المحاضرات الرمضانية … حرص ونصح وإرشاد . عبدالفتاح علي البنوس
المحاضرات الرمضانية … حرص ونصح وإرشاد .
عبدالفتاح علي البنوس
رغم كثافة أجندته ، وتعدد مسؤولياته ، والحمل الثقيل الملقى على عاتقه ، في ظل العدوان الغاشم والحصار الجائر ، والملفات المحلية المتخمة بالمشاكل والقضايا التي تتطلب تدخلاته المباشرة لمعالجتها ووصف العلاج الناجع لها ، علاوة على طبيعة وظروف الصيام ، إلا أنه يظل حريصا خلال شهر رمضان المبارك على إلقاء محاضراته الرمضانية والتي تمثل البلسم المطبب للجراح والآلام ، والتي من شأنها خلق حالة من الوعي والبصيرة والثقافة القرآنية في أوساط المجتمع ، تبصرهم بما لهم وما عليهم ، وتنير لهم دروبهم ، وتصحِّح مسارهم وتحلِّق بهم في آفاق رحبة من السمو والرفعة والتقوى والإيمان.
هكذا يحرص السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي من خلال محاضراته الرمضانية اليومية على إضفاء الجانب الروحاني على الأجواء الرمضانية اليمنية ، والذي يتضمن جملة من الدروس والنصائح التوعوية الثقافية التي تبين حقيقة هذه الحياة وطبيعتها ، وكيف يجب علينا التعامل معها واستغلال أيامها ولياليها ، لضمان الحصول على السعادة الحقيقية ، السعادة الدائمة والنعيم الدائم في الآخرة ، النعيم الذي تفنَّن السيد القائد في تقديمه وعرضه بأسلوبه وسرده الشيِّق والممتع الذي لا يمل ، محذرا من مغبة الغواية والغفلة والانحراف والضياع والبعد عن الله والاغترار بالحياة الدنيا ومغرياتها وملذاتها ، مستعرضا ما أعده الله من عقاب وخيم وعذاب أليم للعصاة والمنحرفين ، الذين يسمعون كلام الله ويعملون بخلافه ، ويتجاهلون نواهيه ووعيده لهم ولمن هم على شاكلتهم ، داعيا إياهم إلى مغادرة حياة الغفلة والعودة إلى الله والإقلاع عن الذنوب والخطايا والمعاصي والآثام قبل أن يحل بهم الموت ، حينها لن يكون لهم عاصم من عذاب الله ، وهنا قمة الحرص على صلاح المجتمع واستقامة كل أفراده والأخذ بأيديهم إلى بر السلامة والسعادة الدائمة.
حرص السيد القائد علينا يحتم علينا أن نكون أكثر استجابة وتفاعلا مع هذه المحاضرات وأن نكون أكثر حرصا على ترجمة مضامينها في حياتنا وسلوكياتنا وتعاملاتنا وفي كل شؤوننا لننجو من شراك الشيطان الرجيم ، ونتجاوز الفخاخ التي نصبها لنا ، لنحصل على المقام الكريم في جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وما لم يخطر على قلب بشر ، وهو بذلك ألزمنا الحجة أمام الله عز وجل ، ولم يعد لنا جميعا من مجال لتقديم الأعذار والمبررات يوم الحساب.
البعض يغلب عليهم الظن ويصل بهم العجب بأنفسهم إلى الاعتقاد المطلق بأنهم على الصراط المستقيم وبأن محاضرات السيد القائد موجَّهة لغيرهم ، أما هم فقد أصبحوا من المرضيّ عنهم ويحسبون أنفسهم من الذين يحسنون صنعا ، رغم ما هم عليه من تقصير وإغراق في الذنوب والمعاصي والتي يطلقون لأنفسهم المبررات لها ، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف من المفلسين ، المستحقين للعقاب الوخيم والعذاب الأليم والعياذ بالله ، فعلى هؤلاء وعلينا جميعا أن نكون أكثر واقعية وأكثر التزاما بأوامر الله ونواهيه ، وأن نجعل من المحاضرات الرمضانية محطات نتزوَّد منها بما يعيننا وينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا في هذا الشهر الفضيل ، لكي لا نكون من الأشقياء الذين أدركوا رمضان وحرموا رحمة الله ومغفرته وعتقه من النار.
بالمختصر المفيد، محاضرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الرمضانية بما عليها من حرص ونصح وإرشاد، مدعاة للتفاعل الإيجابي والترجمة العملية لمضامينها ، والاضطلاع بمسؤولية دينية تجاهها ، إذا ما أردنا الفلاح والرشاد والفوز بالجنة والنجاة من النار ، والسعادة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.