المعركة اليمنية المساندة لغزة تعري قوة واشنطن ..روزنامة الفضائح والتحديات ..بكين المستفيد الأول

المعركة اليمنية المساندة لغزة تعري قوة واشنطن ..روزنامة الفضائح والتحديات ..بكين المستفيد الأول

واشنطن تواجه تحديات في بناء فرقاطاتها الجديدة.. تسليم أول سفينة يتأجل حتى 2029

الفرقاطة الأولى من طراز كونستليشن لم تكتمل إلا بنسبة 10%، والتصميم لا يزال قيد التشطيب

كشفت تقارير أمريكية عن أزمة متفاقمة تضرب مشروع الفرقاطات “كونستليشن” التابع للبحرية الأمريكية، الذي وُعد بأن يكون حجر الزاوية في مستقبل العمليات البحرية للولايات المتحدة…فمن تأخيرات غير متوقعة، إلى تكاليف متصاعدة وتصميمات متغيرة بشكل جذري، بات البرنامج يواجه موجة انتقادات واسعة في الأوساط العسكرية والبرلمانية على حد سواء. وبينما كانت التوقعات تشير إلى جاهزية الفرقاطة الأولى بحلول 2026، يبدو أن الموعد بات بعيدًا، والتكلفة صارت أثقل بكثير مما خُطط له.
موقع TWZ المتخصص في الشؤون العسكرية والدفاعية نشر تقريرا قال فيه بأن الفرقاطة الأولى من فئة “كونستليشن” (FFG-X) التابعة للبحرية الأمريكية لم يُنجز منها سوى 10% فقط من عملية البناء، رغم مرور أكثر من عامين على بدء العمل وخمس سنوات تقريبًا منذ توقيع العقد الأولي مع الشركة المنفذة.
وأكد الموقع أن تصميم السفينة لا يزال قيد التطوير، وأنه يختلف بنسبة 85% عن التصميم الأصلي الذي كان من المفترض أن يعتمد عليه بنسبة عالية.
وكشف الموقع أن برنامج الفرقاطات يعاني من تأخيرات كبيرة وزيادات في التكاليف، مشيرًا إلى أن التصميم المتأخر وغير المستقر ساهم في اضطراب الجدول الزمني وتساؤلات متزايدة بشأن مستقبل البرنامج.
وأوضح TWZ أن التعديلات الجوهرية على تصميم الفرقاطة مقارنة بالنسخة الأم الفرنسية الإيطالية (FREMM) — والتي كان يُفترض أن تتم وفق مبدأ التعديل الطفيف على تصميم جاهز — تحوّلت إلى تعديلات واسعة النطاق، ليصبح التصميم الحالي مختلفًا بنسبة 85% عن الأصل، في حين كان الهدف ألا تتجاوز التعديلات 15%.
وقال مارك فاندروف، نائب الرئيس الأول لشؤون الحكومة في مجموعة “فينكانتيري مارين”، إن عملية البناء تتم في منشأة “مارينيت” بولاية ويسكونسن، وأن التصميم العملي يُنتظر الانتهاء منه في أواخر الربيع أو أوائل الصيف. وأضاف أن شركته تعمل مع البحرية على إنهاء التصميم والحصول على الموافقات النهائية.
وأكد TWZ أن الفرقاطة USS Constellation كان من المقرر تسليمها في عام 2026 بتكلفة لا تتجاوز مليار دولار للوحدة، لكن التقديرات الجديدة تشير إلى أن الكلفة ارتفعت إلى نحو 1.4 مليار دولار لكل سفينة. ومن المتوقع حاليًا أن يتم تسليم أول نموذج في 2029.
