المقاتل اليمني يطيح بأكبر الشركات الأمنية العالمية ويدمر عشرات الألوية الموالية للعدوان
حالة من الإرباك يعيشها النظامين السعودي والاماراتي ومن ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية بعد فشل كل محاولاتهم الرامية الى السيطرة على اليمن، سيما بعد سقوط عشرات الالاف من جنودهم ومرتزقتهم بين “قتيل وجريح واسير” خلال خمس سنوات من العدوان على اليمن.
فمنذ أن أعلنت السعودية في مارس عام 2015 إطلاق ما اسمته «عاصفة الحزم» من واشنطن، والعدوان لا زال مستمراً على بلادنا رغم مرور خمس سنوات على الوعد القديم بإعادة الفار هادي الى الحكم.
فالتحالف الامريكي السعودي فشل حتى الآن في ارجاع اياديه الى اليمن، وفشل أيضًا في تدمير صمود الشعب اليمني، أو وقف تقدم ابطال الجيش واللجان الشعبية.
وقد استنزف تحالف العدوان طيلة السنوات الماضية كل وسائله وادواته في هذه الحرب التي انهت احلام السعودية في حرب ظنتها خاطفة لن تستغرق سوى بضعة أشهر ، وها هي السعودية وحلفائها يتجرعون الهزائم لترتد عليهم بخسائر عسكرية واقتصادية لم يُفصح بعد عن أبعادها.
وسنتناول اليوم أهم ابعاد ما خلفته الحرب الظالمة على التحالف الامريكي السعودي من حيث الخسائر البشرية وسقوط مخططاته التاّمرية عقب فشل عشرات الخلايا الاجرامية في تنفيذها.
مرتزقة من خارج الحدود
مع اعلان العدوان على اليمن، لجأت دول تحالف العدوان على تحوّل اليمن، إلى ساحة حربٍ وتدخلٍ إقليمي، برز معها مصطلح “المرتزقة” لمن سعت السعودية والامارات لاستقطابهم من الكثير من دول العالم، فضلاً عن تجنيد الالاف من المرتزقة المحليين، مستغلين الاوضاع الاقتصادية التي سعوا الى انهيارها بغيه استغلال حاجة اغلب الاسر وخاصة في المحافظات الجنوبية للمال وسد احتياجاتهم.
وجاء دخول الإمارات، إلى جانب السعودية، ليجعل من المرتزقة الأجانب في اليمن، عنواناً بارزاً في العدوان على اليمن وتجنيد نازحين أفارقة بالإضافة الى استقدام مرتزقة من الجيش السوداني
وطلب “النظامان السعودي والإماراتي” من كل من مصر وباكستان والمغرب وتركيا وبنجلاديش المشاركة بقوّات عسكرية بريّة، لكنّ طلبهما قوبل بالرفض، حتى أنّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن وقتها أنّ «الجيش المصري للوطن فقط»، قبل أن يتراجع ويعلن المشاركة رسميًّا بعد ضغوط إماراتية، لكنها مشاركة بعيدة عن تقديم أية قوات برية ، في تلك الأثناء كانت الدول الخليجية التي تشن العدوان على اليمن ، تشارك في العقوبات الاقتصادية على السودان، بموجب قرار أمريكي صدر في العام 2009 ، وتحت شعار الدفاع عن الحرمين والعقيدة والدين قرر البشير مشاركة “بن سلمان ، وبن زايد” في عدوانهما على اليمن وإرسال قوات برية وجوية وبعد يومين فقط وصلت الدفعة الأولى من الجنود السودانيين تضمّ 12000 مرتزق من الجيش السوداني إلى الأراضي السعودية.
وتتعامل السعودية مع الجنود السودانيين الذين يدافعون عن حدودها ومواقعها كوقود لحربها العدوانية على اليمن ، وحماة مستأجرين للدفاع عن حدودها وعن مواقع جيشها الذي يعجز عن المهمة ، وبعيداً عن المكاسب السياسية، فإن القوّات السودانية التي تحرس الحدود السعودية، والتي تتعرض باستمرار للقتل ، وتبرز كأكثر القوات المشاركة في العدوان على أرض المعركة، يتعرضون لمقاتل جماعية بشعة بلغ عدد القتلى والمصابين ما يقارب ثمانية آلاف قتيل ومصاب ومفقود منهم أربعة آلاف و253 قتيلاً”، على خلاف ما هو مُعلن.
