المسيرة.. “باليستي” الجبهة الإعلامية في وجه العدوان

 

 تواصل السعودية عدوانها على اليمن في كافّة الميادين، لتلحق قناة المسيرة بالميادين والمنار والعديد من أذرع الإعلام المقاوم إثر حجبها عن القمر الصناعي “نايل سات“.

تأتي هذه الخطوة بعد مرور أكثر من 17 شهراً على العدوان السعودي على اليمن، إلا أنها لا تفصلها سوى أيام قليلة عن المشاهد المذلّة للجيش السعودي في مدينة نجران، والتي نقلتها القناة اليمنية من كاميرات الإعلام الحربي، الذي باتت وطأتها لا تقل ضراوةً عن الصواريخ الباليستية التي تتلقّاها المنشآت العسكرية السعودية في عسير وجيزان ونجران، الأمر الذي يؤكد دور هذه القناة في درء العدوان عن بلدها.

لا شكّ في أن هذه الخطوات العدوانية من السعودية لم تكن لتحصل لولا براعة هذه القناة التي تبث برامجها من بيروت، مركز الإعلام العربي، لكنها في الوقت عينه لن تنال من “المسيرة” التي أكّدت أنها لن تألو جهداً في مواصلة نقل الكلمة بصدق، معاهدةً جمهورها على أن تظل قناة المسيرة دائماً كما هي شعارها صدق الكلمة.

رغم امتلاك مصر لإدارة القمر الصناعي، إلا أن الثابت والأكيد أن النظام السعودي يقف خلف هذا الاستهداف الجديد، وقبله كل من الميادين والمنار، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى التالي:

أولاً: لا شكّ في أن الإجراء السعودي يعدّ مخالفاً لقواعد الحريات الإعلامية وحقوق الإنسان، ويهدف للحؤول دون وصول الصوت الإعلامي اليمني إلى العام ودون معرفة العالم بالحقيقة، إلاّ أن من يرتكب المجازر وجرائم الحرب بحقّ الأطفال لن يعير أي اهتمام للحريات الإعلامية التي لا يراعيها في بلده، وكما يقول المثل الشعبي “من شرب البحر لن يغص بالساقية.”

ثانياً: يكشف الإجراء السعودي الخشية التي تنتاب النظام اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، من نشر جرائمه ومجازره بحق الشعب اليمني على الملأ، فضلاً عن مشاهد هروب الجيش السعودي، أو “جيش الكبسة” كما يسمّيه اليمنيون، في المحافظات الجنوبية للسعودية، الأمر الذي يدعونا جميعاً لفضح جرائم السعودية وهزائمها، على حدّ سواء، على أوسع نطاق ممكن، بدءاً من القنوات الفضائية، مروراً بالمواقع الإخبارية، وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

ثالثاً: إن هذه الخطوة تعد وسام شرف يعتزّ به كافّة أبناء هذه القناة، لا لناحية مساهمتهم في درء العدوان عن بلدهم فحسب، بل لنيلهم حظّاً من الاستهداف السعودي، مواسين بذلك الجيش والشعب واللجان في اليمن. إن مثل هذه التصرفات، لن تثني الإعلاميين الأحرار عن مواصلة نهجهم الدؤوب في مقارعة العدوان وكشف جرائمه ومؤازرة الجيش واللجان الشعبية في معركة الكرامة والذود عن حياض الوطن، والانتصار للشعب اليمني العظيم في صموده واستبساله وتضحيات ابنائه بالنفس والنفيس، وفق ما أكّد الاتحاد الإعلامي في اليمن.

رابعاً: تكشف هذه الخطوة حجم الإفلاس الأخلاقي السعودي وسعي سلطات الرياض للحؤول دون وصول رسالة الشعب اليمني إلى العالم، إلا أن حجم التضامن مع قناة “المسيرة” يؤكد أن الجبهة الإعلامية ستفضح كافّة المحاولات السعودية للتضليل والتعتيم حول جرائم الحرب، وبالتالي تسقط الرياض إعلامياً، كما سقطت في السياسة والميدان.

خامساً: إن هذا التصرف لن يكون الأول ولن يكون الأخير بحق وسائل الإعلام المقاومة لإسكاتها، الأمر الذي يفرض على كافّة الوسائل الإعلامية وبمؤازرة شعبية غير مسبوقة، الوقوف وقفة رجل واحد أمام هذه الهجمة الشرسة. وإن أفضل سبل الرد اليوم، تكمن في فضح المشاريع السعودية والأمريكية، ليس في اليمن وسوريا فحسب، بل في كافّة البلدان العربية والإسلاميّة.

باختصار، إن الحجب السعودي للقناة اليمنية يعود لسببين رئيسيين، الأول فضح الجرائم السعودية، والثاني فضح الهزائم السعودية في الجبهة الجنوبية، وهي بأمس الحاجة اليوم لسترهما نظراً للظروف السياسية والميدانية القائمة. لكن، وكما فشلت في تحقيق الأهداف الميدانية والسياسية للعدوان على اليمن، ستفشل أيضاً في تحقيق أهدافه الإعلامية، وفي مقدّمة هذه الأهداف إسكات صوت “صدق الكلمة“.

الوقت

قد يعجبك ايضا