وأشار التقرير إلى أن البحرية الأمريكية كانت قد منحت عقد تصميم وبناء فئة “كونستليشن” لشركة “مارينيت مارين” التابعة لمجموعة “فينكانتيري” الإيطالية عام 2020، وبدأ البناء الفعلي في أغسطس 2022. وتم حتى الآن طلب بناء ست سفن، ضمن دفعة أولية يُتوقع أن تشمل ما لا يقل عن عشر فرقاطات.
وعرض TWZ وثائق من قيادة أنظمة البحرية الأمريكية (NAVSEA) تؤكد التغيرات التصميمية التي أُدخلت على السفينة، والتي شملت زيادة في الحجم والإزاحة الكلية، مما يثير مخاوف بشأن أداء السفن مستقبلًا. كما ذكر الموقع أن صورًا ورسومات بيانية من البحرية تؤكد التباين الكبير بين تصميم كونستليشن والتصميم الأساسي للـ FREMM.
ورصد التقرير أن التعديلات الكبيرة على التصميم، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية العالمية مثل تأثيرات جائحة كوفيد-19، ونقص العمالة في صناعة بناء السفن بالولايات المتحدة، زادت من تعقيد المشروع. ونقل الموقع عن فاندروف قوله إن شركته واجهت نفس المشكلات التي تواجهها صناعة بناء السفن الأمريكية عمومًا، مثل النقص في عدد اللحامين وفنيي تركيب السفن، مع توفر كهربائيين بنسبة أفضل نسبيًا.
وأشار إلى أن Fincantieri أجرت توسعات في بنيتها التحتية لدعم بناء سفينتين سنويًا، لكنها لا تزال بحاجة لتوظيف المزيد من القوى العاملة.
وأكد TWZ أن برنامج الفرقاطات “كونستليشن” ليس الوحيد المتعثر، إذ إن قطاع بناء السفن في أمريكا يشهد انكماشًا منذ عقود، مما أثر أيضًا على صيانة وتحديث السفن الحالية. وربط التقرير هذه الأزمة بأمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعنوان “استعادة الهيمنة البحرية الأمريكية”، يهدف إلى مراجعة صناعة بناء السفن في البلاد.
وذكر الأمر التنفيذي أن الولايات المتحدة تنتج أقل من 1% من السفن التجارية عالميًا، مقارنةً بالصين التي تنتج قرابة نصف السفن التجارية في العالم. كما دعا الأمر وزارات الدفاع والتجارة والنقل والأمن الداخلي إلى تقديم تقرير في غضون 45 يومًا يشمل توصيات لزيادة عدد المتعاقدين في مجال بناء السفن وتقليل التكاليف والتأخيرات.
وفي سياق متصل، قال النائب الجمهوري روب ويتمان، نائب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، خلال المؤتمر، إن البحرية “بدأت البرنامج بنيّة الاعتماد بنسبة 85% على تصميم FREMM وإضافة 15% فقط، لكن العكس هو الذي حدث الآن”. وتساءل عما إذا كانت البحرية قادرة على استدراك التأخيرات والعودة إلى المسار الصحيح، أم أن المشروع خرج عن السيطرة.
وختم موقع TWZ تقريره بالإشارة إلى أن هناك غضبًا متزايدًا داخل الكونغرس من أداء البرنامج، وأن قرارات حاسمة بشأن مصير فرقاطات فئة “كونستليشن” قد تلوح في الأفق، خصوصًا مع بقاء بناء السفينة الأولى عند 10% فقط وبعد سنوات من التسليم المرتقب.

