“المالكي” في مؤتمر هزيل يعرض فشل تحالف العدوان الاستخباري: صنعاء والرياض.. من يخترق الآخر؟!
عملية “صماد1” في مايو 2018 عكست عمق الاختراق اليمني
ورطة عميقة وضع التحالف السعودي الأمريكي نفسه فيها، لم يكن حاله بوضع تهكم كما هو اليوم نتيجة معطيات عدة على الميدان وفي السياسة، حيث المخرج غير متاح وفق المبادرة السعودية الأصلية والمعدلة أمريكياً لوقف النزيف المالي والاقتصادي السعودي في اليمن، تضاف إلى سلسلة هزائم عسكرية قاسية مني بها التحالف خلال العام 2021م .
آخر المهازل التي أوقعت الرياض نفسها فيها، كان بث مقاطع فيديو لما ادعت أنه اختراق للهرم الرأسي للجبهة اليمنية وقيادتها، وصولا إلى بث معلومات بأنها قادرة على الوصول إلى هرم القيادة العسكرية، بمعنى الوصول إلى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وأبرز القيادات العسكرية .
كذبة أعظم ساقها المالكي وهو يؤدي دور مذيع نشرة مبتدئ يتوسل الجمهور الاقتناع بأدائه، فلو كانت الرياض بمقدورها الوصول إلى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – لما ترددت لحظة في ذلك، وهي التي تبحث عن أبسط إنجاز ميداني خلال العام الفائت، فكيف بهدف كالذي ادعت قدرتها الوصول إليه؟! والأمر ينسحب على باقي القيادات العسكرية .
مقاطع مفبركة وباهتة خلص الكثير ممن شاهدها إلى هذه النتيجة، حتى أنصار الرياض في داخل لبنان لم يتمالكوا أنفسهم من سوق التعليقات الساخرة، وقالت مريم البسام مديرة أخبار قناة الجديد اللبنانية، إن على السلطات اللبنانية التحقيق مع من ظهر في الفيديو كونه لا يجيد اللهجة اللبنانية، أو كان بالأحرى على السعوديين تعليمه اللهجة أو اختيار شخص بديل عنه ليكون الإقناع أكبر، واصفة الرجل – الذي ظهر في مقطع فيديو التحالف ويؤدي دور قيادي في حزب الله – بأنه “معتر” – مسكين – رمي به إلى دور أكبر منه دون أن يخضع للتدريب أو ربما لم يزر لبنان حتى يتعلم بعضا من اللهجة اللبنانية، ليخلط بين السورية واللبنانية في مشهد هزلي.
الأنكى كان إطلاق وسائل إعلام سعودية وإماراتية حملة دعائية ضخمة سابقة لا تتناسب بالمطلق مع حقيقة ما سيبث ، ما وضع ناطق التحالف في موضع معلق مباراة إيقاعها باهت وبارد وأوكل للمعلق إبقاء المشاهدين على المتابعة وفي طور الحماس، فاضطر إلى الاستعانة بتعليقات ساذجة كشاكلة: لا نعرف إلى أي قبلة يتجه، والاختتام بكذبة أكثر فداحة وهزالة قائلا “إن لدى التحالف قدرة على الوصول إلى هرم القيادة اليمنية واصطيادهم”.. ولم يبين ما الذي يردعه عن ذلك وقد استباح تحالفه كل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية في حربه على اليمن، ولم يوفر فرصة في اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد كمثال .
خلال الأعوام الأخيرة – وتحديدا منذ نهاية العام 2017م – أخذ الفشل يلاحق التحالف عسكريا وسياسيا في اليمن ، وحتى إنجاز القوات المدعومة إماراتيا في الساحل الغربي جرى التخلي عنه كلية أو يكاد .
يرى سياسيون يمنيون أن المالكي قدم رقبة التحالف على طبق من ذهب لليمنيين وخصوم الرياض في المنطقة والعالم وهم كثر، وحالة التندر على ما جرى تقديمه لم تقتصر على أعداء التحالف والرياض حتى الصحف الإنجليزية والأمريكية لم توفر ما عرضه التحالف من سهام السخرية والتندر.
ويرى عسكريون يمنيون أن التحالف قدم بيده دليل فشله الاستخباري إلى العالم بعد 7 سنوات من العدوان والحصار واستئجار عشرات الأقمار ومئات طائرات الرصد وآلاف الجواسيس، دون أن ينال من جسد ورأس القيادة اليمنية وصلابة الهياكل العسكرية للجيش واللجان الشعبية .
