المسيرة القرآنية سفينة النجاة بقلم / محمد الصالحي
مثلت الثلاثين السنه الاخيره او اكثر مرحلة خطيره جداً على الامه الإسلاميه فقد تم استهدافها استهداف مباشر من قبل أمريكا و إسرائيل و يمكننا أن نحدد بداية هذه المرحله من الحرب الأفغانية السوفيتية التي انتقلت فيها المخططات الصهيوامريكيه من مرحلة بناء و إيجاد الأنظمة العميلة لها إلي مرحلة بناء و إيجاد الجماعات و ما تنفذ بعدها من مخططات في نشر ما يسمى بتنظيم القاعده و تم توجيهها لاستهداف الأنظمة العميلة لأمريكا و إسرائيل من أجل استكمال حلقات المخطط و سبق و كتبنا عن هذه المخططات .
وفي مطلع الألفيه الثانيه و الشعوب العربيه و الإسلاميه و حكامها في حالة انبطاح كامل و تسليم مطلق للإرادة الأمريكية الإسرائيلية ماعدا بعض الأنظمة و الحركات التحررية التي لم تستلم و لم ترضخ لهذه المخططات كايران و سوريا و حزب الله اللبناني على الرغم أنها لم تكون لها ردة فعل مضادة لهذه المخططات إلا أنها مثلت محور صمود في وجهها .
ظهر الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه بمشروعه القرآني الذي مثل نقطة تحول كبيره في مسار الأحداث و المتغيرات ليقدم الشهيد القائد رضوان الله عليه الفكر السليم و يحدد الطريقه المثلى و الصحيحه و الأنسب و الأفضل لمواجهة المخطط الصهيوامريكي في المنطقه .
لقد شخص الشهيد القائد المشكله و حدد أسبابها و قدم الحلول الجذرية لها .
وأحيا رضوان الله عليه الثوابت الاساسيه التي يجب على الامه الرجوع إليها و أن تكون الأساس في تحركاتهم و المتمثلة بالمبادئ و القيم و الأوامر القرآنية .
و حدد كذلك الإطار العام الذي يجب أن يتحرك الجميع في إطاره المتمثل بالثقافة القرآنية ليأتي بعده السيد القائد حفظه الله ليحدد و يشرح لنا التفاصيل و الجزئيات .
و مثلت المسيرة القرآنية مشروع بناء متكامل و شامل بكمال و شمولية القرآن الكريم .
بناء في الجانب الثقافيه و التربوي
بناء في الجانب القيمي و الأخلاقي
بناء في الجانب العسكري و الأمني
بناء في الجانب السياسي و الإعلامي
بناء في الجانب الاقتصادي و المالي .
و اعتبر انطلاق الشعار و ترديده بمثابة جرس الإنذار و ناقوس الخطر الذي يهدد المخطط الصهيوامريكي و يعيق تنفيذه في المنطقه.
فسارعت أمريكا و إسرائيل إلي محاولة قتل هذا المشروع في بدايته من خلال الاعتقالات و السجن و التعذيب و شنت الحرب الأولى و استشهد الشهيد القائد و كوكبة من المؤمنين ثم شنت الحرب الثانيه و الثالثه و فشلوا .
و أصيبوا بحاله من اليأس و الإحباط و تخلوا عن فكرة الاستئصال
و انتقلوا إلي مرحلة الحصر و التحجيم و شنت الحرب الرابعه و الخامسه و السادسه و فشلوا.
و ما تلى ذلك من حروب ثانويه تحت مسميات عده مناطقيه و مذهبية و فئوية الهدف منها هو أحداث حالة تشتيت و إلهاء عسكري و تنظيمي تسهل تحقيق هدفهم في القضاء على المشروع القرآني و فشلوا .
و بعد سيطرة انصارلله على مدينه صعده خلال ثورة 2011 و قدموا أنموذج راقي و عصري للدولة المدنيه الحديثه و أصبحت صعده قبلة للثوار و الأحرار و تضرب بها الأمثال عن حلم أصبح حقيقه هو الدوله العادلة ، مما زاد من قلق و خوف أمريكا و إسرائيل من انتشار الثقافه القرآنية.
و لكنهم لم ييئسوا في الحرب ضد هذا المشروع و استخدموا أسلوب جديد و حرب جديدة التي يمكن أن نسميها (حرف المسار ) و لأنهم ايقنوا أنهم يواجهون جواد جامح لم يقدروا على ترويضه و لا تلجيمه ليصبح عضو داخل حضريتهم التي تكتض بالخيول المنهكه و يعملون على قاعدة ( لكل جواد كبوه)
و مع انتشار المشروع كثقافه و فكر و أصبح من المستحيل تحجيم انتشاره و حصره عملوا و لا زالوا على إعاقة هذا الانتشار و محاولات حرف مساره عن بغيته و هدفه الأساسي القائم على بناء الامه في جميع الجوانب و استعدادها لمواجهة المشروع الصهيوامريكي و الانتصار عليه . و يعملوا على عدة اتجاهات رئيسيه منها :
– الاختراق الداخلي و العبث من داخل المنتمين للمشروع القرآني .
– تحويل بوصلة العداء المتجهة صوب أمريكا و إسرائيل إلي عداء مع أدوات و عملاء أمريكا و إسرائيل
استخدموا المناطقيه و المذهبية و الطائفية و فشلت و العدوان على اليمن هو إحدى هذه المحاولات بتسميته تحالف عربي و يتزعمه نعاج الخليج … وسيفشلون لأن العدو الرئيسي هي أمريكا و إسرائيل و ما البقيه إلا أدوات تحركهم متى ما شائت.