ضحايا الجيش السوداني
وقد كشف المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن حصيلة القتلى من مرتزقة الجيش السوداني المشارك في العدوان على اليمن، مؤكدا إن القتلى السودانيين في الجنوب وتعز والساحل الغربي حتى سبتمبر الماضي بلغ أكثر من 2049 قتيلًا فيما إجمالي القتلى في جميع الجبهات بلغ 4253 جندياً.
ولفت إلى أنه في عامي 2015 و2016 بلغ عدد القتلى السودانيين 850 قتيلًا.
كما كشف المتحدث العسكري عن مناطق تواجد مرتزقة السودان، قائلاً: إن ما يسمى باللواء الخامس حزم وقوامه 5 آلاف جندي سوداني يتمركز في الخوبة، وفي صامطة يتمركز اللواء السادس.
وأشار في المؤتمر الصحفي، الى تسجيل جرائم وانتهاكات إرتكبها مرتزقة سودانيون وصلت إلى حد الإغتصاب، مؤكدا أن الزج بالأطفال في القتال ضمن الجرائم والإنتهاكات المرتكبة من قبل قيادة مرتزقة الجيش السوداني.
مرتزقة الإمارات
بعد الخسائر الجسيمة التي تلقتها الأمارات في عدوانها على اليمن، وبعد مقتل 67 من العسكريين الإماراتيين بينهم “أُمراء” في ضربة توشكا صافر بمأرب في 4 سبتمبر 2015 قررت أبو ظبي الاستعانة بمرتزقة بلاك ووتر للقتال عنهم في اليمن، وعقدت الإمارات والشركة صفقة بتوريد مئات المرتزقة من عصابات أمريكا الجنوبية مقابل مبالغ خيالية، وبحسب موقع “ديلي ماسنجر” فإن مقاتلي بلاك ووتر يتقاضون ألفَ دولار أسبوعياً كراتب معتمد لقتالهم في اليمن.
وقد تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز”، في نوفمبر 2015، عن إرسال الإمارات مئات المرتزقة الكولومبيين سراً للقتال في اليمن.
وكتبت الصحيفة الأميركية أن “وصول 450 جنديا من أميركا اللاتينية، من بينهم جنود من بنما والسلفادور والتشيلي، إلى اليمن، يضيف مكوناً جديداً للتشكيلة الفوضوية من المنظمات والشبكات الإرهابية، والمليشيات المحلية، لافتةً إلى أنه جرى اختيار القوات الكولومبية الموجود في اليمن، من لواء يبلغ تعداده حوالي 1800 جندي من أميركا اللاتينية، كانوا موجودين في قاعدة عسكرية إماراتية.
وقد تعمدت الأمم المتحدة غض الطرف عن ذلك رغم انها أقرّت، في الرابع من ديسمبر 1989 “الاتفاقية الدولية لمناهضة تجنيد المرتزقة واستخدامهم وتمويلهم وتدريبهم”.
وأشارت “نيويورك تايمز”، في التقرير ذاته، إلى أن بناء جيش المرتزقة الأجنبي في الإمارات، كان يُدار سابقاً من قبل مؤسسة “بلاك ووتر”، المرتبطة بمؤسسها إيريك برينس، كما أشارت إلى أن المجندين الأجانب في الإمارت من المرتزقة، يتقاضون من ألفي إلى ثلاثة آلاف دولار أميركي.
ونقلت الصحيفة عن ضابطٍ عسكري كولومبي سابق، قوله إن المجندين الذين وُظّفوا في اليمن، يتلقون مبلغاً إضافياً قدره ألف دولار أسبوعياً.
