اللقاء الثلاثي لأقطاب المقاومة رد صريح للمشكّكين في دعم الشعب الفلسطيني
حسم توقيت اللقاء الثلاثي الذي جمع الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري كل جدل عن ثرثرة المشككين، في البحث عن دور المقاومة في لبنان في دعم الشعب الفلسطيني ضد الحرب الوحشية التي يشنّها العدو الصهيوني على قطاع غزة، خصوصاً أن الحزب لا يُخفي حقيقة أنه لن يكون على الحياد.
ففي إطار العمل على وحدة الساحات في مواجهة العدو الصهيوني، جرى الأربعاء لقاء جمع بين السيد نصر الله والنخالة والعاروري، تم فيه استعراض التطورات في غزة وتنسيق المواقف للرد على العدو الصهيوني.
وجرى خلال الاجتماع بحسب بيان لحزب الله تقييماً لما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحسّاسة؛ لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة، واتفقوا على مواصلة التنسيق والمتابعة الدائمة للتطورات بشكل يومي ودائم.
كما جرى، خلال اللقاء، استعراض المواجهات القائمة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وتقييم المواقف المتخذة دولياً وإقليمياً، وما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحسّاسة.
وبالتزامن نشر حزب الله صورة رسالة بخط يد السيد نصرالله تدعو لتوصيف شهداء المقاومة “شهداء على طريق القدس”، ما فتح الباب للتساؤل عن معنى التزامن بين اللقاء والرسالة، كتعبير عن استعداد السيد نصرالله للانتقال إلى مرحلة جديدة في مساندة المقاومة في غزة، لم تتبلور ملامحها، بقدر ما تمّ التوقف أمام مغزى الإشارة إلى ما يجب على محور المقاومة فعله لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشيّ، ومثلها ربط الشهداء بطريق القدس وليس بنصرة غزة.
وفي وقت سابق كشف مسؤول في حزب الله سبب عدم إطلالة أمينه العام حسن نصر الله، على الإعلام لمخاطبة الرأي العام.. مؤكدا أن ذلك جزء من إدارته لهذه المعركة.
وقال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، في تصريحات لقناة “الميادين”: إن “المقاومة تعرف طريقها الذي اختارته للدفاع عن بلدها جيدا، وتعرف أي عدو تقاتل، ومن يقف وراءه، ومعها بيئة صلبة لا تؤثر فيها كل حملات التضليل والتهويل”.
وأكد أن “الأمين العام للحزب حسن نصر الله يتابع مجريات هذه المواجهة في لبنان وما يحدث في غزة ساعة بساعة ولحظة فلحظة، وهو يشرف على إدارة هذه المعركة في تواصله المباشر مع القيادات الميدانية للمقاومة، ويشرف على كل المجريات الميدانية والسياسية”.
كما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أن المقاومة في لبنان “ستمارس دورها الجهادي في دعم حقّ الشعب الفلسطيني في استخدام كلّ الوسائل المتاحة لديه، وليعلم الجميع أننا جزءٌ لا يتجزأ من هذا المحور”.
بدوره.. لفت النائب عز الدين إلى أنّ هذا المحور يملك غرفة عمليات مشتركة وهو يتبادل المعطيات وتقدير الموقف والتعاون والتنسيق والترابط والتكامل والتكافل في ما بينه على كافة المستويات.
وقال: “إن محور المقاومة أكد على وحدة الساحات ووحدة القضية وأكد على وحدة المواجهة”.
وأشار إلى أنّ هذه المقاومة التي عرفناها على مدى أربعة عقود وهي تقاتل هذا العدوّ وشاهدنا مصداقية قيادتها وخبرتها وتطور إمكانياتها ورفضها لكل الإغراءات والتهديدات ليبقى هذا السلاح بأيدينا لأنه للدفاع عن لبنان وللدفاع عن كلّ مظلوم أينما كان ولدعم فلسطين وقضيّتها.
وأردف عز الدين قائلاً: “هذه المقاومة تعتبر نفسها في صلب وجوهر هذا الصّراع، وستتصدى لكل التهديدات التي يُوجهها العدوّ ضد لبنان وتعرف جيّدًا كيف تُمارس نُصرتها ودعمها لغزة والضفة ولشعب فلسطين وللفصائل الفلسطينية”.