وفي المقابل يُقدم الطرف الآخر كمنتصر حقيقي في الحرب الاستخباراتية، رغم فارق إمكانيات الطرفين، حيث يقف الجنرالات الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون والإسرائيليون إلى جانب ضباطه، مع أجهزتهم لمحاولة فك شفرات أبواب القيادة اليمنية والنيل منها دون أي جدوى، ما اضطرهم للظهور بتلك المادة الهزيلة والمفبركة.
وقال العميد خالد غراب – محلل عسكري، “باعتقادي أن التحالف وقع في فخ استخباري نصب لهم من قبل طرف ما، وباع لهم المقاطع التي بادروا إلى إظهارها دون التحقق منها ، نتيجة الفشل المتلاحق في الميدان ولهاثهم وراء أي إنجاز يجعلهم في موقع المنتصر ولو إعلاميا” .
ويضيف “موجة القصف للأحياء المدنية في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى – وبالنظر إلى الأهداف المختارة وهي مدنية – تظهر فشل التحالف الاستخباري ونفاد بنك أهدافه، وفي المقابل نجاح حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء في تعقب شبكات التحالف الجاسوسية وتفكيكها، إضافة إلى تلائمها بشكل جيد جدا مع سيطرة التحالف الجوية والاختفاء عن منظومة الرصد الهائلة للتحالف وأجهزة الاستخبارات الغربية الشريكة للتحالف وجعلها فاقدة للجدوائية والفاعلية في الميدان اليمني” .
واستطرد: ما من شك أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، تعمل بشكل جماعي ومنفرد للوصول إلى مفاتيح الصمود اليمني، والنيل من قيادات المعركة ولكنها عاجزة بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل عقول تعمل لحماية رأس القيادة والقيادات المركزية للمعركة وتؤمنها من عمليات الرصد والاختراق .
وسياسيا يرى سفيان العماري – أمين حزب الشعب الديمقراطي – أن البروبجندا الإعلامية للتحالف قبيل مؤتمر المالكي الهزيل، قطعت الشك باليقين حول الفشل على كل الصعد سياسيا وعسكريا واستخباراتيا، ما دفعها للبحث عن أي إنجاز تحاول تسويقه .
ويضيف: شعرت بالأسف لأني انتظرت المؤتمر وأضعت الوقت في متابعته.
التحالف السعودي الأمريكي واقع في تخبط كبير نتيجة انتصارات الميدان العسكري وخصوصا في مارب ، وصلابة الموقف السياسي الذي يعبر عنه رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، في التمسك بأسس ومبادئ الحل السلمي وهو إيقاف العدوان ورفع الحصار بشكل رسمي، يتم الدخول بعدها في مفاوضات سياسية لتثبيت السلام مع العدو السعودي.
على طاولات التفاوض الإقليمية بين إيران والسعودية سمع السعوديون كلاما واضحا بأن اليمنيين هم معنيون بالحل السياسي في بلدهم، وأن العلاقة بين أطراف محور المقاومة من طهران إلى بيروت وصولا إلى صنعاء، هي علاقات تحالف ندي وليست تابعية كوضع السعودية والإمارات في الحلف الأمريكي الصهيوني في المنطقة .
لا تريد السعودية – وفق خبراء جيوسياسية – أن تقر بأن اليمنيين ند لها وأن البلد الذي طالما استضعفته قد خرج من تحت عباءتها منذ 21 سبتمبر، ويرى هؤلاء أن هذا الشعور وهروب السعودية من الإقرار بالهزيمة العسكرية السعودية في اليمن ومعها أمريكا، قد يدفع بالوضع إلى الأسوأ مع هشاشة وضع العائلة المالكة نتيجة الخلافات البينية الحادة بين أجنحتها بعد صعود محمد بن سلمان وإقصائه أبناء عمومته من أحقيتهم في الملك، ولاريب أن حكومة صنعاء وأجهزة استخبارات حليفة لها قد وجدت بابا واسعا إلى داخل القصور الملكية .
خلال الأعوام الأخيرة تعرضت مقرات تواجد فيها محمد بن سلمان والملك سلمان للقصف بصواريخ يمنية، أخطرها كان في مايو 2018م، عقب استشهاد الرئيس صالح الصماد، حيث قادت مجموعات عسكرية هجوما على قصر الملك سلمان وابنه محمد، غاب بعدها الملك ونجله عن الأنظار طيلة شهرين تقريبا، وإلى اللحظة لم تعلن السعودية عن نتائج وماهية الاشتباكات التي شهدها محيط القصر الملكي في الرياض ، وأين اختفى المهاجمون.. هل انشقت الأرض وبلعتهم ؟؟ ننتظر الجواب من الرياض أو قد يأتي من صنعاء، من يدري ..!!