وبحسب تقارير عدة، فإن تجنيد معظم الجنود السابقين في كولومبيا، يتمُّ من قبل شركة “غلوبال انتربرايزس”، وهي شركة كولومبية يديرها قائد العمليات الخاصة السابق، أوسكار غارسيا باتي، وهو قائد لواء القوات الكولومبية في دولة الإمارات.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن ضابطين سابقين وخبير أمني، في 19 ديسمبر 2015، أن الإمارات أرسلت سرّاً نحو 300 مرتزق إلى اليمن. وقالت المصادر للوكالة إن “خبرة الجنود الكولومبيين السابقين في قتال المليشيات اليسارية وتجار المخدرات في بلدهم، شجّعت الإمارات على الاستعانة بهم نظراً لقلة خبرة جيشها نسبياً.
وفي ديسمبر 2017، أفادت تقارير صحافية بأن “الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات”، وجهت رسالة إلى أعضاء البرلمان في كولومبيا، وإلى الرئيس خوان مانويل سانتوس، تؤكد فيها وجود لواء من 1800 مقاتل كولومبي دفعت بهم الإمارات إلى اليمن.
وفي نوفمبر 2017، في العاصمة الفرنسية باريس، خلال مؤتمر صحافي عقدته مجموعة من المحامين والخبراء في القانون الدولي، اعلن عن تقديم شكوى جنائية باسم “اللجنة العربية لحقوق الإنسان” أمام مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، بشأن ارتكاب الإمارات “انتهاكات” عبر استخدامها مرتزقة في اليمن.
سقوط “بلاك ووتر” في اليمن
وقد تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من إسقاط اسطورة “بلاك ووتر” كبرى الشركات الأمنية في العالم على الإطلاق، حيث جرى تمريغ أنف “بلاك ووتر” الأمريكية بالتراب اليمني، وحقق المقاتل اليمني ما لم يستطع أحد قبله أن يفعله من قبل وأسقط أسطورة بلاك ووتر الأمريكية” وكبدها مئات القتلى والجرحى، وهو ما اضطرها إلى إعلان الانسحاب من اليمن.
وفي فبراير من العام 2017 سحبت شركة “بلاك ووتر” الأمريكية مرتزقتها من الأرض اليمنية، رغم الإغراءات المالية الكبيرة الإضافية التي عرضتها الإمارات، لتؤكد حجم الخسائر التي تلقتها الشركة خلال المواجهات.
وكشف موقع “نوفاروسيا” إن مجموعة بلاك ووتر الأمريكية قد تخلت عن جبهة تعز في غرب اليمن بعد معاناة خسائر فادحة خلال شهرين.
وأكد الموقع على أنه قتل أكثر من 100 جندي من مرتزقة بلاك ووتر في جبهة تعز، من اثني عشر جنسية، من بينها الجنسية الكولومبية والأرجنتينية، ومع ذلك، كانت هناك أيضا خسائر من الولايات المتحدة، وأستراليا، وفرنسا وبريطانيا.
يشار هنا لدور المهم لقوة الاستطلاع والرصد في الجيش اليمني واللجان الشعبية في كشف خسائر دول العدوان، كما كان للدور الاستخباري أهمية كبيرة في كشف أسماء القتلى وجنسیاتهم بل ورتبهم العسكرية ما جعل العدوان في مأزق حقيقي.
وفيما يلي بعضاً من قتلى بلاك ووتر الذين قضوا في شهري ديسمبر ويناير وفبراير 2015م
ففي 8ديسمبر لقي مصرعه 14من عناصر بلاك ووتر بينهم قياديان، الأول مستشار بريطاني برتبة كولونيل، والآخر استرالي، إضافة إلى بريطاني آخر، وفرنسي وجنسيات أخرى.
وفي 9 ديسمبر قتل مسئول عمليات مرتزقة شركة بلاك ووتر الأمريكية من الجنسية المكسيكية ويدعي “ماسياس ياكنباه” في جبهة العمري أثناء مواجهاتٍ مع الجيش واللجان الشعبية، وفي 10 من الشهر نفسه قتل في جبهة كرش “فرناند لاموس ” أرجنتيني الجنسية .
