كما هو الحال في كُـلّ عام ما أن تنتهيَ إجازةُ عيد الفطر المبارك إلا ويطلق قائد الثورة السيد عبدالملك -يحفظه الله ويرعاه- الدعوةَ لتدشين المراكز الصيفية المفتوحة والمغلقة والتي تقام في المدارس وَالمساجد المناسبة والمراكز التربوية النوعية.
بَيْدَ أَنَّ الأمرَ الغريبَ وَغير الطبيعي هذا العام أن نرى القوى الخارجيةَ المعاديةَ للشعب اليمني والمنبطحة للأمريكي والصهيوني والمرعوبة من هذه الدورات وفي مقدمتها نظام الرياض المجرم سبقت تدشين السيد العلم عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- بتدشين حملتها الإعلامية المسعورة لمحاربة المراكز الصيفية اليمنية؛ ما يعكس حجم رعبها وعظمة تخوفها وقلقها من هذه المراكز التنويرية والتوعوية لأبنائنا الطلاب، فبدأت حملتها المسعورة بإقامة ندوة قبل يومين برعاية ما أسماه المجلس الإسلامي تحت شعار خطورة المراكز الصيفية التي يقيمها الحوثيون، حَــدّ وصفهم.
وتعد هذه الخطوة إحدى أهم الدلالات على تخوفهم من تنشئة أجيال واعية ومحصَّنة بثقافتها القرآنية وأصالتها اليمنية وهُــوِيَّتها الإيمَـانية؛ كَون هذا يفشل أهدافهم في تجهيل النشْء وغزوه فكرياً ومسح ثقافته الأصيلة وهُــوِيَّته الإيمَـانية واستبدالها بثقافة الانحراف والانحطاط والضياع.
أما من حَيثُ الأسباب التي تدفعُ أعداءَ الشعب في الداخل والخارج والمرجفين والمثبّطين إلى حملاتهم المسعورة ضد الدورات الصيفية فقد بيّنها قائد الثورة في خطابه، وأوجزه فيما يلي:-
إن هذه الدورات تحصّن أبناءنا الطلاب وترفع من وعيهم، وتجعل الأعداءَ عاجزين عن استهدافهم بأي شكلٍ من الأشكال؛ كَونها تحقّق ما يلي:
1- ترسيخ الهُــوِيَّة الإيمَـانية المستمدة من القرآن الكريم وروح الدين الإسلامي الحنيف.
2- الطالب يحظى بالوعي ويتربى على منهج الإسلام وتزكية النفس وعلى التربية على مكارم الأخلاق.
3- يحظى بأنشطة ترفع من مهاراته وقدراته الشخصية وتعزز كفاءته في تلك المهارات التي تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع والفائدة.
4- يتثقف بثقافة القرآن الكريم التي هي أسمى ثقافة وأرقى ثقافة يتعلم منها مفاهيم الإسلام وقيم الإسلام وكيف يستعد الإنسان المسلم لبناءِ نفسه وتحديد مسار حياته بشكل صحيح.
5- إن هذه المراكز تحمي الطالبَ من استهداف الأعداء ومن الضياع والانحراف وتجعله يستغل فرصة الإجازة الصيفية بما يعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه بالخير والصلاح والاستقامة.
كما دعا الجميع إلى التعاون والتحَرّك لإنجاح ودعم هذه المراكز الصيفية وأكّـد على دور الجهات الرسمية وأن عليها الإشراف على هذه الدورات، وعلى المجتمع دفع أبناءهم للالتحاق بهذه الدورات الصيفية وعدم الالتفات إلى المنافقين والمثبطين لذلك.
المعلمون والثقافيون عليهم مسؤولية كبيرة أمام الله تعالى، ونأمل استجابةً واسعةً منهم والتزاماً بحضورها وعدم الانقطاع وأداء دورهم وبمشاركة جادة وبإخلاص واندفاع وينبغي تشجيعهم وتحفيزهم.
الإعلاميون والثقافيون والوجاهات المجتمعية عليهم أن يساندوا هذه الدورات وأنشطتها التثقيفية والتدريبية والتأهيلية وَأن يقوموا بدورهم بمختلف مكوناتهم من علماء وإعلاميين ومثقفين وثقافيين.
وعلى الجميع الاهتمام بإحياء هذه الدورات ودعم أنشطتها؛ لأَنَّهم بذلك يقدمون رسالةً قويةً للأعداء من خلال حضورهم الأنشطة المرافقة للدورات الصيفية والفعاليات تعكس وعيَه وثباته وصموده الكبير وقدرته على الصبر والصمود، ومواجهة مؤامراتهم في ظل أصعب الظروف الاقتصادية والمعيشية، وأنه لن يحيدَ عن المسار القرآني مهما حاولوا وتعددت استهدافاتهم، وأنه قادرٌ على إفشالها جميعاً.