 مع تصاعد العمليات اليمنية ..البحرية الأمريكية تواجه تأخيرات في تسليم حاملتي طائرات من فئة فورد

كشفت شبكة أخبار مارين إنسايت marineinsight المختصة في الأخبار البحرية إن  البحرية الأمريكية تواجه تأخيرات كبيرة في تسليم حاملتي الطائرات “يو إس إس جون إف كينيدي” و”يو إس إس إنتربرايز” من فئة فورد، حيث لن تكون أي منهما جاهزة قبل عام 2029، وسط استمرار اضطرابات سلاسل التوريد ونقص العمالة وتحديات تقنية معقدة.
وبحسب الشبكة فإن تأخيرات التسليم تتزامن مع مرحلة حرجة تمر بها البحرية الأمريكية، حيث تواجه واشنطن تصاعدًا في التهديدات، أبرزها من الحوثيين في الشرق الأوسط، إلى جانب النمو المتسارع في قدرات بناء السفن لدى الصين.
وذكر التقرير أن مشكلات فنية لا تزال تؤثر على أنظمة رئيسية في هذه السفن المتقدمة، ومنها المصاعد المستخدمة لنقل الذخائر من أسفل سطح السفينة، وأنظمة إطلاق الطائرات واستعادتها. وتُعد هذه الأنظمة جزءًا من التقنيات الحديثة التي تميز فئة فورد.
وأوضح shipping-news أن حاملة الطائرات “جيرالد ر. فورد”، أولى حاملات هذه الفئة، تمثل قفزة تكنولوجية في تصميم حاملات الطائرات، خصوصًا بنظام الإطلاق الكهرومغناطيسي للطائرات (EMALS)، الذي يُطلق الطائرات بنسبة 30% أسرع من الأنظمة القديمة. وقد صُممت هذه الفئة لحمل ما يصل إلى 100 طائرة، إلا أن تعقيد هذه الأنظمة يجعل تكلفتها مرتفعة جدًا، إذ بلغت تكلفة حاملة “جيرالد ر. فورد” نحو 13 مليار دولار.
وتخطط البحرية الأمريكية لتملك عشر حاملات طائرات من فئة فورد، إلا أن التحديات اللوجستية والبشرية تعرقل هذا الهدف.
ولفت التقرير إلى أن حاملة الطائرات ليست الوحيدة المتأثرة، إذ يواجه برنامج الغواصات النووية “كولومبيا” أيضًا تأخيرات كبيرة، وخصوصًا السفينة الأولى في الفئة، “يو إس إس ديستريكت أوف كولومبيا (SSBN-826)”، التي يتوقع تأخرها لنحو 18 شهرًا عن الجدول الزمني.
ومن التحديات الأساسية التي تؤثر على سير العمل، بحسب shipping-news، النقص الحاد في اليد العاملة، حيث تكافح أحواض بناء السفن الأمريكية للاحتفاظ بالعمال المدربين، ويُعد استقطاب عمال جدد وتدريبهم عملية بطيئة ومكلفة.
وأشار الموقع إلى أن حكومة الرئيس دونالد ترامب قد حدّدت مسألة إنعاش صناعة بناء السفن كأولوية قصوى، وربما تُنشئ مكتبًا خاصًا داخل البيت الأبيض للإشراف على هذا الملف، في محاولة لإنقاذ صناعة تعتبر ضرورية للأمن القومي الأمريكي.
وختم التقرير بالتأكيد على أن استمرار التأخيرات سيؤثر سلبًا على الجاهزية العملياتية للبحرية الأمريكية، خاصة في ظل تقاعد عدد متزايد من حاملات الطائرات القديمة، ما يؤدي إلى تقلص الأسطول بوتيرة أسرع من قدرته على التجديد، وهو ما قد يُجبر القوات البحرية على تنفيذ عمليات انتشار أطول، مع آثار محتملة على الكفاءة القتالية ومعنويات الطواقم.