وفي 11 من ذات الشهر، لقي مصرعه أحد عناصر الشركة ويدعى “ايزال فولدنشتاين”، خلال قصف مدفعي للجيش واللجان الشعبية استهدف تجمعاتهم في كرش .
وقتل في 14من الشهر نفسه الأمريكي “جورج إدغر ماهوني” أحد المتورطين في الجرائم التي ارتكبتها الشركة إبان تواجدها في العراق، كما قتل قائد كتيبة مرتزقة بلاك ووتر، الكولومبي كارل في ضربة صاروخ “توشكا” بالقرب من باب المندب، بالإضافة إلى إسرائيلي من أصل روسي يدعى “موشي كاسبروف” .
وشهد 17 ديسمبر مقتل أربعة من مرتزقة الشركة وهم إيطالي يدعى “ابيكي كاربوني ” ومرتزق من جنوب أفريقيا يدعى “مازول كنياتي” وعريف أمريكي من أصول باكستانية يدعى جاوير الطاف خان ومرتزق آخر يدعى صموئيل بريبوتاتانا رواندي بلاك وتر باتجاه منطقة حبيل سلمان وحول المرور في تعز.
ولقي أحد عناصر الشركة مصرعه ويدعي اليخاندرو تورينوس في 22 ديسمبر في منطقة الذباب، ولقي حتفه النقيب السابق في البحرية البريطانية “وليام كاسل” في اليوم التالي متأثرا بجراح أصيب بها، كما أصيب جنديان من الغزاة أحدهما أمريكي والآخر أفريقي، في قصف على تجمع للغزاة بمديرية ذباب.
وفي 2 يناير لقي أمريكي برتبة نقيب مصرعه وأصيب آخر فرنسي الجنسية في ذباب أيضا، وفي 7 من الشهر قتل عدد من مرتزقة شركة بلاك ووتر الأمريكية على أثناء تطهير السلسلة الجبلية في منطقة العمري جنوب.
وأصيب قائد القوات الإماراتية الغازية في اليمن وفرنسي تابع لشركة “بلاك ووتر”، واثنان آخران في 8 من الشهر نفسه في منطقة الصنمة غرب الوزاعية بتعز.
وقتل في 15 من ذات الشهر ثلاثة من عناصر الشركة بينهم ضابط بريطاني يدعى “دومنيك ستيلارك” في منطقة الصنمة بمديرية الوازعية أيضا.
وفي 31 يناير قتل عشرات المرتزقة بينهم القائد الجديد لشركة بلاك ووتر الكولونيل “نيكولاس بطرس” أمريكي الجنسية.
وفي 7 فبراير قتل 7 من البلاك ووتر لقوا مصرعهم فيما جرح 39 آخرون، كما فقدت البلاك ووتر كولومبيا وفنزويلياً واستراليا وكان الجيش واللجان الشعبية قد أعلن مقتلهم بمواجهات عنيفة في جبهة العمري.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” في 9 فبراير عن مصدر عسكري يمني أن شركة البلاك ووتر سحبت مرتزقتها من جبهة العمري في محافظة تعز، إثر خسائرها الفادحة، وهو ما حدث بالفعل .
الساحل الغربي محرقة الغزاة والمرتزقة
وفي نهاية العام 2017م تمكنت وحدة متخصصة من قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية مسنودة بأبناء منطقة تهامة والقبائل من القضاء على كتيبة كاملة من قوات العدوان السعودي الاميركي في منطقة الفازة جنوبي مديرية التحيتا على الساحل الغربي.
وأوضح مصدر بوزارة الدفاع اليمنية حينها أن “أبطال الجيش واللجان الشعبية نفذوا هجوم على كتيبة أبو هارون من ما يسمى اللواء الخامس عمالقة بعد عملية استخباراتية ومعلوماتية دقيقة من خلف خطوط العدو وتمكنوا من القضاء على قيادات الكتيبة وأفرادها بالكامل”.
وأشار المصدر إلى أن “هذه العملية التي تأتي ضمن سلسلة عمليات سحق الغزاة والمرتزقة، حيث نفذت بدقة واحترافية وأسفرت عن القضاء على كامل القوة البشرية للكتيبة واغتنام عتادها بالكامل وأسر 10 من أفرادها”.
