المحلل العسكري والأمني احمد عايض أحمد يكتب عن “الحقائق والمعطيات العسكرية ” لماذا التركيز على جبهة كرش ؟
لم يترك الجيش واللجان مجال للغزاة والمرتزقة ان يحققوا اي توازن عسكري او تحقيق اي انجاز ذو قيمة استراتيجية بالجبهه الداخليه….
من اللافت للنظر تركيز الغزاه والمنافقين على منطقة كرش باستمرار، على الرغم من أنهم يشعلون جبهات أخرى في باب المندب ووسط مدينة تعز وفي شرقها ، من خلال محاولاتهم المستمرة في شن الهجمات على نقاط تمركز الجيش اليمني واللجان الشعبيه وعلى المدن والقرى والسكان الآمنين ولكن هذا الاشعال العملياتي يوصف بالاشغال لتخفيف الضغط على جبهات اخرى ، إذاً، لماذا هذا التركيز على جبهة كرش رغم الخسائر البشرية والاليه الكبيرة التي تكبدتها هذه الجيوش المتعددةالجنسيات هناك؟ وخصوصا ان الجيشين الاماراتي والسوداني تكبدوا افدح الخسائر في كرش والتي تجاوزت مئات الجنود والضباط .لاشك أن ثمة عناصر غير مرئية في هذه المسألة العسكرية والاستراتيجية..
***********
بداية، لابد من التذكير بأن منطقة كرش مهمة جدا وذات قيمة استراتيجية كصرواح ونهم من الناحية الجغرافية هي منطقة إستراتيجية مهمة من حيث الموقع والامتداد، إضافة إلى طبيعتها المتميزة من هضاب وتضاريس متحكمة ناريا وجغرافيا، فهي تمتد من شمال محافظة لحج إلى شرق الحويمي بمحافظة تعز الشرقيه ، ومن ضمنها منطقة الجبال الشمالية الحدودية بين لحج وجنوب الضالع وتعتبر كرش عسكريا هي بوابة العبورالعسكري الى العند وحوطة لحج و لفصل الضالع مع لحج .حيث بامكان قوات الجيش واللجان ان تفصل الضالع عن لحج من خلال السيطرة على الحبيلين اذا صدر قرار عسكري بذلك .ولكن لم يأتي وقته الى هذه اللحظه .. فالحسابات العسكرية اليمنية تتركز على دحر الغزاه اولاً . فلحظة صدر امر عسكري بشن هجوم عسكري يقتضي بفصل لحج عن الضالع هذا يعني فرض حصار عسكري شامل على المرتزقة والارهابيين والشطريين المتمركزين بمحافظة الضالع مما يتيح لقوات الجيش واللجان المتمركزه والجاهزه لذلك بشمال محافظة الضالع ان تشن هجوم عسكري شامل للسيطرة على ماتبقى من محافظة الضالع ولاننسى ان شمال محافظة الضالع باكمله تحت سيطرة الجيش واللجان لذلك يعتبر الغزاة والمنافقين تواجد قوات الجيش واللجان بمنطقة كرش تهديد لوجودهم العسكري المتمثل بمرتزقتهم بوسط محافظة الضالع…الامر الاخر ان سيطرة الجيش واللجان على منطقة كرش هو الغاء مشروع التقسيم الاماراتي-الامريكي لليمن الذي يهدف الى فصل اليمن الى دولتين كما في السابق حيث وتعتبر منطقة كرش تابعه اداريا لمحافظة لحج…
*********
المعطيات العسكرية الميدانيه توحي ان قوات الجيش واللجان وضعت منطقة كرش خط أحمر ولايمكن التزحزح منها قيد انمله ..البعض يقرأ هذا التموضع على انه خط دفاعي لمحافظة تعز والدفاع عن محافظة تعز وهذا غير صحيح فليس هناك خط دفاع رئيسي وثابت من أجل محافظة تعز كما بصرواح ونهم .بل الوضعيه العسكرية الميدانية بجبهة كرش مختلفة تماما و في حالة تغير ميداني مستمر لصالح الجيش واللجان وخصوصا ان قواعد طلائع الجيش واللجان على مشارف قاعدة العند الجوية من الجهه الغربيه ثابته ولم تتراجع او تتقدم اضافة الى ان السلاسل الجبلية حتى مشارف المسيمير من الجهه الغربيه وهي شمال محافظة لحج بالكامل تحت سيطرة الجيش واللجان وهذه الجغرافيا الهامة والتي تتمركز فيها قوات الجيش واللجان تتيح لقوات الجيش واللجان بعد دحر الغزاه ان يشنوا هجوما عسكريا شاملا من ثلاثة محاور للسيطرة على حوطة لحج وقاعدة العند الجوية بغضون ساعات كون السلاسل الجبليه الغربيه محافظة لحج تحت سيطرة الجيش واللجان والمسيطره ناريا على كافة غربي لحج وشماله
*********
باختصار، منطقة كرش هي التي تتحكم برسم خريطة اليمن الواحد ، وبالتالي، فإن الإمساك بها، يعني امتلاك مفاتيح الخريطة العسكريه لتطهيرالمحافظات الجنوبية ، ويعني أيضاً إفشال مخطط اماراتي- أميركي كبير وخطير بالدرجة الأولى كونها رساله واضحه للجميع ان اليمن واحد وسيبقى واحد ووصلت للمجرمين والمنطحين من الاماراتيين والامريكيين والمرتزقة الذين يسعون الى تقسيم اليمن بشكل ممنهج ومتسارع..فما هو الجديد بكرش الايام القادمه ستكشف ذلك