المحلل السياسي الجزائري إدريس ربوح :واشنطن تسعى لإعادة المواجهات العسكرية في اليمن بهَدفِ وقف العمليات ضد الملاحة الصهيونية
أكّـد محلِّلٌ سياسي جزائري، أن “أمريكا تسعى لإعادة المواجهات العسكرية في اليمن؛ بهَدفِ وقف العمليات التي تنفذها القواتُ المسلحة اليمنية في البحر الأحمر ضد الملاحة الصهيونية، في إطار الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته الباسلة”.
وأوضح المحلل السياسي الجزائري، إدريس ربوح، في مداخلة مع قناة “المهرية” الفضائية، أن “كُـلّ الدول العربية والإسلامية التي يمكن أن يكون لها دور في مواجهة العدوّ الصهيوني تم استهدافها وإضعافها”، مبينًا أن “إيران تتقدم المشروع الذي يقف ضد التطبيع برفقة محور المقاومة الذي فرض منطقه على العدوّ الصهيوني وأمريكا والغرب”.
وأشَارَ إلى أن “أمريكا تدركُ أن الغلبةَ واليد العليا للمقاومة؛ فالمقاومة اللبنانية الآن تدك الكيان الصهيوني، والمقاومة الفلسطينية مُستمرّة وصامدة بعد مرور 13 شهرًا”، مُضيفًا أن محور المقاومة بدأ يقترب مما وصفه بـ “الضربة المتزامنة” التي ستكون مؤلمة كَثيرًا للعدو الصهيوني، وهذا ما يفسر دخول أمريكا بقوة في المنطقة؛ لأَنَّها أدركت أن “إسرائيل” وحيدة لا يمكن أن تواجه محور المقاومة.
نصرة الشعب اليمني لغزة جعلته مصدر اعتزاز لشعوب العالم، واسمه بات مرتبطاً ببطولات طوفان الأقصى
وفي شهر أبريل 2024م أكد أمين الشؤون السياسية لحركة مجتمع السلم الجزائرية، فاروق طيفور، أن الدعم العسكري اليمني لغزة فاعل أساسي ومؤثر بشكل في المعركة.
وقال طيفور في حوار مع صحيفة “عرب جورنال”، إن نصرة الشعب اليمني لغزة جعلته مصدر اعتزاز لشعوب العالم، واسمه بات مرتبطاً ببطولات طوفان الأقصى، مشيرا إلى أن “الشعب اليمني معروف بولائه للقضايا العربية والإسلامية وارتباطه بالمقدسات، وليس غريباً تفاعله على كافة المستويات مع طوفان الأقصى وكذلك دعمه لغزة”.
اليمنيون ينتصرون للعرب والمسلمين ويمهّدوا لتحرير المنطقة من القوى الغربية
وأشاد في وقت سابق، نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح الموريتاني، محمد ولد امبارك، بالموقف اليمني تجاه فلسطين قائلا إن اليمنيين انتصروا للعرب والمسلمين بمساندتهم لغزة واعتبر ذلك ممهدا لتحرير المنطقة.
وتنفذ القوات اليمنية عمليات متصاعدة في البحر الأحمر وخليج عدن ومؤخرا في المحيط الهندي، ضد السفن “الإسرائيلية” أو التي لها علاقة بالكيان، انتصارا لغزة، بالإضافة إلى أنها تنفذ عمليات استهداف مباشر لعمق كيان الاحتلال.
مرحلة جديدة..مسيرة “يافا” تخترق المستقبل
وفي شهر يوليو 2024م علق الباحث في العلوم السّياسية والاستشراف البروفيسور محمد سليم قلالة على الضربة النوعية التي نفذها اليمنيون في عمق الكيان – فجر الجمعة 19 يوليو– بمسيّرة “يافا” اليمنية
وقال الباحث في العلوم السّياسية والاستشراف البروفيسور محمد سليم قلالة :عملية “يافا” اليمنية تخترق المستقبل والدلالات أكثر من أن تُحصى: وقفة عن بعضها
الدلالات المستقبلية لضرب يافا المحتلّة (تل أبيب) من قبل الجيش اليمني أكثر من أن تُحصى، نقف عند بعضها اليوم: الأولى: انتهت نظريّة الرّدع الصّهيوني التّام، حيث لم تتمكن 7 طبقات من منظومة الاعتراض الجوّي للعدو من توقيف المُسيَّرة اليمنية: القبّة الحديدية، مقلاع داوود، منظومة حِيتس، منظومة أراو، القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص، البارجة الأمريكية المستقرّة في اليونان، مجموعة السّفن الحربية الغربية في البحر الأحمر في إطار ما يُعرَف بِتحالف الازدهار.. جميعها عجزت عن اكتشاف المُسيِّرة اليمنية “يافا” وهي تضرب في عمق المدينة المحتلّة التي سميت باسمها وعلى مقربة من مكتب للبعثة الأمريكية هناك.. هل هناك تأكيد أكثر من هذا أنّ النّصر اليمني إنّما هو إرادة وليس إمكانات أو قدرات أو فارق تكنولوجي؟ ألم تصنّف اليمن ضمن الدّول الفاشلة في المنطقة؟ من الفاشل في حقيقة الأمر؟ الثّانية: لم تعد تكنولوجيا صناعة السّلاح أو أيّ تكنولوجيا أخرى حكرًا على الغرب. بإمكان دولة مثل اليمن بأقلّ الإمكانات أن تستفيد من خبرات العالم في هذا المجال، عندما تريد، رغم الحرب التي فرضت عليها منذ أكثر من 9 سنوات، ورغم الحصار والعقوبات والتّصنيفات الظّالمة بعنوان مكافحة الإرهاب.