حاملات الطائرات الأميركية تتهاوى في البحر مع تصاعد النفوذ الصيني

بينما تتعثر واشنطن في تسليم حاملات طائراتها الجديدة وتعاني من قيود لوجستية وصناعية متزايدة، تمضي بكين بخطى ثابتة في توسيع قدراتها البحرية وتطوير حاملات متطورة قد تُغيّر قواعد اللعبة.
في هذا السياق، تبدو حاملات الطائرات الأميركية، وكأنها تواجه اختبارًا وجوديًا أمام تصاعد نفوذ الصين ومخاطر التكنولوجيا العسكرية الحديثة.
في هذا السياق قال موقع “آسيا تايمز إن التأخير في إنتاج حاملات الطائرات الأميركية من فئة فورد، وتزايد التهديدات البحرية، وتراجع أعداد السفن، كلها عوامل تقوّض العقيدة البحرية للولايات المتحدة وتضع هيمنتها التقليدية في البحر على المحك، في الوقت الذي تواصل فيه الصين توسيع أسطولها البحري بسرعة.
وأشار الموقع إلى أن البحرية الأميركية أقرت، خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي هذا الشهر، بوجود تأخيرات في الجدول الزمني لحاملتي طائرات من فئة فورد قيد الإنشاء. وأبرز هذه السفن هي حاملة الطائرات يو إس إس جون إف كينيدي (CVN-79)، والتي اكتمل بناؤها بنسبة 95%، لكنها تواجه ضغوطًا شديدة للوفاء بموعد تسليمها المقرر في يوليو 2025، بسبب مشكلات في مصاعد الأسلحة المتقدمة ومعدات إطلاق واستعادة الطائرات.
وبحسب الموقع، فإن بناء حاملة الطائرات يو إس إس إنتربرايز (CVN-80)، التي تم إنجاز 44% منها حتى الآن، يتأخر هو الآخر نتيجة تأخر في تسليم المواد الحرجة، ما قد يؤدي إلى تأخير كبير في موعد التسليم النهائي.
وأوضح التقرير أن البحرية الأميركية تعمل مع شركة هنتنغتون إنغالز إندستريز – نيوبورت نيوز لبناء السفن (HII-NNS) للتخفيف من هذه التأخيرات. ومع أن مواعيد التسليم المحدثة لم تُحدد بعد، فإن التجارب المكتسبة تُستخدم لتحسين الكفاءة التشغيلية في CVN-80 والسفينة التالية يو إس إس دوريس ميلر (CVN-81).
ورغم هذه العقبات، أكد الموقع أن البحرية الأميركية ما زالت تركّز على تسريع تسليم حاملات الطائرات وجعلها جاهزة للقتال في أسرع وقت. وأشار إلى أن تال مانفيل كتب في “بروسييدينغز” في فبراير 2025 أن حاملات الطائرات من فئة نيميتز تحتاج بشكل عاجل إلى الاستبدال بسبب القيود المفروضة على الطاقة والمساحة والوزن، خاصة مع اقتراب خروج نيميتز (CVN-68) من الخدمة في عام 2026 ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69) في 2027.
ونبّه مانفيل إلى أن عدم الإسراع في شراء حاملتي الطائرات CVN-82 وCVN-83 من فئة فورد سيؤدي إلى تقليص الأسطول إلى ما دون الحد القانوني وهو 11 حاملة طائرات، كما سيعطل كفاءة أحواض بناء السفن بخلق فجوة إنتاجية مكلفة تستمر لسبع سنوات.
وأضاف موقع “آسيا تايمز” أن استمرار الولايات المتحدة في بناء حاملات الطائرات يؤكد مكانتها كأداة مركزية لإسقاط القوة رغم ضعفها المتزايد. ولفت إلى تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في يناير 2023 أشار إلى أن الولايات المتحدة خسرت حاملتي طائرات في محاكاة لصراع مع الصين حول تايوان.
وفي السياق ذاته، قال ستيف باليستريري في مقال نُشر في مارس 2025 بموقع “1945” إن الصين وروسيا تمتلكان صواريخ فرط صوتية قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأميركية، بينما لا تملك الولايات المتحدة دفاعًا فعالًا ضدها. كما أشار إلى أن الغواصات التقليدية يمكنها التسلل خلف الدفاعات وإغراق هذه السفن العملاقة.
ونقل الموقع عن مارك كانسيان وآخرين قولهم إن الولايات المتحدة لم تتمكن من تفادي خسارة حاملات الطائرات في سيناريوهات حرب تايوان إلا عندما امتنعت عن دفع أسطولها إلى الأمام كجزء من سياسة الردع. وأكدوا أن الحاملات قد تؤدي دورًا حيويًا إذا بقيت بعيدًا عن مناطق الخطر.
ورغم امتلاك الولايات المتحدة لـ11 حاملة طائرات، أشار الموقع إلى أن هذا العدد قد لا يكفي لمنافسة الصين كقوة عظمى. وذكر كايل ميزوكامي في “Popular Mechanics” أن عدد الحاملات الأميركية خلال الحرب الباردة تراوح بين 13 و15 سفينة، بينما الوضع الحالي لا يسمح سوى بتجهيز أربع إلى خمس حاملات في آنٍ واحد بسبب دورة التشغيل المعقدة (ثلث في الخدمة، ثلث في الصيانة، وثلث في التجهيز).
وأشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس في يناير 2025 إلى أن البحرية الأميركية تخطط لنشر 12 حاملة طائرات ضمن أسطول مكون من 381 سفينة، إلا أن قيود الميزانية وتأخيرات البناء والقيود الصناعية تعيق تحقيق هذا الهدف. ويُتوقع أن تحقق البحرية هذا الرقم في ثلاث سنوات فقط (2025، 2029، 2032)، مع احتمال انخفاض العدد إلى تسع حاملات فقط بحلول عام 2047 في بعض السيناريوهات.
وفي المقابل، قال الموقع إن الصين تحقق تقدمًا لافتًا، حيث تمتلك الآن ثلاث حاملات طائرات عاملة وتبني حاملة رابعة من طراز 004، يُعتقد أنها قد تكون أول حاملة طائرات صينية تعمل بالطاقة النووية، وربما تفوق في الحجم نظيرتها الأميركية من طراز فورد.
وذكر كريس أوزبورن في مارس 2025 أن الصين، رغم الانتقادات حول فاعلية الحاملات في الحرب الحديثة، تواصل استثمارها في هذا المجال، مشيرًا إلى أن بكين تطور أنظمة دفاع بحري وقدرات استخبارات ومراقبة متقدمة لرصد التهديدات وضمان فاعلية حاملاتها في الصراع البحري.