و ضنوا أن دخول انصارلله إلي العاصمة صنعاء و خروجهم و انتشارهم في بقية المحافظات سيكون بمثابة كبوة الحصان التي طال انتظارها .
فا اوعزوا إلي عملائهم لسحب كافة الوحدات العسكريه و الأمنية من العاصمة ليقع انصارلله في مستنقع الحاله الأمنية و يتشتتوا بين ملاحقة أدوات أمريكا و إسرائيل في المحافظات الأخرى و السيطرة الأمنية على العاصمة .
و بفضل الله استطاع انصارلله إيجاد و خلق وعي مجتمعي و تفعيل المجمتع و تشكيل لجان شعبيه إلي جانب الجيش اليمني و إعادة تنظيم الوحدات العسكريه و الأمنية و تصحيح المفاهيم الخاطئة في العقيدة القتالية للمقاتل اليمني .
و استطاعوا تحقيق مالم تستطيع دول بكلها إنجازه و قدموا أروع الأمثلة في قوة و بسالة الجندي اليمني و برهنوا أن العقيدة القتالية الاتية من عمق الثقافه القرآنية هي أقوى وافتك سلاح قادر على مواجهة و هزيمة المخطط الصهيوامريكي.
– ادارة مؤسسات الدوله : بعد أن قدم هادي استقالته بإيعاز من السفارات الخارجيه و تسهيلهم هروبه من صنعاء إلي عدن و منها إلي الرياض ، و كذلك اعاقتهم لأي اتفاق سياسي بين الأحزاب و القوى السياسيه و حيث كانوا على وشك التوقيع في موفنبيك على تشكيل المؤسسه الرئاسية وافشلوا هذا الاتفاق بشنهم عدوانهم على اليمن.
فاستطاعة اللجنه الثورية العليا من سد الفراغ السياسي في البلاد و ادارة مؤسسات الدوله بحنكه و حكمه في جميع المرافق و المؤسسات حتى في المحافظات التي لم تكن تحت سيطرة الجيش و اللجان الشعبيه و قدمت نموذج ناجحاً وفريداً على القياده الحقيقيه و الكفؤه في الحكم .
رغم شحت الإيرادات إلي الخزينه العامه و استمر صرف الرواتب في جميع محافظات الجمهوريه و تحصيل ما يمكن تحصيله من إيرادات للبنك المركزي …حتى تم نقل البنك المركزي إلي عدن .
– سياسة الاحتواء : تعتبر سياسة الاحتواء أشد فتكاً و أعظم ضررً من سياسة العدا المباشر و يهدف من هذه السياسه هو احتواء أي طرف او شخص و تغيير اهتماماته و صرف نظره عن أهدافه الرئيسيه و الهامه.
فمن المعروف أن معظم دول وأنظمة العالم الثالث منقسمه بين معسكرين الشرقي بزعامة روسيا و الغربي بزعامة أمريكا و كلاً منهما يخدم مصالح الآخر و يهدفوا إلي أن تعيش دول العالم في ضل المعسكرين .
و انصارلله كا تيار ثوري و تحرري ولد من رحم المعاناه و خرج من تحت عباءة العبودية و التبعية لا يقبل أن يكون تابع او أن يعيش في ضل أي من القوى العالميه لأنه بذلك يعتبر قد قضاء و قتل مشروعه قبل أن يولد و لكنه لا يرفض أن يرتبط بعلاقات مع الآخرين تقوم على اساس الندية و احترام سيادة بلدهم. لذلك يحاول الاخرين أن يقدموا الصين او روسيا او غيرها كحليف معادي لأمريكا ليرتمي في احضانه انصارلله و كل القوى الوطنيه و بذلك سيصبحوا جزء من ضمن مخطط و سياسة هذه القوى و لن يستطيعوا الخروخ عن سياسة حلفائهم كما حدث لإيران و سوريا و تحالفهمها مع روسيا و كيف تأثير و ضرر هذا التحالف و خاصه على التوجه الثوري لإيران …
وبذلك فقد فشلوا في أن يضيقوا الخناق على انصارلله و احتوائهم من خلال التحالفات مع القوى العالميه.
و لا يقتصر تنفيذ سياسة الاحتواء على القوى العالميه الخارجيه بل هناك قوى داخليه قدمت نفسها كحليف و مناهضه للعدوان وهي في أغلب سياستها و قراراتها تعمل على خدمة مصالحها و تراعي مصالح دول العدوان أكثر من مصلحة اليمن و تمارس هذه القوى محاولات التأثير على القرار إعاقة كل ما فيه خدمة للبلد و دحر للعدوان ..
ومع هذا كله و حجم المؤامرة و جذورها الا أن هناك مؤشرات توحي بفشل كل المخططات التي استهدفت و تستهدف هذا المشروع العظيم و الكبير و أن ظهرت بعض الحالات الشاذة ماهي إلا وضعيه محدده و ستتلاسى و تنتهي كما تلاشى ماهو أكبر و أقوى منها ولم يستطع الصمود أمام موج المسيرة القرآنية.
التي ستضل هي الأنسب و الأفضل لإنقاذ اليمن و الامه من الوقوع تحت طائلة و سطوة أمريكا و إسرائيل.
وما على الخيول المنهكه إلا أن تسترخي و لا تحاول أن تجاري او تسابق الجواد الجموح فلم يعد فيها جهد للمنافسه.