الله تعالى يختار طريق النجاة للعاملين في سبيله
الله تعالى يختار طريق النجاة للعاملين في سبيله
إن الحالة التي هي ظاهرة في الناس، يصدون بها من يعمل في سبيل الله، وهو يذكِّر الناس بالله سبحانه وتعالى، وبخطورة كبيرة محتملة من جهة الله سبحانه وتعالى، فيما إذا قصروا، خطورة كبيرة من جهة العدو، وعدو يعرفه الناس، عدو كبير، وإمكانياته كبيرة، يأتي ليقول: [اسكت، ما لك دخل] لا يقول يا أخي: اسكت، هؤلاء الأمريكيون هم أعداء لله، وربما الله مهلكهم، أو معذبهم عذاباً شديداً، هو لا يقول هذه على الأقل، هذا سيكون منطقاً أسهل من المنطق الذي يقدمونه.
في حالة كهذه يرجع الإنسان إلى قاعدة لديه معروفة: أنه لا يعلم الغيب، أن تعتقد بأنك أنت جالس، أو أنت مثلاً قمت تصد عن عمل هو نهي عن السوء، وعندك كيف يمكن إنَّهْ يأتي لك مصيبة لوحدك، الإنسان لا يعرف تدبير الله، لا يعرف كيف يمكن أن يأتي له الله، ومن أين يأتي له الله، الله يقول: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (الحشر: من الآية2) في كثير من الحالات التي يؤاخذ فيها نوعية من عباده يقول: {مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}، أو يقول لنفس من يتحركون لينهوا عن سوء يقولون: [نحن أمام خطورة كبيرة عامة، إذاً هي بالتأكيد ستلحقنا ولو نحن ناهين عن السوء؛ لأنه شيء عام، قد يعم شعباً بكله، ضروري يلحقنا]، يجب أن يفهموا بأن الله قال هكذا: {فَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} (الأعراف: من الآية165).
النجاة أيضاً لا تضع لها أنت قائمة وتصفها أنت، ما هي النجاة، النجاة عند الله، دع الله هو الذي يختار لك النجاة، قد تكون نجاتك فعلاً، قد تكون نجاتك بأن تستشهد في سبيله، ما معنى نجاتك هو: ألا يحصل عليك شيء! قد تكون نجاتك أنت كإنسان، كشخص معين في أن تستشهد في سبيله، ربما أنك لو لم يحصل لك هذا: أن يختارك الله فتستشهد في سبيله، قد يحصل شيء آخر يجعلك تتحول، وفي الأخير تهلك.
فالإنسان يترك الأمور لله، يصدق بوعد الله، يثق بالله، ولا يقدم خطة معينة لله، يقول: [أنا أريد أن تكون النجاة على هذا النحو، أريد أن يكون نصرك على هذا النحو، أريد أن يكون تأييدك على هذا النحو] لا، الإنسان يسلِّم أمره لله، ويثق بالله، ويصدق بوعود الله، والله هو الذي يفعل ما يريد، وبالتأكيد لن يختار لأوليائه إلا أحسن شيء لهم.