تقرير حكومي يكشف عن فشل البحرية الأمريكية في تحقيق أهداف بناء السفن رغم مليارات الدولارات

بناء السفن في البحرية الأمريكية يتجاوز الميزانية باستمرار ويتأخر على الرغم من المليارات المستثمرة في الصناعة
تواجه البحرية الأمريكية أزمة كبيرة في ظل محاولاتها لتحديث وتوسيع أسطولها البحري، رغم الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في صناعة بناء السفن على مدار العقدين الماضيين. تقرير حديث من مكتب المحاسبة الحكومية الأمريكي كشف عن سلسلة من المشكلات الهيكلية والفنية التي تعرقل هذه الجهود، من بينها تأخيرات طويلة في تسليم السفن ونقص في الأيدي العاملة المدربة. هذه التحديات تأتي في وقت حساس، حيث تواجه الولايات المتحدة تهديدات بحرية متزايدة من دول معادية، مما يسلط الضوء على فشل الخطط الحالية في تلبية احتياجات الدفاع الوطني.
تقرير مكتب المحاسبة الحكومية الأمريكي (GAO) قال أن البحرية الأمريكية، وعلى الرغم من مضاعفتها ميزانية بناء السفن تقريبًا خلال العقدين الماضيين، لم تتمكن من زيادة عدد سفن أسطولها مضيفا أن وزارة الدفاع الأمريكية والبحرية عملتا مع شركات خاصة لبناء السفن، واستثمرتا مليارات الدولارات لدعم القاعدة الصناعية لبناء السفن، إلا أن الصناعة لم تتمكن من تحقيق أهداف البحرية، مما يهدد قدرتها على حماية الولايات المتحدة من التهديدات البحرية المتزايدة والمنافسة العالمية.
مشيرا أن الشركات الخاصة تلعب دورًا محوريًا في بناء وصيانة سفن البحرية، لكنها لم تتمكن منذ عقود من تلبية أهداف البحرية الأمريكية المتعلقة بتوسيع الأسطول، وهو ما أدى إلى تأخيرات كبيرة وتجاوزات في الميزانية. وقد وصلت بعض تأخيرات التسليم إلى ثلاث سنوات، بحسب بيانات سبتمبر 2024، التي وثّقت تأخيرات متفاوتة في مشاريع بناء السفن قيد التنفيذ.
وحدد تقرير فبراير 2025 تحديين رئيسيين يعيقان قدرة الشركات على تلبية متطلبات البحرية: أولًا، أن بعض أحواض بناء السفن لا تمتلك المساحة الكافية لإنجاز حجم العمل المطلوب خلال الإطار الزمني المحدد، كما أن بعضها يعاني من بنية تحتية قديمة تؤدي إلى تأخيرات. ثانيًا، أن شركات بناء السفن تعاني من نقص في الأيدي العاملة، حيث تواجه صعوبات في توظيف والاحتفاظ بالموظفين، خصوصًا ذوي المهارات المطلوبة.
واوضح مكتب المحاسبة الحكومية إلى أن البحرية تدرك هذه التحديات، لكنها لا تزال تضع خططًا تتجاوز قدرة شركات الصناعة على الإنجاز، إذ لا تأخذ بعين الاعتبار الطاقة الإنتاجية الفعلية للمصنّعين عند وضع خططها لتوسيع الأسطول وصيانته. وقد اتخذت وزارة الدفاع والبحرية بعض الخطوات لمساعدة الشركات الخاصة، مثل تمويل تحسين البنية التحتية في أحواض السفن وتطوير القوى العاملة، وبلغ حجم هذه الاستثمارات 5.8 مليار دولار في الفترة السابقة، ومن المتوقع أن يصل إلى 12.5 مليار دولار خلال الفترة من 2024 إلى 2028.
لكن مكتب المحاسبة الحكومية وجد أن البحرية لم تُجرِ تقييمًا شاملًا لمدى فعالية هذه الاستثمارات، ومع ذلك لا تزال تتوقع نتائج مختلفة من الصناعة، مما يضعها في موقع ضعيف لمعالجة تحديات بناء السفن التي تؤثر على قدرتها التشغيلية. كما كشف التقرير عن ضعف في التنسيق بين وزارة الدفاع والبحرية بخصوص الاستثمارات، مما يفتح المجال لاحتمالات التكرار أو التداخل. وأوصى التقرير بوضع استراتيجية وقيادة منسقة لجهود بناء السفن، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الاستثمارات وتحقيق نتائج فعالة.
وقد أورد التقرير مثالين يجسّدان التحديات التي تواجه البحرية، أولهما يتعلق بغواصات فئة “فرجينيا بلوك V”، وهي غواصات نووية يجري إنتاجها منذ عام 2019، وتوفر قدرات معززة لعشر غواصات. حددت البحرية هدفًا بإنتاج غواصتين سنويًا على أن يكتمل المشروع بحلول 2028، لكن بحلول يونيو 2024، وجد مكتب المحاسبة أن وتيرة الإنتاج لم تتجاوز 60% من الهدف السنوي، ما يعني أن المشروع متأخر بشكل كبير عن الجدول الزمني. ويرجع هذا التأخير بشكل أساسي إلى نقص القدرة الإنتاجية والعمالة، ما اضطر الشركة المصنعة إلى اللجوء إلى التعاقد من الباطن ومحاولة توسيع قوة العمل لديها. وتسبب هذا التأخير في زيادة التكاليف التقديرية لإكمال أول غواصتين بنحو 530 مليون دولار إضافي.
أما المثال الثاني فيتعلق بغواصات “كولومبيا”، وهي غواصات نووية باليستية خططت البحرية الأمريكية لبناء 12 منها بتكلفة إجمالية تبلغ 130 مليار دولار. كان من المقرر أن تدخل الغواصة الأولى الخدمة بحلول عام 2030، لكن تقرير سبتمبر 2024 كشف أن أعمال البناء تأخرت بشكل كبير عن الأهداف، وأن التسليم سيتأخر على الأقل لمدة عام. وتعود هذه التأخيرات وزيادة التكاليف إلى مشاكل في القدرة الإنتاجية ونقص اليد العاملة، إضافة إلى تحديات في سلاسل التوريد الخاصة بالمواد الأساسية. وحذر التقرير من أن هذه التحديات، إن لم يتم التعامل معها، ستؤدي إلى ارتفاع إضافي في التكاليف واستمرار التأخير في تسليم الغواصات.