رغم كلّ ذلك، المتتبّع لِصناعة المسيرات والصّواريخ بها يكتشف سرعة التّطور الحاصلة لديها في هذا المجال وقدرتها على ردع بوارج حربية هي الأقوى في العالم تبلغ تكلفتها عشرات الملايير من الدّولارات بمسيّرات لا تزيد تكلفتها عن عشرات الآلاف.. وهذه إشارة مستقبلية ذات أهمية قصوى، حيث لم يعد بالإمكان غزو دول تفتقر للأسلحة المتطوّرة من خلال التفوّق في السّلاح البرّي أو الجوّي أو البحري أو الصّواريخ العابرة للقارات مادامت هذه تستطيع الدّفاع عن نفسها وإلحاق الضّرر بأعدائها بوسائل قليلة التّكلفة وقادرة للوصول إلى عمق الدّول المتقدّمة المعتدية مهما كانت وسائل دفاعها متطوّرة. الثّالثة: باتت العقيدة العسكرية التّقليدية القائمة على تكديس الأسلحة الثّقيلة من قِبَل الماضي.. فالكيان الصّهيوني مدعوم بكافّة القوى الكبرى الغربية وعلى رأسها أكبر قوّة عسكرية في العالم لم يستطع إسكات نيران المقاومة الفلسطينية في غزّة، ولم يتمكّن من حماية دبّاباته التي يقول عنها الأكثر تطوّرًا في العالم ولا ناقلات جنده، من أسلحة مصنوعة محليًّا بيد مقاومة توفّر لديها الإيمان والعزيمة وإرادة القتال..
وعليه فإنّ ما فعلته المقاومة اليوم في غزّة، وآخر ما قام به الجيش اليمني من استهداف ناجح لعاصمة الكيان الصّهيوني يجعلنا نستشفّ أنّ مراجعات أساسية وعميقة لتصنيفات الجيوش ستتمّ في السّنوات القادمة من خلال إدراج مؤشّر إرادة القتال والقدرة على إنتاج وتطوير المسيّرات والتحكّم فيها عملياتيًا.. وبناء عليه سترتفع قيمة المُؤشرَين السّابقين في حسابات موازين القوّة أكثر من أيّ مؤشّرات أخرى. الرّابعة: -وهي الأكثر أهمية- لما لها من علاقة بأدوات الحرب النّفسية وبخاصّة ما تعلّق بِمُستوطني الكيان الصّهيوني المغتصبين للأرض الفلسطينية، إذ تشير الأخبار أنّ اعتبار الجيش اليمني مدينة يافا المحتلّة (تل أبيب) منطقة عمليات عسكرية استلزمت منه الطّلب من المستوطنين المدنيين مغادرتها فورًا، وذلك من شأنه أن يزيد بكلّ تأكيد من اتّجاه الهجرة بدون عودة من الكيان ممّا سيرفع من نسبة الرّاغبين في العودة من حيث أتوا قبل احتلال فلسطين.. وهو ما أكّدته بالفعل الإحصائيات الغربية (قرابة نصف مليون محتل غادر الكيان منذ بدء طوفان الأقصى)، وكذلك ما أشارت إليه استطلاعات الرّأي لدى مجموع سكّان الأراضي المحتلّة، حيث عبّرت غالبية منهم عن كونها سَتُغادر الكيان متى توفّرت لديها الوسائل المالية، بما يعني أنّ حرب تحرير تقودها المقاومة منذ 9 أشهر مدعومة بِمحور إسناد في لبنان والعراق واليمن حقّقت كلّ هذه الأهداف.. فماذا لو تكاتفت جهود جميع أبناء المنطقة ولم يخذلها المتخاذلون.. أليس في هذا دلالة أعمق من كلّ الدّلالات السّابقة: أنّ المستقبل لنا؟.