تعاون اسرائيلي اماراتي سعودي مشترك
ومن عام الى اخر لجأت دول تحالف العدوان الى الاستعانة بتجنيد مرتزقة من الداخل بعد أن عجزت عن استيراد المزيد من مرتزقة الخارج.
واعترف عدد من قادة المرتزقة إنهم تلقوا تدريبات على يد مرتزقة أجانب في قاعدة عصب في إريتريا، بالاضافة الى معسكرات في عدن وفي شبوة وحضرموت وأن معسكراً كبيراً في صحراء حضرموت لتخريج دفعات من الميليشيات التابعة للإمارات تخوض فيه التدريبات.
وقال عادل الحسني إن المرتزقة موجودون في القاعدة العسكرية الإماراتية في خور مكسر بعدن، كما أن المرتزقة يقومون بحماية السجون السرية وقتل من يحاول الفرار.
وأضاف الحسني أن المرتزقة الكولومبيين كانوا يقومون بتعذيب المعتقلين في السجون وأيضاً مسؤولون عن نقلهم إلى دورات المياه وأماكن الطعام.
وقد جرى تقسيم العمل بين الإمارات والسعودية وإسرائيل، فيما يتعلق بتوفير مرتزقة للمشاركة في حرب اليمن، إذ جندتهم الرياض، وموّلت أبو ظبي عملية التدريب، فيما ستتولى تل أبيب مهمة التدريب العسكري. وتندرج مشاركة الإسرائيليين في تدريب المرتزقة ضمن إطار التعاون العسكري والسياسي بين الرياض وتل أبيب، الذي طالما تم التكتم عليه.
عملية نصر من الله
ولم يكن حال المرتزقة المحللين افضل حالاً ممن سبقهم من مرتزقة الخارج، فقد جاءت عملية نصر من الله لتطيح بأكبر الالوية ومثلها عملية البنيان المرصوص .
رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في اليمن “عبدالقادر المرتضى”، اكد في سبتمبر الماضي وتحديدا بعد ايام من عملية نصر من الله أن جثث المئات من مرتزقة العدوان السعودي لا زالت ملقاة في أرض المعركة بعد العملية الكبرى بمحور نجران.
وقال المرتضى ” المئات من جثث مقاتلي العدو لازالت مرمية في الشعاب والأودية في محور نجران بعد عملية نصر من الله نتيجة عدم سماح قوى العدوان للصليب الأحمر الدولي بإنتشالها.
وكان متحدث القوات المسلحة العميد” يحيى سريع” قد كشف في ذات الشهر عن عملية هجومية كبيرة لأبطال الجيش واللجان الشعبية منذ بدء العدوان في محور نجران تم خلالها سقوط ثلاثة ألوية بالكامل واغتنام مئات الآليات وأسر آلاف المرتزقة.
وكشف سريع في مؤتمر صحفي له عن عملية ” نصرٌ من اللهِ” العسكريةِ الواسعةِ والنوعيةِ في مِحورِ نجران، والتي تُعَدُ أكبرَ عمليةِ استدراجٍ لقواتِ العدوِ منذ بَدءِ العُدوانِ على بلدِنا استمرتْ لعدةِ أشهرَ وتكبدَ فيها العدوُ حتى اللحظةِ خسائرَ كبيرةً جداً في العتادِ والأرواحِ.
وأكد سريع أن العملية اسفرت عن سقوطُ ثلاثةْ ألويةْ عسكريةْ من قواتِ العدوِّ بكاملِ عتادِها العسكري ومعظمِ أفرادِها وقادتِها وإغتنامُ كمياتٍ كبيرةٍ من الأسلحةِ تضمُ مئاتِ الآلياتِ والمدرعات و وقوعُ آلافٍ من قواتِ العدوِّ في الأسرِ مُعظمُهم من الخونة والمخدوعين ومصرَعُ وإصابةُ المئات.