ما لا يقوله البنتاغون: الحاملة الجديدة تكشف فشل واشنطن في الحفاظ على تفوقها العسكري
تواجه حاملة الطائرات من طراز فورد مشكلة جديدة: تتعلق المشكلة باثنتين من أكثر أنظمة حاملة الطائرات تقدماً، والتي يبدو أنها تعاني من مشاكل في بداياتها.
تبذل الولايات المتحدة جهدًا مستمرًا للحفاظ على هيمنتها العسكرية البحرية، تبرز حقيقة مُرة حول قدرة أسطولها على الوفاء بتعهداتها. حاملة الطائرات “جون إف كينيدي” (CVN 79) التي يُفترض أن تكون أحد أذرع الردع الأمريكية، تواجه تحديات خطيرة على مستوى الإنتاج والتسليم في الموعد المحدد.
وعلى الرغم من التفاخر بالقدرات التكنولوجية المتطورة لهذه الحاملة، فإن الحقيقة أن المشروع يعاني من تعثرات تتعلق بمعدات معقدة مثل مصاعد الأسلحة المتقدمة وأنظمة إطلاق الطائرات الحديثة، وهو ما يثير تساؤلات حول كفاءة إدارة المشاريع الدفاعية الأمريكية.
ورغم أن البحرية الأمريكية تسعى جاهدة لتسليم الحاملة في الموعد المحدد، فإن تلك الجهود تتناقض مع واقع اختناقات صناعية وتدهور القدرة على تلبية التحديات التكنولوجية.
وفي وقتٍ يتزايد فيه التهديد الصيني في المحيطين الهندي والهادئ، وتكثف الولايات المتحدة من استعراضاتها البحرية، يبدو أن الأسطول الأمريكي يعاني من فجوات قد تؤثر على جاهزيته في مواجهة خصومه. ووسط هذه الضغوط، تظل الأسئلة قائمة حول مدى فعالية هذه السفن الحديثة في تحمل الأعباء الملقاة على عاتقها في عالم متغير ومتسارع.
في ذات السياق نشرت منصة 1945 المتخصصة في الدفاع البحري مقالًا للكاتب كالب لارسون، تناول فيه أحدث التحديات التي تواجه مشروع حاملة الطائرات “يو إس إس جون إف كينيدي” (CVN 79) من فئة “فورد”، رغم اقتراب اكتمال بنائها بنسبة 95%.

