لأن القضية الفلسطينية هي قضيتهم الأولى المركزية وهي أول الشعوب الحاضنة للقضية الفلسطينية، فمنذ اليوم الأول للعدوان عليهم وهم حاضرون ومساندون للمقاومة الفلسطينية بالقول والكلمة والمظاهرات وبكل ما يستطيعون من قوة ممكنة، واليوم صواريخنا ومسيراتنا أثبتت ذلك، فنحن جزء من محور المقاومة ولا يمكن أن نترك لهذا العدو المتغطرس الصهيوني أن يقتل أهلنا دون رقيب.
هذا العدوان البربري الوحشي على غزة يحتاج منا جميعًا كمسلمين وقفة جادة نرضي بها ربنا أولًا؛ لأن قضية فلسطين بالنسبة لنا كمسلمين هي قضية عقائدية دينية في المقام الأول قبل أن تكون مسؤولية أخلاقية وإنسانية، لهذا يجب إحياء وتفعيل حملات المقاطعة للبضائع الإسرائيلية والأمريكية ردًا على العدوان الهمجي الإسرائيلي وردًا على المجازر والجرائم الوحشية بحق أهلنا في غزة المظلومة وممتلكاتها ومقدراتها، كما يجب أن تتكامل حملات المقاطعة في كل العالم وتتكاتف حتى تشكل عاملًا ضاغطًا مؤلمًا للإحتلال الصهيوني وكل من يدعمه، لأن الأرباح التي يجنيها الاحتلال من شراء منتجاته ومنتجات الشركات الكبرى الداعمة له تعود رصاصًا وقذائف وصواريخ فوق رؤوس الأطفال والنساء وكافة أهلنا في غزة.
فسلاح المقاطعة للسلع والمنتجات الداعمة للعدو الصهيوني وخاصة الأميركية، يعد أضعف الأيمان لمساندة أهلنا في قطاع غزة وعموم فلسطين، وإظهار حالة الغضب العربي على الممارسات الإسرائيلية بدعم وتأييد من الولايات المتحدة، فلا يجوز أن يمارس الإحتلال كل أنواع الظلم على الشعب الفلسطيني، والشعوب الإسلامية تتعامل مع الاحتلال كأنه شيء طبيعي، يقومون بشراء سلعة ويدعمون شركاته وكأن شيئًا لم يكن، هذا الأمر لايرضاه العقل ولا الدين ولا الأخلاق ولا حتى الإنسانية، ألا يجب أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوًا تداعت لها سائر الأعضاء بالسهر والحمى؟!.
على شعوب العالم أن يتضامنوا مع نساء وأطفال ورجال فلسطين المعذبين المقموعين والمحرومين من الحياة الكريمة والحرة بفعل مصاصي الدماء الإسرائيليين، وأن لا يجد العدو الصهيوني من يقبل بوجوده على أرض فلسطين، وألا يكون لهم مكان على أرضنا ولا طيران في سمائنا ولا سفن تبحر في مياهنا ولا هواء يتنفسونه ونحن على الوجود.
المقاطعة الاقتصادية سلاح وموقف إيماني جهادي له أهميتة الكبرى وقد خصص الشهيد القائد-رصوان الله عليه- مساحة واسعة في الحديث عن المقاطعة في محاضراته ودروسه باعتبارها سلاحًا مؤثرًا فاعلاً، وموقفًا قويًا لا بد على الجميع أن يتبناه مثلها مثل الصرخة في وجه المستكبرين، وهي شكل من أشكال المقاومة؛ لأنها تمثل الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني لقتل الشعب الفلسطيني، وتُعتبر سلاح فعال يجب أن تتبناه شرفاء العرب والعالم من الأحرار، فبمقاطعتنا نستطيع أن نقطع شريان الحياة عن الإحتلال الصهيوني ونسرع في زواله ونكبد أعداء الأمة خسائر اقتصادية كبرى، وهذا ما حدث اليوم بفضل تكاتف الملايين من الأحرار في العالم مسلمين وغير مسلمين في حملة المقاطعة الواسعة التي آتت أُكلها، فهناك تقارير أمريكية كشفت حجم الخسائر الفادحة التي تكبدتها العديد من الشركات الأمريكية والإسرائيلية، إلى جانب الشركات الداعمة بشكل مباشر أو غير مباشر للكيان الإسرائيلي، لهذا نحن بحاجة إلى الاستمرار في حملة المقاطعة حتى تكون أداة فعالة، لا أن تكون موسمية أو رد فعل، بل يجب أن تكون قاعدة عامة وثقافة مجتمعية تطبّعها الاستمرارية.