المرحلة الرابعة تدخل حيز التنفيذ بعمليتين: اليمن شاهد على نقاط الضعف الأميركية
أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية عن إصابة المدمرة الأميركية “يو اس اس ميسون” جراء استهداف يمني جرى بعد اشتباكات دامت لساعات أثبتت فيها القوة الجوية اليمنية نجاعتها وقدرتها على لعب تكتيكات مختلفة تستطيع خلالها التعامل مع متغيرات الميدان. الواقع، أن المعضلة الأميركية تتجاوز حجم الثغرة التي تركها الصاروخ في جسم أقوى أنواع المدمرات، واذا كانت كافية لتعطيلها أم لا، بل تتجاوز ذلك لتبلغ مستوى يُدخل الاستراتيجية الأميركية في المنطقة دائرة النقاش، خاصة بعد أن أكد قائد حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي بدء المرحلة الرابعة من التصعيد والتي تضم البحر المتوسط أيضاً.
بلغ عدد العمليات المنفذة منذ بداية الأحداث، 44 عملية في فلسطين المحتلة، وقال السيد الحوثي في خطاب حول آخر التطورات أن العمليات نفذت بـ 211 صاروخاً باتجاه فلسطين، من غير البحار. أما العمليات المنفذة في هذا الأسبوع، كشف السيد الحوثي أن “عددها بلغ 7 عمليات، نُفِّذت بـ 13صاروخاً باليستياً، ومجنَّحاً، ومسيَّرة، في البحر الأحمر، وخليج عدن، والمحيط الهندي”. مؤكداً أن التدشين بدأ باتجاه البحر الأبيض المتوسط بعمليتين. فيما وصل عدد العمليات على السفن الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن إلى أكثر من100 هجوم بالصواريخ والطائرات المسيَّرة.
وأشار السيد الحوثي الى التكتيك الذي تعتمده السفن الأميركية والبريطانية للمرور عبر المحيط الهندي، ومحاولتهم تغيير مسارهم عبر الابتعاد شرقاً في مساحات أبعد في محاولة أن يكونوا أكثر بعداً عن المسافات التي يُستهدفون فيها، ولكن ذلك يضيف عليهم كلفةً أكبر، وأعباء إضافية”. مؤكداً على أنهم “كلما ابتعدوا أكثر؛ كلما ساهموا في تطوير قدراتنا الصاروخية، وفي الطائرات المسيَّرة لتصل إلى مديات أبعد؛ ولذلك قلنا من بداية الأحداث: أنهم يساهمون هم بتصرفاتهم هذه في تطوير قدراتنا العسكرية”.
وعن بدء المرحلة الرابعة شرح السيد الحوثي أنها “تستهدف سفن جميع الشركات التي تنقل البضائع والمؤن إلى العدو الإسرائيلي، باتجاه أي ميناء من موانئه، في أي مكان تطاله قدرات الجيش اليمني”.
كان قرار الرئيس الأميركي منذ بداية الحرب على قطاع غزة، منع التصعيد من أن يتجاوز إلى ساحات أخرى ولأجل هذا الهدف، كانت محاولته في انشاء تحالف عسكري “لحماية الملاحة في البحرين الأحمر والعربي”. غير أنه فشله في حشد تأييد دولي كان له تداعياته.
ويقول المجلس الأطلسي في هذا الصدد، أن “أولا، كان الحلفاء الأوروبيون متشككين. وأعربوا عن عدم موافقتهم على دعم واشنطن للعملية الإسرائيلية في غزة وشككوا في الأهداف الاستراتيجية لعملية “حارس الازدهار”. نتيجة لذلك، في 19 شباط/ فبراير، أعلن الاتحاد الأوروبي (EU) عن Aspides، عملية الأمن البحري الخاصة به”.
وأثار إنشاء Aspides التوترات بين المسؤولين الأوروبيين ونظرائهم الأميركيين ومما لا يثير الدهشة أن تكون الحكومة الفرنسية -التي تؤمن بقدرة أوروبا على تقديم بديل للإطار الاستراتيجي الأميركي – في طليعة هذه المبادرة الأوروبية. في المحادثات التي أجريتها مع المسؤولين الأمريكيين، جادلوا بأن أسبيدس يرسل رسالة انقسام بين حلفاء الناتو دون تقديم بديل موثوق به على المستوى العسكري”. يضيف المجلس الأطلسي في تقريره.
تواجه العملية الأوروبية قضاياها الخاصة، لا سيما فيما يتعلق بالقدرات البحرية المتواضعة التي توفرها الدول المساهمة. تعتمد العملية فقط على أربع سفن حربية لمواجهة الهجمات اليمنية. وبحسب المجلس الأطلسي، يعاني الأوروبيون أيضاً من قدرات الدفاع الجوي المحدودة. استخدمت البحرية الفرنسية مراراً وتكراراً صواريخ أرض-جو من طراز أستر 30 لمواجهة العديد من الصواريخ الباليستية الحوثية. كانت الاعتراضات ناجحة، لكن نظام أستر واحد كلف حوالي 1.1 مليون دولار. من المشكوك فيه، من حيث اللوجستيات والتمويل، أن تمتلك القوات البحرية الأوروبية الوسائل اللازمة للحفاظ على حملة تستمر شهوراً بهذا الحجم. وهذا يسلط الضوء على الانفصال بين الطموحات الأوروبية في مجال الأمن البحري وواقع مواردها العسكرية”.
كما قوبل رد الولايات المتحدة بعدم الثقة من قبل شركاءها الخليجيين. ومن بين الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، انضمت البحرين فقط إلى “حارس الازدهار”. وعلى وجه التحديد، رفضت السعودية والإمارات العملية الأمريكية بسبب خلافهما مع واشنطن حول الصراع اليمني الذي سبق أزمة البحر الأحمر.
الخنادق