وبحسب المقال، لا تزال البحرية الأمريكية تخطط لاقتناء عشر حاملات من فئة “جيرالد ر. فورد” لتحل تدريجيًا محل حاملات “نيميتز”، لكن العملية تواجه عراقيل على مستوى الإنتاج تشمل السفن والغواصات.
وأوضح التقرير أن مشروع “جون إف كينيدي” يواجه “ضغوطًا كبيرة” لتسليمه في الموعد المحدد بالعقد في يوليو 2025، في ظل ما وصفه مسؤولو البحرية بـ”تحديات المسار الحرج”، خاصة فيما يتعلق بمصاعد الأسلحة المتقدمة، ومعدات الإطلاق والاستعادة للطائرات.
وخلال جلسة استماع في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، ناقش كبار ضباط البحرية حالة بناء السفن النووية، والقاعدة الصناعية الدفاعية البحرية، بالإضافة إلى تقدم العمل في الجيل الجديد من حاملات الطائرات. وأوضح المسؤولون أن التحديات الحالية لا تتعلق بالتصميم – الذي تم تجاوزه كما ثبت من خلال نجاح عمليات “فورد” – بل بصعوبات الإنتاج والتعلم المصاحب لبناء النسخ المبكرة.
وأشار المقال إلى أن الدروس المستفادة من بناء وتشغيل “فورد” يتم تطبيقها حاليًا في بناء الحاملتين التاليتين CVN 80 وCVN 81. وأكدت البحرية وشركة بناء السفن HII-NNS على تركيزهما المكثف لضمان تسليم “جون إف كينيدي” في أسرع وقت ممكن، لتكون جاهزة للمهام القتالية مع طاقم وجناح جوي متكامل.
في غضون ذلك يتزايد التحدي أمام حاملات الطائرات الأمريكية، خاصة مع التطورات السريعة في قدرات الصين المضادة للسفن. فقد استثمرت بكين بشكل كبير في تطوير منظومة “A2/AD”، ما يجعل وصول المجموعات القتالية الأمريكية إلى المياه القريبة من السواحل الصينية أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
وبحسب التقرير، تمتد الترسانة الصينية إلى عمق غرب المحيط الهادئ، مع وجود صواريخ قادرة على ضرب قاعدة غوام الأمريكية.
وفي حين توفر السفن الأمريكية كطرادات “تيكونديروجا” ومدمرات “أرلي بيرك” حماية دفاعية جوية، إلا أن مخازنها محدودة، ما يعزز الحاجة إلى أسلحة طاقة موجهة تستطيع مواجهة وابل من الهجمات بتكلفة منخفضة وذخيرة شبه غير محدودة.
لا تواجه حاملة “جون إف كينيدي” وحدها التأخير؛ فصناعة بناء السفن الأمريكية تعاني من اختناق واسع نتيجة التزامات متراكمة تشمل حاملات الطائرات والغواصات والمدمرات، بالإضافة إلى التزاماتها في إطار اتفاقية “أوكوس” (AUKUS) الثلاثية مع المملكة المتحدة وأستراليا
واختتم لارسون مقاله بالتأكيد على أن الوقت يُعد العامل الحاسم، إذ إن أي تأخير في الإنتاج قد يُهدد الاستعداد العسكري الأمريكي، خصوصًا في ظل التوتر المتصاعد في المحيطين الهندي والهادئ، واحتمالات اندلاع مواجهة مع الصين.

المصدر : منصة  رادار 360

قد يعجبك ايضا