الكيان الصهيوني و منصة بلوغ أحد المحمدين السلطة في المملكة
العنوان ليس جزافاً ولا تعظيماً لما ليس له وجود، بل حقيقة قائمة على أرض الواقع وتسابق الغريمين الخصمين اللدودين محمد بن سلمان وأبن عمه محمد بن نايف بالتودد وإباداع فنون التقرب، وإرسال الوفود عقد اللقاءات على أعلى المستويات، وعقد الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والتجارية وحتى التعليمية، كلها توضح رهان كلا الطرفين لإعتلاء العرش بعد سلمان المصاب بالخرف وجنون العظمة وهو داء يصاب به غالبية أبناء عبد العزيز .
صحيفة “وول ستريت جورنال” الامريكية اليمينية ذات الصيت الطويل، كشفت النقاب عن عزم الرئيس الجديد في القاعة البيضاوية ترامب اقامة تحالف عربي امريكي قوي في الشرق الأوسط يضم السعودية والامارات ومصر والاردن ويكون بمركزية القاهرة!، تدخل اسرائيل فيه زاوية التنيسق الامني الاستخباراتي، تعقيباً على ما صرح به نتنياهو لمرات عدة، ان علاقاته بالسعودية ودول خليجية اخرى لا تحتاج الى تطوير لانها متطورة اصلا.
التحالف هذا شماعة لإبتزاز أمريكي جديد للأنظمة الخليجية التي تخاف ليس من أي تحرك شعبي وحرية رأي ودعوة للديمقراطية والمشاركة الشعبية التي أوصى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مراراً لقادتها، بل حتى انها تخاف ظلها تآمر الأخ على الأخ وأبن العم على نظيره في أروقة السلطة وقصور الأسر الحاكمة بات واضحاً ومكشوفاً حتى على الشارع الخليجي وفي مقدمته بين صفوف شعبنا الذي يواصل ومع كل الأسى والأسف بصمته وسكوته وإنبطاحه السماح لهذا النظام الفاسد والطائفي والعنصري أن يمتطيه وينهب ثرواته وسط فقدان كبير لأبسط الخدمات الصحية والخدمية والاجتماعية، ولقمة العيش تكتسب بشق الأنفس .
الفزاعة ذاتها التي كانت على عهد “أوباما” ولم تتغير بدخول ترامب البيت الأبيض الذي يبحث عن جني أموالاً طائلة بالتخويف من ايران أكبر بكثير مما حصل عليه الأول بلغت مئات مليارات من الدولارات عبر بيع أسلحة لرياض كانت مكدسة في عنابر شركات الصناعة الأمريكية لفترة طويلة، منها حوالي 82 مليار دولار خلال عام 2016 لوحده، حسب شركة “تيل جروب” للتحليل الدفاعي ومقرها الولايات المتحدة؛ وهو المقدار الذي لا يقنع ترامب الذي يبحث عن مخرج لتدهور الاقتصاد الأمريكي الآخذ بالاتساع المتسارع، والشارع الأمريكي لا يزال يتظاهر ضد سياساته العنصرية واللا عقلانية على المستوى الداخلي والدولي، والكثير من عقلاء الشعب يدعون الى إزالته ومحاكمته على ما أقترفه من قرارات غبية أضر بالولايات المتحدة الأمريكية وقسم كبير من شعبها، وعظمتها وماء وجهها ومكانتها الدولية وبات حتى الحليف الغربي لم يعر لكلامها شئ .
يقول المراقبون أن تمويل وتكاليف هذا التحالف الذي ينوي ترامب اعلانه، والذي سيكون المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية من المنظار الرسمي العربي، سيأتي من أموال البترول السعودي – الخليجي عنوانه إقامة مناطق آمنة في سوريا لكن هدفه جعل شعوب بلاد الشام والرافدين وسبأ حقلاً لتجارب الأسلحة الأمريكية الحديثة في مواجهة المحور الروسي الايراني الصيني الآخذ بالاتساع وأثبت قدرته على إفشال مخططات ما يسمى “التحالف الدولي ضد داعش” في سوريا والعراق، وتحييد الباتريوت الأمريكية من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية .
صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية كشفت النقاب عن إن “العلاقات الإسرائيلية السعودية تعود الى فترة بعيدة جداً”، وهو ما كشفته إحدى وثائق ويكيليكس المؤرخة في 19 آذار 2009 عن أن نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك يعقوب هداس اعتبر أن السعودية ترى في إسرائيل شريكاً.. وأن الرياض وأخواتها تؤمن بالدور الذي تلعبه إسرائيل في إطار تعزيز علاقتها بالولايات المتحدة ولاعتقادها بأنه يمكنها الاعتماد على إسرائيل ضد إيران”. حسب ما جاء في الوثيقة.
الوزير الإسرائيلي، أيوب القرا، من صقور حزب (ليكود) الحاكم كشف قبل أيام “أن المملكة السعودية ستوجه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعوة رسمية لزيارتها بشكل علني. وتابع قائلا إن الدعوة السعودية ستتم بناء على تنسيق بين العائلة المالكة في الرياض وبين الرئيس الأَمريكي دونالد ترامب”، على حد تعبيره. فيما كشف مقربون من محمد بن نايف أنه هو صاحب هذه الفكرة وجاءت حسب رغبة وطلب المدير الجديد لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “مايك بومبيو” خلال أول زيارة خليجية يقوم بها منذ توليه منصبه وذلك الى الرياض لمنح الأول “ميدالية جورج تينيت” تقديرا لتعاونه الوثيق مع وكالته .
حتى لا يبقى بعيداً عن ساحة الصراع، سارع محمد بن سلمان للرد على هذه المبادرة فأرسل الفريق خالد الحميدان رئيس الاستخبارات السعودي على رأس وفد يضم أحد كبار مستشاري وزير الدفاع في زيارته السرية لتل أبيب حاملاً منه رسالة خاصة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد فيها على عمق العلاقة والتعاون على مختلف الصعد بين العاصمتين لمواجهة التحديات التي تواجهانها على المستوى الاقليمي، كما أفصح عن ذلك الوزير قرا الى محلل في صحيفة “يديعونت أحرنوت” طالباً منه عدم النشر في الوقت الحاضر .
مصدر خليجي مقرب من محمد بن راشد ولي العهد وزير الدفاع الاماراتي كشف النقاب عن وصول مجموعة من المستشارين العسكريين من “اسرائيل” الى الرياض قبل أسبوعين للالتحاق بغرفة عمليات التحالف السعودي في الحرب على اليمن في مسعى منهم لإخراج بن سلمان من هذا المستنقع بأقل تكلفة بعد ما بات الأمر مؤكداً بأنه خسر الحرب وأن مقولة وزير الخارجية الأميركي السبق كولن باول تصدق فيه بأنه “شاب لا يفقه للحرب معنى” .
صحيفة يديعوت أحرونونت الاسرائيلية كشفت النقاب عن ارتفاع كبير في حجم العلاقات التجارية بين المملكة و”اسرائيل” خلال العامين الماضيين ليشهد نمواً بنسبة 30% عما كان عليه سابقاً، ويتجاوز مئات ملايين الدولارات وبتشجيع من بن سلمان ونتنياهو، منها مشاريع «حوسبة المدارس» عبر شركة تكنولوجيا «رمات هشارون»، وشركات استشارية زراعية تابعة لجمعية الصداقة الاسرائيلية العربية بدأت نشاطها قبل نحو نصف عام لنشر زراعة الطماطم صغيرة الحجم والفلفل، وشركة “جي فور أس (G4S)” لتأمين موسم الحج والتجسس على الحجيج وهي شركة إسرائيلية مقرها لندن وحصلت قبل أعوام على عقد في مشروع “مترو جدة” لتأمين موسم الحج، كذ ذلك بإيعازمن محمد بن نايف .
الكاتب و المحلل السياسي السعودي حسن العمري