ومن يتتبّع مجريات المعركة في جبهة لبنان الجنوبية يستخلِص بأن المقاومة الفلسطينية ليست وحدها وهو ما أكده نائب حركة حماس صالح العاروري في تصريح له.. قائلًا “إننا في لقاءات مستمرة والاخوة في حزب الله على كافة المستويات منخرطون في هذه المعركة، وهي معركتهم كما هي معركتنا”.
وأضاف: “إننا والاخوة في حزب الله وكل قوى المقاومة على اتصال وتنسيق دائم على وحدة الهدف، ونشهد ملحمة بطولية في لبنان مع المحتل على طول الحدود الجنوبية حيث تندلع اشتباكات يومية ويسقط شهداء يوميًا من حزب الله وسرايا القدس وكتائب القسام”.
وأدّت العمليات المستمرة للمقاومة الإسلامية في لبنان التي بدأت منذ الثامن من أكتوبر، بالتوازي مع بدء العدو الصهيوني عدوانه في قطاع غزة عقب معركة “طوفان الأقصى” إلى سقوط خسائر غير مسبوقة للاحتلال في الجبهة الشمالية منذ حرب يوليو 2006.
ووصفت وسائل إعلام العدو الصهيوني التصعيد العسكري الذي يجري في الشمال مع الجبهة اللبنانية بأنّه “حرب حقيقية”.. مشيرةً إلى أنّ حزب الله لا يردع “إسرائيل” فقط في الشمال، إنّما يردعها من العمل بصورة حازمة في غزة أيضاً.
وبحسب محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الصهيوني أمير بوحبوط، فإن عمليات حزب الله في الشمال تشوش على “إسرائيل” في غزة، وتساهم في منع أو تقليص المناورة البرية.
وهذا ما بدا جليًا منذ اليوم الاول لمعركة طوفان الأقصى حيث كثفت المقاومة الإسلامية في لبنان عملياتها ضد مواقع العدو الصهيوني على طول الحدود مع فلسطين ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو الصهيوني.
وهنا يشير خبراء ومحللون سياسيون إلى أن اللقاء الثلاثي والذي جاء بعد اتساع رقعة العمليات العسكرية والقصف المدفعي لحزب الله على هذه الجبهة، والتي تتصاعد على مدار الساعة، أعطى الاشارة الأولى إلى أن ساحة الحزب ليست في جبهة لبنان الجنوبية فحسب، بل باتت مرتبطة بساحة المواجهة في غزة وأنه أحد المساهمين الفاعلين فيها .
وبحسب الخبراء فإن اللقاء الثلاثي الذي حصل بين حزب الله وحماس والجهاد أكد أن المقاومة في لبنان على اتصال يوميّ بقيادة الفصائل الفلسطينية وأنها تتابع يومياً مع غرفة عمليات المقاومة في غزة أدق التفاصيل، وأنها تصدر تعليماتها لغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية خطوة خطوة.
ويؤكد الخبراء أن أحد “أهم العوامل الأساسية لتأجيل العدو الصهيوني اجتياح قطاع غزة، هو تهيّبه من دخول حزب الله بالحرب عبر إطلاق الصواريخ والدخول الى المستوطنات وإلى الجليل” .
ويوضح الخبراء أن “عمليات المقاومة في لبنان تشكل جبهة كاملة يخوضها العدو الصهيوني وبالتالي حزب الله يحقق أهدافه وهي إشغال العدو وإنهاكه وإرباكه وتشتيت قواه وقدراته وشل منطقة الشمال برمتها وتخفيف الضغط عن قطاع غزة واستدراج القوات الصهيونية الى الشمال والأهم تهديد العدو بتوسيع الجبهة بحال قرر اجتياح غزة”.
خلاصة القول: إن الرسالة المشتركة المهمة لهذا اللقاء هو تنامي التنسيق بشكل كبير بين دول محور المقاومة، تمهيدا للانتقال خطوة إضافية في خيار تصعيد المواجهة من جبهة لبنان، على قاعدة، ما يجب على أطراف المحور القيام به في هذه المرحلة الحساسة لتحقيق انتصار حقيقي للمقاومة في غزة وفلسطين ووقف العدوان الغادر والوحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم والصامد في غزة وفي الضفة الغربية.