عملية البنيان المرصوص
وعقب العملية “نصر من الله” جاءت عملية البنيان المرصوص حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنيّة العميد يحيى سريع، سقوط 1500 قتيل و1830 مصاب والمئات من الأسرى من قوّات تحالف العدوان الامريكي السعودي في عمليّة “البنيان المرصوص”.
واستعرض العميد سريع مشاهد لخسائر قوات التحالف بعد العمليّة، مؤكداً أنّ “من بين القتلى عدد كبير من القيادات من مختلف المستويات كما تكبدت خسائر فادحة في العتاد واغتنام ما بين 300 و400 آليّة ومدرعة”، معلناً تحرير مناطق في محافظتي مأرب والجوف إضافة الى نهم بصنعاء تقدر مساحتها بـ 2500 كيلومتر مربع.
وتحدث العميد سريع عن أنّ العملية “أدت إلى انهيار كبير في صفوف قوات العدو وفرار المئات من المرتزقة”، وأنّه من ضمن العمليات التي قامت بها القوّات المسلحة اليمنيّة 26 عملية استهدفت مطارات أبها وجيزان ونجران وقاعدة خميس مشيط وشركة أرامكو في السعوديّة.
ولازالت عملية البنيان المرصوص مستمرة حتى اليوم في حصد رؤوس المرتزقة والتوسع نحو تحرير باقي المناطق الشرقية لليمن.
نيران صديقة :
أما عدد قتلى وجرحى المرتزقة، بواسطة نيران صديقة “الغزاة” فقد إرتفعت إلى رقم قياسي في السنوات الاخيرة حيث نفذ طيران العدوان في ثلاثة اشهر فقط 146 غارة جوية عن طريق الخطأ في مأرب وتعز وعدن ولحج وشبوة والجوف ونهم، استهدفت جميعها المرتزقة الذين تكبدوا خسائر بشرية وفي المعدات تتجاوز 891 قتيل وجريح وتدمير 132 مدرعة وطقم عسكري، في ثلاثة اشهر فقط.
ولم يقتصر هجوم تحالف العدوان على مرتزقته خلال المعارك، بل امتد الى السجون واستهداف من يسقطون في الاسر كما هو حال عشرات المرتزقة الذين سقطعوا قتلى وجرحى خلال اسرهم في محور كتاف بلاضافة الى استهداف طيران العدوان لسجون الاسرى في الشرطة العسكرية بصنعاء في 2017م ولسجن ذمار في 2019م.
وزارة حقوق الإنسان اكدت إن جريمةَ استهداف سجن الأسرى بمحافظة ذمار ترقى إلى جريمة حرب وتعد فعلاً من أفعال الإبادة الجماعية المجرمة بنصوص القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي.
وأدانت وزارة حقوق الإنسان في بيان لها في سبتمبر الماضي، بأشد العبارات هذا الانتهاك الصارخ والفاضح والمتكرر لكافة القوانين والمعاهدات والقرارات الدولية التي تجرم وتحرم هذه الجريمةَ المتعمدة التي استهدفت أسرى كان العمل جارياً للإفراج عنهم في عملية تبادل الأسرى وتأمين عودتهم إلى أسرهم.
وأوضح البيان أن نزلاء السجن المستهدف كانوا مسجلين لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكانوا ضمن كشوفات تبادل الأسرى حسب اتفاق السويد .
واستنكر الصمت العالمي المخزي الذي يشجع العدوان على الاستمرار في جرائمه والتمادي فيها متسلحاً بتواطؤ المجتمع الدولي وغياب صوت مجلسِ حقوق الإنسان .
وختاماً نؤكد أن حجم الخسائر تكشف ضخامة الهزيمة والكابوس الذي تعيشه دول العدوان في هذه الحرب التي لم تحقق لهم سوى الانكسار العسكري والاعلامي والاخلاقي ، كما تؤكد حنكة وبسالة المقاتل اليمني وشجاعته في ظل وجود قيادة عسكرية ناجحة تستمد شجاعتها من قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، الذي حرص على تعزيز الروح الجهادية في كامل المؤسسات العسكرية.